عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2015-01-16, 07:29 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,830
افتراضي


ثالثا : عصمة الرسول _ صل الله عليه و سلم _ من القران
1_ وقفة مع الايات التي ظاهرها ينفي العصمة
كثيرا ما يحاول المشككين في هذا الدين من المستشرقين الطعن فيه بشثى الطرق و الوسائل ، و لكنهم فهموا هشاشة دعواهم و ضعف شبهاتهم ، فكفوا عنها ، و اراحونا من جهلهم ، لكن ادنابهم من ابناء الاسلام من اصحاب الطابور الخامس حملوا لواء الجهل و صاروا على نهج اسيادهم من المستشرقين .
و اول ما يبدا به هؤلاء هو تفجير بعض الايات في وجهك ، و التي يتوهمون انها تنفي العصمة عن سيد بني ادم _ بابي هو و امي صل الله عليه و سلم _ و من هذه الايات نجد :
*قوله جل في علاه (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )) الانفال 67
و يزعمون ان الله جل في علاه عاتب نبيه و خطاه ، و هذا فيه قلة ادب مع الله و رسوله ، و تدليسو تلبيس على الناس ، و خاصة لما يصدر هذا الكلام من ابناء الامة
جاء في تفسير بن كثير عن أنس رضي الله عنه قال : استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس في الأسارى يوم بدر ، فقال : إن الله قد أمكنكم منهم ، فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ، اضرب أعناقهم . فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا أيها الناس ، إن الله قد أمكنكم منهم ، وإنما هم إخوانكم بالأمس . فقام عمر فقال : يا رسول الله ، اضرب أعناقهم . فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال للناس مثل ذلك ، فقام أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فقال : يا رسول الله ، نرى أن تعفو عنهم ، وأن تقبل منهم الفداء . قال : فذهب عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان فيه من الغم ، فعفا عنهم ، وقبل منهم الفداء . قال : وأنزل الله - عز وجل - : ( لولا كتاب من الله سبق ) الآية. انتهى
اقول : هذه هي القصة باكملها ، فالرسول _ صل الله عليه و سلم _ استشار في الامر و اتبع احسن راي ، و هو صديق الامة _ عليه السلام _ ، و رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ لم يخطئ في انه استشارهم حتى يعاتبه الله عز و جل بهذا الخصوص ، لان رسول الله _ عليه الصلاة و السلام _ في هذا اتبع الوحي نعم اتبع ما يوحى اليه من ربه ، و لم يحد عنه ، و هذا قمة العصمة ، فالله عز و جل امر نبيه في موضوع اخر من القران بان يشاور اصحابه في الامر ، و ذلك بقوله عز و جل (( فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الامر )) . فهذا امر من الله لنبيه لكي يشاور اصحابه و هذا ما فعله صل الله عليه و سلم
و هنا يبقى امام الطاعنين في العصمة و المشككين فيها امرين احلاهما مر :
الاول : ان يقولوا ان القران متناقض و هذا كفر بواح مخرج من الملة ، و هنا ستظهر نواياهم للناس ، و لا يحاوروننا بعدها بعباءة الاسلام ، و ساعتها سيرون ما يشف صدور قوم مومنين
الثاني : ان يقولوا انه _ عليه الصلاة و السلام لم يخطئ

* الاية الثانية التي يتشدقون بها هي قوله جل في علاه (( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا )) الاسراء 73_14
فقد نقل الطبري عن قتادة ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) ذكر لنا أن قريشا خلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إلى الصبح يكلمونه ويفخمونه ويسودونه ويقاربونه ، وكان في قولهم أن قالوا : إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس ، وأنت سيدنا وابن سيدنا ، فما زالوا يكلمونه حتى كاد أن يقارفهم ثم منعه الله وعصمه من ذلك ، فقال ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا )انتهى
اقول :و صراحة هذه الاية دليل على العصمة فهي اكبر دليل على وجود قوة و سلطة فوق رسول الله _ عليه الصلاة و السلام _ ترسم له طريقة و توجهه ، و تراقبه ، و تمنعه من الخطا ، و هذه القوة هي الله تعالى ، فهو يمنع نبيه من الخطا من الخطا ، و يعصمه من الناس ، و الدليل قول جل في علاه _ : (( لولا ان ثبتناك ))
، فالله ثبت نبيه على الحق و عصمه من الخطا ، و هكذا ينقلب السحر على الساحر ، و تصبح الاية دليل على العصمة لا العكس

*و من الايات التي يحاولون الركوب عليها قول جل في غلاه (( عبس و تولى ان جاءه الاعمى )) عبس 1_2. مدعين ان الله عاتب نبيه بسبب ابن ام مكتوب ، و القصة معروفة و لا داعي لاعادة ذكرها .
اقول : و تشبتهم بهذه الاية مرجعه نقص و قصورهم في عقولهم ، و انعدام بعد النظر عندهم في ايات الكتاب العزيز ، و ساحاول الرد على هذا الكلام بمنهاج قراني محض ، و لذلك وجب الرجوع الى ايات الصفات ، فبرجوع الى ايات الصفات سنجد ان القران الكريم يثبت الصفة لله عز و جل كقوله (( يد الله فوق ايديهم )) و في ايات اخرى نجده ينفي التشبيه كقوله عز و جل (( ليس كمثله شيء و هو السميع العليم ))
ففي الاية الاولى الله يثبت الصفة و هكذا يرد على المعطلة و في الاية الثانية ينفي التشبيه و في هذا رد على المجسمة
و قياسا على ايات الصفات فالايات التي تثبت العصمة جاءت للرد على من ينكر العصمة و الايات التي جاء ظاهرها ينفي العصمة جاءت لترد على الذين يرفعون الرسول - صل الله عليه و سلم _ فوق مقام النبوة
فتصرفه هذا يدخل في الوحي و ذلك ليبين لامته انه بشر

2_ الايات الصريحة في العصمة
(( و ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ))
جاء في تفسير بن كثير: ولهذا قال : ( وما ينطق عن الهوى ) أي : ما يقول قولا عن هوى وغرض ، ( إن هو إلا وحي يوحى ) أي : إنما يقول ما أمر به ، يبلغه إلى الناس كاملا موفرا من غير زيادة ولا نقصان ، كما رواه الإمام أحمد . انتهى
اقول : ان الاية تقول (( ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى )) و هنا الاية تشمل جميع اقواله - صل الله عليه و سلم _ و تخص القران ، و لو كان المقصود هو القران وحده ، لقال جل في علاه : (( ان هذا القران الا وحي يوحي )) ، و لكن القران و الذي يعتبر دقيقا في الفاظه قال (( ان هو الا وحي يوحي )) فيكون كل كلامه صل الله عليه و سلم وحي ، كل ما ينطق به ينطق به و هو معصوم
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

آخر تعديل بواسطة ايوب نصر ، 2015-02-03 الساعة 01:42 AM
رد مع اقتباس