عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2015-03-24, 07:48 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

لكي لا نتشعب الآن نبدأ بالنقطة الأولى.
قلت أن دليل القراءة قول المولى عز وجل اقرأ ، ودليل الكتابة قوله سبحانه وتعالى علم بالقلم .
فأما الأولى ففهمك لها خطأ، فالقراءة لا تقتضي قراءة المكتوب، جاء في لسان العرب ((معنى قَرَأْتُ القُرآن: لَفَظْت به مَجْمُوعاً أَي أَلقيته))، فالقراءة تعني لفظ الكلام ولا تعني لفظ المكتوب.
وأما الثانية ففهمك لها خطأ أيضاً، فالله سبحانه لم يعلم الناس بكلام مكتوب، فالقرآن لم ينزل من السماء مكتوباً في صحف، ومع ذلك كان في هذا القرآن علماً تعلمه رسول الله وعلمه لصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وأما معنى الآية -كما أؤمن به- أن الله قضى على الإنسان التعلم وكتب ذلك في اللوح المحفوظ بالقلم الذي خلقه وأمره أن يكتب كل شيء، وجعل الله الكتابة نعمة يقيد بها العلم.
لا أظننا سنتفق، فأنا أؤمن بحجية السنة النبوية أما أنت فلا، وعلى أقل تقدير تؤمن ببعض السنة وتترك بعضها الآخر، لذلك وكونك ذكرت في الموضوع الآخر أنك تريد شيئاً يتناسب مع عصر العلوم والعولمة، فدعني أسألك: إن جاءك كافر بدين الإسلام (علماني مثلاً) وقال لك كيف تقول أن العلم بحاجة إلى الكتابة والميكانيكي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة وهو نفسه يصلح لك سيارتك؟ بل إنه عالم في الميكانيك إذا ما قورن بالطبيب الذي يجهل علم المكانيك عن آخره؟ سيقول لك أن ما جاء في القرآن يخالف الواقع الملموس أمامنا، بل ويخالف أساسيات العقل والمنطق، فماذا سيكون جوابك عليه؟
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.