عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-04-08, 10:28 PM
فارووق فارووق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-04-08
المشاركات: 116
افتراضي ... حين يتحدث النرجسي في الاسلام: يهدم الكل و لا يبقى إلا عظمته - عظمة النرجسي -!

...

الشخصية النرجسية، نقلا عن الباحثين فيما يُسمى بعلم النفس، هي الشخصية التي تحب الظهور وتتمحور حول ذاتها وتفرط في الإعجاب بنفسها على حساب الآخرين.

فالشخصية النرجسية تتسم بشيئ من جنون العظمة حيث ترى نفسها هي الأفضل و الأذكى و انها دائما على الحق و غيرها لا! و بالتالي فالنرجسي عنيد و لا يعترف بأخطائه!

و اخطر الشخصيات النرجسية هم الذي يشبعون نرجستهم و جنونهم بالعظمة عن طريق التحدث في الاسلام، فتجدهم يحاولون تعظيم انفسهم و أبحاثهم عن طريق تحقير مجمل العلماء المتقدمين و المتأخرين، فينكرون عِلْمهم و فضلهم، و يعتبرونهم أغبياء او مدلسون او كُتَّاب و قُرَّاء السلاطين، ... فلا يسلم أحدٌ من علماء السلف و لا الخلف من طعنهم،... و كأن الامة الاسلامية لم يخرج منها عبر مئات السنين و ملايين الأجيال من طلبة العلم، لم يخرج منها فقيه و لا ذكي و لا مفكر، و لا عالم، و لا مخلص، و لا حريص على حفظ الوحي و نقله للناس، و لا متدبر في القرآن و السنة و لا فاهم لمعاني نصوص الكتاب و الحديث، وووو ....
فيأتي نرجسي عصره ليقول للكل احرقوا كل الكتب و كَذِّبوا كل العلماء فكلهم جهلة، و أنا نبي عصركم جئتكم لأشرح لكم القرآن فلم يفهم معانيه غيري، فكنوز القرآن بقيت مدفونة منذ انزله الله على محمد، لكن شاء الله ان يَمُنَّ عليكم اليوم بي لاستخرج لكم تلك الكنوز من القرآن، ... !

و كلما ارتفع حجم جنون النرجسي انتقل لدرجة اعلى في تعظيم نفسه، ... فبعد إنكاره لكل أو غالبية علماء السلف و الخلف، ينتقل ليطعن في الجيل الاول من الاسلام، الصحابة، فيطعن في صدقهم و إيمانهم و علمهم و فهمهم وووو،....... بل ينتهي الجنون بالنرجسي الى تقديم نفسه بين يدي رسول الله نفسه، و هو يفعل هذا بطريقة خبيثة غير مباشرة، حيث ينكر السنة، او كما يُوهم للآخرين ينكرها لانها ليست ثابتة عن الرسول بل دلَّسها المدلسون و علماء السلاطين، فهو لما هدم مصداقية الصحابة و العلماء الاوئل و الرواة ووو .... أوجد لنفسه مبررا لتقديم نفسه بين يدي رسول الله بإنكار سنته و من ثم الاعتماد على عظمة فهمه هو فقط -اي النرجسي- في شرح و تبيان معاني الآيات، فلا حاجة لنا بالرسول ليبين لنا مُراد الله في نصوصه ....، النبي النرجسي يقوم بذلك!...


و ينطبق على النرجسي ما حذر منه جمال سلطان المثقفين حيث كتب، كما ننقل عن سليمان بن عبدالله البهيجي من كتيبه "إضرام النيران ببعض ضلالات حسن بن فرحان":
[ ... يحاول بعض المشتغلين بالكتابة والفكر أن يحققوا أعلى مكسب شخصي بغض النظر عن مشروعية السبيل إليه أخلاقياً وعلمياً وأدبياً، وعامة ما ينتهج هذا السبيل هم من الفاشلين في تجارب سابقة طالت وعجزوا عن جذب الأنظار إليهم من خلالها وشعروا بأن حركة الواقع والفكر تمضي بعيداً مخلفة كتاباتهم وأسماءهم في غيابات النسيان والإهمال، فتراهم يصابون بسعار الشهرة وتستبد بهم الرغبة العارمة في إثبات الوجود وجذب الانتباه، فيجهد أحدهم نفسه في كتابة ما من شأنه استفزاز الناس أو إثارتهم أو توليد الاندهاش والاستغراب لفحش الكتابة أو تهورها أو شدة انحرافها، تماماً كمن يتجرد من ملابسه في طريق عام.
وهذا النوع من الكتابة في الحقيقة هو أرخص أنواع الكتابة وهو شبه منحصر هذه الأيام في نوعين رائجين منها:

الأول الكتابة عن الجنس والجرائم المتعلقة به أو الفضائح .

والثاني الهجوم على الإسلام والطعن في مقدساته بالضرب في جذور العقيدة والأخلاق بشكل حاد وسافر وجريء .

وفي الحالة الثانية يكون بديهياً أن من يمارس هذا الفعل الإجرامي لابد وأن يحمل اسماً إسلامياً أو يكون مسلماً ولو بالنشأة حتى يكون للصدمة إثارتها وجاذبيتها إذ لو كان غير مسلم لغاب عنصر الإثارة المطلوب لجذب الانتباه أما أن يكون مسلماً ويجرح الإسلام وتاريخه وعقيدته وشريعته فهذا هو النموذج المثالي لتجارة الإثارة الفكرية الرخيصة .. . ....](انتهى الاقتباس). ....

نعم، صدق الكاتب، فالنرجسي يحاول جذب الأنظار اليه بكتابة ما من شأنه استفزاز الناس و إثارتهم، لكن لا ينجدب لفحش الكتابة و تهورها و انحرافها إلا من كانت نفوسهم ميالة للفسق و الضلال و الهوى، تماماً كمن يفرح لرؤية من يتجرد من ملابسه في طريق عام فيستمتع بالنظر اليه بدلا من ان يَغُضَّ بصره!
... ...
رد مع اقتباس