[سليلة الغرباء آل براهمي]

ماهي البحور، وكيف تكتب الشعر العمودي

أولا: بحور الشعر العربي هي ما يعرف بعلم العـَروض

وهو: علم يبحث في أحوال الشعر العربي من حيث الأوزان وما يعتريها من زحافات وعلل فبه يتم تمييز الصحيح من المكسور، كما يعرف موضع الخلل ونوعه.

وواضع قواعد هذا العلم هو الخليل بن أحمد الفراهيدي (100 - 175 للهجرة).
تقوم الكتابة العروضية على كتابة المنطوق فقط دون مراعاة لما هو مكتوب، فنكتب التنوين نوناً ساكنة في نحو (كِتابٌ = كِتابُن) والحرف المشدد حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك نحو (غفّارُ = غَفْفارن).

ويُمَكِّن التقطيع العروضي من عرض الشعر على أوزان العروض، وهذه الأوزان تسمى التفاعيل، ومنها تتكون أبحر الشعر الستة عشر، والتفاعيل هي الألفاظ التي تحدد الأوزان العروضية، وهذه الألفاظ مؤلفة من حروف جمعها بعضهم في كلمة (لمعت سيوفنا). والتفاعيل بدورها مكونة من مقاطع صوتية تسمى: الأسباب، الأوتاد، والفواصل.

بحور الشعر

1 - الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)
2 - المديد (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن)
3 - البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن)
4 - الوافر (مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن)
5 - الكامل (متفاعلن متفاعلن متفاعلن)
6 - الهزج (مفاعيلن مفاعلين مفاعيلن)
7 - الرجز (مسنفعلن مستفعلن مستفعلن)
8 - الرمل (فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن)
9 - السريع (مستفعلن مستفعلن مفعولات)
10 - المنسرح (مستفعلن مفعولات مستفعلن)
11 - الخفيف (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن)
12 - المضارع (مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن / مفاعيلن مفاعيلن فاعلاتن)
13 - المتقارب (فعولن فعولن فعولن فعولن)
14 - المجتث (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن / فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن)
15 - المتدارك (فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن)
16 - المقتضب (مفعولات مستفعلن مستفعلن / مستفعلن مفعولات مستفعلن)


وبالطبع لم يضع الخليل بن أحمد الفراهيدي هذه البحور قبل كتابة القصيدة العربية ولكن بعدها بمئات السنين. لقد جاء الخليل بن أحمد إلى قصائد موجودة أصلا كتبها شعراء العصر الجاهلي وراح يقطعها ويجعل لها ميزانا ليجعل التعامل معها سهلا.

وإليك نماذج كتبها الشاعر الكبير صفي الدين الحلي على كل بحر من البحور:


نظم صفي الدين الحلي المتوفى سنة 750هـ أوزان البحور كما يلي :

1
الطويل

طويل له بين البحور فضائلُ
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلُ

2
المديد
لمديد الشعر عندي صفاتْ
فاعلاتن فاعلن فاعلات

3
البسيط

إن البسيط لديه يبسط الأملُ
مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلُ

4
الوافر

بحور الشعر وافرها جميلُ
مفاعلتن مفاعلتن فعولُ

5
الكامل

كمل الجمال من البحور الكامل ِ
متفاعلن متفاعلن متفاعلُ

6
الهـزج

على الأهزاج تسهيلُ
مفاعيلن مفاعيلُ

7
الرجـز

في أبحر الأرجاز بحر يسهلُ
مستفعلن مستفعلن مستفعلُ

8
الرمل

رمل الأبحر ترويه الثقاتْ
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتْ

9
السريع

بحر سريع ماله ساحلُ
مستفعلن مستفعلن فاعلُ

10
المنسرح

منسرحٌ فيه يضرب المثلُ
مستفعلن مفعولات مفتعلُ

11
الخفيف

يا خفيفا خفت به الحركاتُ
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتُ

12
المضارع

تعد المضارعاتُ
مفاعيلُ فاعِ لاتُ

13
المقتضب

إقتضب كما سألوا
فاعلاتْ مفتعلُ

14
المجتث

إن جثّت الحركاتُ
مستفع لن فاعلاتُ

15
المتقارب

عن المتقارب قال الخليلُ
فعولن فعولن فعولن فعولُ

16
المتدارك

هل تداركت ذا البحر يا قائلُ
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلُ

ثانيا: كيف يمكن للكاتب المبتديء أن يكتب الشعر:

سأعيدكم إلى قول الرسول صلى الله عليه وآله للرجل الذي جاء يسأله أيهما أولى به أمه أم أبيه، فقال له أمك ثم أمك ثم أبوك، وأنا مستفيدا من هذا القول العظيم عن النبي الكريم، أقول لك أخي المبتديء إقرأ ثم إقرأ ثم إقرأ ثم أكتب.
وكل هاو لكتابة الشعر يظن أن بإمكانه أن يكتب شعرا حقيقيا وجيدا دون أن يقرأ الشعر فهو يخادع نفسه.
بعد قراءة مستمرة للشعر وسماع للإلقاء الشعري يستطيع المبتديء أن يتلمس أولى خطواته في الكتابة وسيجد نفسه مدفوعا تلقائيا للكتابة على منوال ما قرأه. ولكن عليك أيها العاشق للشعر أن تعرف أن القراءة والتدرب على كتابة الشعر سوف تعطيك مرانا في الوزن وعدم كسر الموسيقى الشعرية أما المعاني وجمالها فهي مسألة ستأتي مع الزمن وبالإستمرار إذا كانت الموهبة موجودة،
كما تأتي أيضا بالثقافة العامة والإطلاع في أمور أخرى غير الشعر.
ولكن ماذا يقرأ المبتديء. أنا شخصيا أنصح بنصوص المتنبي أولا ثم أي شاعر من شعراء العمود الكلاسيكي ثانيا لكي يربي لديه الأذن الموسيقية القادرة على اصطياد الوزن ومنع الخلل.


منقول