عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2015-06-28, 10:45 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,015
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الركيبات مشاهدة المشاركة
طرح علي أحد القاديانيين شبهة تلقفها من موقع نصراني ليطعن بالصحيحين ونصها كما يلي: ما عدد النساء اللاتي طاف عليهن نبي الله سليمان عليه السلام في ليلة واحدة؟ ستون، سبعون، تسعون، تسع وتسعون، مائة؟ ففي الصحيحين خمس روايات يخالف بعضها بعضا، ولو افترضنا صحة إحدى هذه الروايات، فلا بد أن تكون الروايات الأخرى غير صحيحة. وعليه فليس كل ما في الصحيحين صحيح.

والجواب حاضر:
ليس هذا التناقض –على سبيل فرضه- يطعن بالصحيحين، بل يؤكد على منهجهما وصدقهما بالأخذ بكل حديث صحت طرقه عن النبي وذلك خوفا من عقوبة كتمان العلم وهذا دليل على الأمانة العلمية. فقبح الله أهل الازدواجية والأهواء.

أننا نجزم – أحياناً – في بعض ألفاظ الأحاديث أنها ليست من كلام النبي ، وأنَّ النبي إنما تفوَّه بلفظة واحدة، لذا الطريق الصحيح عند اختلاف ألفاظ الحديث هو النظر والتأمل في ألفاظه، ومعرفة مكمن الخلل دراية أو رواية فإن كانت طرق الحديث جميعها صحيحة والرواة ثقات (كما في هذا الاعتراض)، نحاول الجمع ما أمكن وإن تعذر الجمع نحاول الترجيح فيما بينها. وأصل هذا الاختلاف بالعدد أن رواة الحديث في زمن الرواية لم يكونوا يعتنون بنقل "عدد شيء" ليس تحته حكم ولا يترتب عليه عمل، فالمراد من هذه الأحاديث أن نبي الله سليمان طاف على نسوة كثيرات ولم يستثنِ في قَسَمِه، ومثل هذا الاختلاف في الرواية لا يؤثر في صحتها مطلقاً.

ولحل هذا الاشكال كي لا يبقى لمستنكر حجة نقول: إن لفظ (60) لم يرد ضمن ألفاظ الحديث المخرَّجة في الصحيحين، فاللفظ جاء هكذا (كان لسليمان ستون امرأةً) في حين بقية الفاظ الحديث في الصحيحين جاءت على هذه الصيغة (قال سليمانُ بنُ داودَ: لأطوفن الليلة على تسعينَ امرأة)

أما العدد (99) و (100) امرأة ذكره البخاري معلقا ورقم الحديث (2819) كما في موقع الدرر السنية ومعلقات الإمام البخاري فيها الضعيف والصحيح، فيبقى لفظ (70) و (90).

فأما لفظ العدد (70) فجاء من باب المبالغة، لأن العرب في أساليب كلامها تذكر السبعين في مبالغة كلامها، ولا تريد التحديد، إلا إذا أضيف مع السبعين رقما كما آية: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) قال الأَزهري: وأَرى قول الله عز وجل لنبيه : إِن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم، من باب التكثير والتضعيف لا من باب حصر العدد، ولم يرد الله عز وجل أَنه ، إِن زاد على السبعين غفر لهم، ولكن المعنى إِن استكثرت من الدعاء والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم.

وأما لفظ العدد (90) فهو العدد الصحيح والذي ذكر بالصحيحين كما أكده البخاري في صحيحه ورقم الحديث (3424) حيث قال رحمه الله: "قال شعيب وابن أبي ازناد: (تسعين). وهو الأصح والذي صححه إمام المحدثين المعاصرين الإمام الألباني رحمه الله".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كلام جميل وقلب واع ، جزاك الله خيرا .
وشرح وافي ومفيد ، حياك الله أخانا الكريم .

آخر تعديل بواسطة أبو عبيدة أمارة ، 2015-07-03 الساعة 09:06 PM
رد مع اقتباس