مثال آخر في الوجه الثاني، وهو أن رسول الله
حينما كان يرسل الصحابة رضوان الله عليهم للأمصار فكان يرسل الواحد منهم ليعلمهم أمور دينهم كلها، فلو كان المتواتر شرطاً لكن رسول الله
أول من أخذ به.
قال رسولُ اللهِ
لمعاذِ بنِ جبلٍ
، حين بعثَه إلى اليمنِ: إنك ستأتي قومًا أهلَ كتابٍ ، فإذا جئتَهم فادْعُهم إلى: أن يشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأن محمدًا رسولُ اللهِ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبِرْهم أن اللهَ قد فرض عليهم خمسِ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ ، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبِرْهم أن اللهَ قد فرضَ عليهم صدقةً، تؤخذُ من أغنيائِهم فتردُّ على فقرائِهم, فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائمَِ أموالهٍم ، واتقِ دعوةَ المظلومِ ، فإنه ليس بينَه وبين اللهِ حجابٌ.