عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2016-12-22, 04:44 PM
محمد محمد البقاش محمد محمد البقاش غير متواجد حالياً
عضو مطرود من المنتدى
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-09
المكان: طنجة ـ المغرب.
المشاركات: 57
افتراضي لماذا انقلب قَتَلَة الأطفال في حلب إلى رحماء

لماذا انقلب قَتَلَة الأطفال في حلب إلى رحماء

بالأمس تم بالإجماع التصويت على مشروع قرار بمجلس الأمن الخاص بحلب، وقد أعطي طابعا إنسانيا حتى يظهروا للعالم أن القَتَلَة أناس وديعون رحيمون طيبون.
بالأمس ترفعت روسيا عن الفيتو وركبت الموجة الخاصة بحلب.
بالأمس ظهر للناس عبر وسائل الإعلام عشرات الآلاف من المعانين في حلب، من المتضررين، من الجياع، من المرضى، من النازحين قسرا من مدينتهم ومناطق سكناهم، حتى اليونيسيف فاقت من سباتها وتبنت الحالة الحرجة على حد تعبيرهم لـ 47 يتيم من شرق حلب كانوا محاصَرين من ضمن المحاصَرين.
بات التسابق على الأعمال الإنسانية هدفا للقَتَلة والمجريين، فروسيا السادية تنقلب فجأة إلى حمل وديع فتبادر إلى نقل مرضى إلى مستشفيات، والولايات المتحدة الأمريكية على لسان الناطقة الرسمية للأمم المتحدة تتباكى على الجياع في مناطق أخرى كمضايا والزبداني وتتأسف على الطائفية وهي تعرف أن دولتها هي التي تدفع بها ليقتتل الناس فيما بينهم على أساس طائفي، وفرنسا التي ساهمت في هذا القرار بشكل كبير تركب مجلس الأمن لتبدو مشاركة في الحل وهي مَقْصية عنه منذ بدء الثورة السورية من طرف أمريكا وروسيا، ولا تزال عن طريق أولاند تحاول المشاركة في الصراع الدائر في سوريا بين الشعب السوري الذي يريد التحرر من التبعية والعمالة وبين أمريكا والعالم الذي يرفض هذا التحرر لأنه سيأتي على أساس الإسلام والإسلام بات عدوا لهم منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وهو عدو للحكام العرب أيضا، بات أولاند يرقص على إيقاع تعميم الاتفاق الذي لن يعمم إلا بالخنوع والخضوع للرؤية الأمريكية المطبوخة في قِدْرين قِدْر المفاوضات وقِدْر الإبادة والقتل ليشمل باقي المناطق، فالبروباكندة العربية تطبل للقرار، وجنود تركيا يتعرضون لعمليات قتل بالطائرات المجهولة وتنسبها تركيا للدولة الإسلامية والدولة الإسلامية لا تملك طائرات وكذلك الجيش الحر وتتخفى بخياناتها للشعب السوري فتعلن بين الحين والآخر مقتل مقاتلين من الدولة الإسلامية، والأردن يضخم من عملية الكرك العملية التي عانى منها منذ أيام قليلة ليظهر للناس خطر الدولة حتى يملك تأييدهم، ولم يعلن بعد عن هوية المقتولين.. والسعودية تصرح بضرورة وقف الجرائم في حلب وهي متوقفة في نفس اليوم الذي تصرح فيه ليطبخ للإعلام ما يأتي داعما لمحاربة الإسلام باسم الإرهاب علما بأن العملية لم تكن ذات هدف أقصى من مداه الذي حوصر فيه، فالخذلان للشعب السوري عمّ كل الدول العربية دون استثناء، وتركيا تخلت عن الشعب السوري لتركب المشروع الأمريكي، وقد جنت العار من خذلانها وجنت روسيا الذلة من ظلمها وقتلها للشعب السوري فها هو ذا شاب ينتصر لأهل حلب فيقتل السفير الروسي ليفهم العالم أن الإسلام هو المحرك الأساسي لكل مسلم، فهو الذي يصنع المجاهدين المنتصرين للشعب السوري ولكل مسلم ولكل مظلوم في العالم ولا ينتظر إلا في الوقت المناسب للقيام بالنصرة، والسعودية قلقة جدا تخفي بها جرائمها في الخذلان للشعب السوري والتآمر عليه وتنادي بالتحرك الفوري لإيقاف المجازر في حلب والمجازر قد توقفت مؤقتا مما يعني أن السعودية بحكامها تنافق وتكذب، وعلماؤها قد ضرب على آذانهم فلم يعودوا يسمعون شيئا أو يحسون بمعاناة المسلمين في حلب وغيرها، ومن لم يضرب على أذنيه يطالب بالصبر والتصابر والدعاء ويعتبر كل من يساهم في نصرة المسلمين في حلب وغيرها بغير ما ذكر؛ صاحب فتنة.
حقيقة ما يجري في حلب يكشفه الإعلام العالمي، فالإعلام منقسم من إعلام كذاب منافق إلى إعلام حر وإعلام ميّال إلى عقيدته، فالإعلام الكذاب إعلام روسيا وأمريكا والغرب يقدم ما من شأنه تغطية جرائمه في سوريا وفي حلب تحديدا حتى إذا فشل في ذلك بسبب وجود الإعلام الحر الذي يكشف حقيقة الجرائم ويوثقها بالصورة، والإعلام العقائدي الذي يعمل لرسالته الإسلامية في المسلمين أولا؛ غيّر من سياسته إلى حين، فالهدف من حلب هو إخراج جميع المقاتلين منها، والمقاتلون لم يخرجوا كلهم، وإخراجهم جميعا هدف قد تم السعي إليه عبر التصعيد من العمليات الجوية ولكن العمليات الجوية طالت المدنيين وقتلتهم فلم تنجح في إخراج المقاتلين ومع ذلك تم الدفع بها إلى تحقيق الهدف ولكن الهدف لم يتحقق ولن يتحقق إلا بقنبلة نووية تمسح حلب من خارطة سوريا بما فيها وبمن فيها، وهذا هدف غربي قد عبرت عنه رئيسة وزراء بريطانيا حين قالت عقب تسلمها رئاسة وزراء بريطانيا في مجلس العموم أنها توافق على ضربة نووية تقتل 100 ألف مدني.
لم يتحقق الهدف الأمريكي وشوشت عليه دول من أوروبا رغم موافقتها على الهدف لأنها تريد المشاركة في الحل وأمريكا تقصيها من الحل وتستعين بروسيا وتستعملها للقوادة السياسية من أجل الحل المراد وهو كما قلت إفراغ حلب من المقاتلين، ولكن وبما أن الهدف لم يتحقق رغم تصاعد الإجرام بموازاة مع فضحه واستنكاره في العالم وفي داخل نفس دول المجرمين القتلة؛ تقرر الذهاب إلى مجلس الأمن لتأمين استراحة من خلالها يتم الالتفاف على الهدف، ثم استئناف العمل من أجل تحقيقه بأساليب أخرى فكان إجماع مجلس الأمن وظهور المجرمين القَتَلَة في حُلّة الأولياء الصالحين.
إن إجلاء المقاتلين من حلب لن يتحقق إلا بقتل المدنيين معهم وهم لا يمانعون في ذلك ولكن وكما قلت الإعلام هو السبب، فلو كان الأمر قبل هذه السنوات من التقدم في مجال المعلوميات والاتصالات لأبيدت حلب بما فيها وبمن فيها دون أن يسمع بها أحد.
وعليه فحلب طريحة بين سكاكين الغرب وروسيا والعرب والشيعة، طريحة بين أيدي لؤماء لا يمانعون من ذبحها ولكن أساليب الذبح غير متفق عليها، ولذلك لم يتم ذبحها نهائيا في انتظار سناريوهات جديدة تباعد بين القتلة والمدنيين وتفصل بينهم ولو ليس كلية، ثم يستأنف القصف والإبادة.
أمر حلب في مجلس المؤامرات "مجلس الأمن" قد تم تقسيمه إلى جزئين، جزء تم القبول به وهو الاتفاق المعلن بما فيه من تفاصيل، والجزء غير المعلن وهو التتمة للمخطط الذي يقضي بإخراج جميع المقاتلين وإفراغ حلب من أي مقوم يمكن أن يؤثر على النظام الأسدي ضمانا لتأمين الشريط الذي يصل بهدفه إلى حماية إسرائيل ثم الانتقال إلى إدلب أو الرقة أو غيرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
محمد محمد البقاش أديب مغربي
طنجة في: 20 ديسمبر 2016م
رد مع اقتباس