عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2009-01-23, 10:56 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
رد: لماذا تزوج النبي (ص) كل هذه الزيجات ؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،
أهلاً وسهلاً ومرحباً بكافة إخوانى الكرام
طالب الحقيقة
أبى عبد الرحمن
مسدد

كثيرة هى الشبهات التى يروجها أعداء الدين ، لهدم الدين ، ولكن ولله الحمد - من قبل ومن بعد - لم تثبت شبهة واحدة ، ذلك أن هذا الدين هو الدين الحق وما عداه هو الباطل.
وابدأ حديثى مع أخى طالب الحقيقة ، حفظه الله ورعاه ، ووفقه إلى كل خير.
كيف يا أخى لشبهة مردودة كهذه يمكن أن تخرجك من ربقة الإسلام ؟! انا ألومك وأعتب عليك ، من أين جاءت هذه الشبهة أليست من طرف آخر مناقض لدين الإسلام ؟
وهنا أسالك : هل دينه هو دين الحق؟
طبعاً لا ، فلو كان ذلك كذلك لما ترددت أنت لحظة فى اللحوق به ، ولكنك توقفت لأنك تعلم أنه على باطل وأى باطل. طيب أنت تعلم جيداً أنه باطل فلاشك أن كل ما يدعيه هو باطل مثله ، فما بنى على باطل فهو باطل ، فهذا الأمر يجب ألا يجعلك تتشكك فى دينك ، ولا تدع له فرصة ليزلزلك ، ويضعف من إيمانك .
والآن نتحدث عن خصوص هذ الشبهة ونقول أن الرد له محوران ، الأول إن كنا نحاور مسلماً ، والثانى إن كنا نحاور غير مسلم.
فأما المسلم الموقن بدينه فنقول له : أنت تعلم أن دينك هو الحق ، وأن نبيك هو رسول الله حقاً ،وأنت تعلم أنه لا ينطق عن الهوى ، وأنه لا يفعل شئ يغضب الله ، فلاشك أن ما يفعله له حكمة حتى وإن خفيت علينا هذه الحكمة.
وطالما أن النبى قد تزوج من أكثر من واحدة فلاشك أنه فعل هذا برضا الله سبحانه ، وأنه فعل هذا لمصلحة الدعوة ، لا لهوى شخصى أو حب للدنيا.
هذا الرد يكفى المسلم.
أما إن كنا نحاور غير مسلم فسنذكر له أموراًً أخرى فسنقول له أن الإسلام هو دين وسط كما قال تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطاً وهو وسط فى كل شئ فلا تغالى يميناً كما أنها لا تغالى يساراً.
وإذا نظرنا إلى الأمم التى كانت موجودة وقت نزول الإسلام ، نجد أن هناك أمة العرب التى كان كل رجل يتزوج من عدد غير محدد من النساء ، بينما هناك على النقيض أمة اليهود والنصارى الذين كانوا يقتصرون على زوجة واحدة لا أكثر ، فجاء الإسلام بهذا التشريع الوسط فى مسألة تعدد الزوجات ، وقد ظهر لها من الفوائد ما لا يحصيه إلا الله ، ولا يغيب عن عاقل بصير ، أو فطن رشيد.
والنبى هو قدوة هذه الأمة ومثلها الأعلى ، قد تزوج من أكثر من واحدة لنعلم مشروعية هذا الأمر فى حق رجال الأمة ، ولكن للنبى كان له خصوصية تشريعية على اعتبار أنه نبى.
وعندما ننظر إلى الشبهات التى روجوها فى هذا الشأن نجد بعضها أسفه من أن نرده فمنهم من يدعى أن النبى كان شهوانياً ! ول كان ذلك لاستكثر من النساء وهو فى شبابه وكان لا يزال فى عنفوان شهوته ، ولا يكتفى بعجوز تكبره بخمسة عشر عاماً ، وعندما يتزوج بأخرى تكون كحالة الأولى وتزيد عنها أنها ذات أولاد.
وأذكر أننى سبق أن تحاورت مع إحداهن ( أجنبية ) فى هذا الأمر فقالت لى إن نبيكم كان شهوانى فأجبتها سريعاً : وهل العجز الجنسى عندكم هو سيد الأخلاق؟! فلم أسمع لها رِكزاً.
لاشك أننا نعلم يقيناً أن النبى كان يتزوج فى كل مرة لحكمة بالغة علمها من علمها وجهلها من جهلها.
فعندما تُتوفى السيدة خديجة رضى الله عنها ،وهى أولى زوجاته ثم يتزوج بعد وفاتها فهل من غبار عليه؟
من وجهة نظر أولئك المتشككين أنه لا غبار عليه لأنه الآن ليس عنده أى زوجات.
ولكن النبى يتزوج السيدة سودة بنت زمعة - التالية لخديجة - لينفق على أولادها وقد كانوا كثيرين وهى فقيرة ، فهل هذا الهدف يُذم ، أنبه على مسألة مهمة وهى أن السيدة سودة بنت زمعة كانت آنذاك قد قاربت الستين من عمرها ، يعنى امرأة ليس لها رغبة فى الرجال ، وقد عبرت عت هذا حقيقة عندما تنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة فيما بعد.
ثم تزوج النبى بعدها من السيدة عائشة بنت صديقه ألى بكر وقد كانت البكر الوحيدة التى تزوجها ، إذاً حتى فى وجود زوجتين ( سودة وعائشة ) فليس الأمر على الحقيقة إلا زوجة واحدة.
ومن هى عائشة إنها ابنة صديق عمره وأحب الناس إليه ومن ساند دعوته من بدايتها إلى نهايتها بكل ما يملك بنفسه وبماله.
وعندما تأيمت - مات زوجها - حفصة بنت عمر بن الخطاب ثانى أقرب أصحاب النبى عرضها أبوها على أبى بكر فلم يجبه وعرضها على عثمان ليتزوجها فرفض ، فوجد - غضب - عمر فى نفسه من عثمان ، فأكرمها النبى وتزوجها ، إكراماً لها ولأبيها وأصبحت زوجة نبى ، فيالها من مكافأة عظيمة أن تتزوج من أعظم رجال هذه الأمة لقد أصبحت زوجة نبى .
وجاء زواج النبى من السيدة زينب بنت جحش فى حالة إبطال التبنى الذى كان متواجداً عند العرب قبل الإسلام ، وليتم هذا الإبطال بشكل عملى موثق.
وجاء زواجه من السيدة صفية بنت حيى بن أخطب ، وقد كان والدها من أكبر أحبار اليهود وبعد أسرها إثر غزوة غزاها ليكون لها دور مهم جداً فى أن يدخل عدد كبير من أهلها فى الإسلام ، بل دفع المسلمين لأن يتركوا سراح ما فى أيديهم من الأسر إكراماً للنبى وزوجته الجديدة ، حيث عظم عليهم أن يكون أهل زوجة نبيهم أسرى فى أيديهم ، وقد كان لهذا السلوك أنجع الأثر فى انتشار الدعوة الإسلامية بين وسط اليهود ، وكان للسيدة صفية يد خير على أهلها.
وهكذا - قس على هذا يا أخى - كل حالة تزوجها النبى كان لها حكمتها ولها فوائدها وأهميتها.
كذلك فإن لتعدد زوجات النبى حكمة تشريعية أخرى تتمثل فى أن حياة النبى تتعلق بها أحكام كثيرة تحتاجها الأمة ، يجب أن تُنقل إلينا ولابد من ( تعدد مصادر النقل ) حتى لا يُترك شئ قد تغفل عنه إحدى الزوجات فتنقله أخرى كأحكام فراش الزوجيةوالاغتسال ومعاملة الزوجة وما إلى ذلك.
حكمة أخرى نجدها من تعدد زوجات النبى وزواج النبى من فتاة صغيرة كالسيدة عائشة - رضى الله عنها - والتى عاشت لحوالى ستين هجرية يعنى عاشت بعد النبى بحوالى نصف قرن ، طبعاً كان لها فى ذلك الوقت دور كبير فى نقل عدد كبير من أحاديث النبى بلغت حسب إحصاء البعض ألفين ومائتين وعشرة أحاديث ، كما كان للسيدة عائشة القول الفصل فى كثير من الأمور التى اختلف فيها الصحابة رضى الله عنهم وذلك لقربها آنذاك من النبى وقد كان لكلامها وجه اعتبار كبير ، وقد احتاج الناس إلى علمها فأدته بكفاءة واقتدار رضى الله عنها وعن أبيها.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس