عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2017-12-02, 10:03 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,830
افتراضي الاستواء : بين الجلوس و العلو

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخبرني احد الاخوة ان احدهم اخبره ان الاستواء في اللغة جاء بمعنيين ، فاما احدهما : فهو علا و ارتفع ، و اما الاخر : فهو جلس ، و انه يمكن ان نقول ان المقصود بالاستواء هو الجلوس ، مع نفي التكييف و التشبيه ، و قد نسب هذا لبعض التابعين .
فهل يمكن ان نفسر الاستواء بالجلوس مع نفيه التشبيه و التكييف ؟؟؟
الجواب : لا ، و الرد من اوجه

الاول : العرش مخلوق ، و الله بائن من خلقه ، فلو قلنا ان الاستواء يعني الجلوس ، لالزمنا ذلك ان نقول ان الله _ جل في علاه _ غير بائن من خلقه ، فالعرش خلقه ، كما اسلفت

ثانيا : ان الله لو اراد الجلوس لجاء بلفظ ( جلس ) مكان ( استوى ) لان لفظ جلس واضح في الدلالة ، و قد يقول قائل انه اراد المعنيين ، قلنا له : لا يمكن ان تكون مرتفعا عن الشيء و انت جالس فوقه في الوقت نفسه .

الثالث : ان الاستواء لم ينفرد بالمعنى المراد الا حين تمت اضافته الى حرف ( على ) و التي تفيد العلو ، لان لفظ استوى لا يعني الجلوس بل له معاني اخرى منها النضج كقوله تعالى (( فاستوى على سوقه ))محمد، ، و ياتي بمعى قصد فعل الشيء كقوله تعالى : (( ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات )) ، فمن اراد التوسع في المعاني لزمه ان يقول ان الاستواء بمعنى النضج و من غير تكييف _ سبحانه و تعالى عما يصفون علوا كبيرا _ ، و هذا ينفي الجلوس بالكلية .

رابعا : و هنا سنرجع ل ( اولا ) فوجود حرف جر ( على ) تفيد انه بائن من خلقه بما فيهم العرش

كتب : السبت 13 ربيع الاول 1439 ( 02/12/2017)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

آخر تعديل بواسطة ايوب نصر ، 2019-03-14 الساعة 08:11 PM
رد مع اقتباس