[ايوب نصر]

السلام عليكم و رحمة الله
أما قبل ، و أنا أحضر للمقال الثاني ، ناقشت حبيبا من أولي الفضل علي ، فظن ابتداء أنني أجهز لحجة أحتج بها على الاريكيين (1) ، و قال لي : " فان كنت تؤصل هذا للرد عليهم او تدشين جديد لحجية السنة فلا تتعب نفسك " انتهى كلامه .
و قلت له كلاما ، فيه رد على الاريكين ، في اثبات حجية السنة و حجية الاحاد ، و حجية الاجماع ، و هذا الكلام كان عبارة عن مناظرة جرت بيني و بين أحد الاريكيين ، فاستحسنه هذا الحبيب ، و احببت ان اشاركه معك هنا ، فقد تجد فيه فائدة. :
سألت اريكيا يوما : قال تعالى ((وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىظ° بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ غ– فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَظ°ذَا غ– قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ))التحريم 3 . فأين الاية التي نبأه الله فيها ؟؟
فقال : سلمت لك بأنه لا توجد اية فأين هو الحديث الذي نبأه الله فيه ؟؟
فقلت له : قال رسول _ الله صل الله عليه و سلم_ (( لا تجتمع أمتي على ضلالة ))
فاما أن يأخذ بالاجماع او يقر أن شيئا من الوحي ضاع ، و كذا نقول لمنكري الاحاد ، فاما أن تؤمنوا بالاحاد او تقولوا أن شيئا من الوحي ضاع

و أما الان فأنتقل الى حجة اخرى ، و اقول : المناظرة بين اثنين على غير سواء ، دائما ما تبدا بسؤال من أحدهما ، فاما ان يجيب الطرف الاخر على سؤال الموجه له أو ينقطع ، فاذا انقطع ظهر فساد قوله ، و سقط مذهبه ، و في طريقنا لمضاعفة اوجه الرد على منكري الاحاد ، من أشاعرة و معتزلة ، و من شاكلهم و صار على طريقهم ، نسألهم و نسأل كل منكر للاحاد :
من هو أول منكر للاحاد ؟؟؟
و القسمة العقلية هنا لا تقبل منهم أكثر من حلين ، فاما الاول : ان يسموا لنا هذا الشخص و يسندوا القول اليه ، و اما الثاني : أن يقولوا انهم لا يعرفون من هو أول من أنكر الاحاد ، و لهم الخيرة من أمرهم .
فاذا كان هناك شخص يعتبرونه أول من انكر العمل بالاحاد ، قلنا لهم هذا الشخص هو نفسه أحاد ، فلا يقبل رأيه ، فهل يقدم الرأي الاحاد على الحديث الاحاد ؟؟ طبعا لا يا جميل ، و ان قالوا انهم لا يعرفون أول من قال بهذا الرأي ، قلنا لهم : اذا كنتم لا تاخذون بالخبر الاحاد ، و هو معلوم المصدر بنقل الثقة عن الثقة ، فكيف تاخذون ، برأي لا اصل له اصلا ؟؟؟

******************
(1) هم الذين يطلقون على انفسهم لقب القرانيين _ و هم بالقران كافرون _ و نحن نصفهم بما وصفهم به رسول الله : _صل الله عليه و سلم _ ، قال _صل الله عليه وسلم _ : (( ألا عسى رجل أن يبلغه عني حديث وهو متكئ على أريكته فيقول : لا أدري ما هذا عليكم بالقرآن فمن بلغه عني حديث فكذب به أو كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))
كتب : الخميس 21 جمادى الاولى 1439 (08/02/2018 )