عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-06-17, 05:27 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,830
افتراضي هل يستطيع الله ان يقتل نفسه ؟؟

السلام عليكم و رحمة الله
نفث احد الملاحدة ، في روع احد معارفي ، شبهة صاغها له في سؤال هذا نصه : " هل يستطيع الله_ و اقول سبحانه و تعالى عما يصفون _ ان يقتل نفسه ؟؟ "

و هذا السؤال فلسفي ، الهدف من وراءه اعجاز الخصم ، و نحن نرد عليه من وجهين ، وجه شرعي و وجه فلسفي ، فاما الوجه الشرعي : فقد قال _ عز و جل _ في ايات عديد انه (( على كل شيء قدير)) ، فكل شيء خاضع لارادته و مشيئته ، و لو اراد ان يقتل نفسه لما اعجزه شيء لا في السموات و لا في الارض .

و اما الوجه الفلسفي ، فنفصل القول فيه ، و لكن بعد مقدمة نضع بها القارئ امام امر يجب ان يكون على بينة منه ، لعل الله ينفعه به .
ان المتتبع لمناهج المتكلمين و الفلاسفة من المسلمين ، يجد انهم ، في دفاعهم عن الاسلام امام هجمات الالحاد و الزندقة ، التي تعرض لها الاسلام و عقيدته عبر قرون متطاولة ، اخطؤوا في اسلوب الحجاج خطأ كلفهم الكثير و انعكس على عقائدهم ، فقد ذهبوا يجادلون و يحاورون و عمدتهم في ذلك ما قرره خصومهم من منهج و قواعد مردها للمنطق الغربي ، و هذا خطا فادح لا يغفره الا الله ، لان الاصل ان يناقشوا مدى صحة تلك القواعد و تلك المناهج قبل جعلها حكما و مرجعا ، و لم يتوقف الامر هنا ، بل جعلوا ذلك المنهج و تلك القواعد اساسا في استنباط الاحكام من النصوص الشرعية ، و كانت الجناية العظيمة التي جنوها على الامة ، انهم جعلوا اقرار عقائدها راجع لتلك المناهج و المذاهب الغربية ، فتفرقت الامة في البلاد ايادي سبأ ، و كثرت عقائدها و مناهجها ، و لهذا قيل في بعض الفلاسفة و المتكلمين من المسلمين عبارات مثل : " دخل بطون الفلاسفة فلما اراد ان يخرج لم يستطع " او " اكل من كتب الفلاسفة فلما اراد التقيء لم يستطع " .

و الان و بعدما قضيت نحبي في بيان ما وجب بيانه ، ارجع للسؤال و ارد عليه لكن بعيدا عن الطريق التي صار فيها من سبقونا ، و ننظر اولا في سؤال ، و مدى صحته ، فاذا كان السؤال صحيحا منطقيا نرد ، و الا نكون قد كفينا مشقة ذلك .

و هذا السؤال غير منطقي ، و الدليل على ذلك هو ان في عقيدة المسلمين لا يوجد شيء يقول ان الموت صفة من صفات الله _ عز و جل _ ، و نحن لا يلزمنا ان نجيب على شيء لا نومن به و لا يوجد في عقيدتنا ، و لا يحتج علينا الا بما يوجد في عقائدنا ، و عقائدنا تنص على ان الله حي لا يموت .
و عليه فسؤال الملحد غير منطقي او على الاقل الجهة التي وجه لها السؤال _ المسلمون _ جعلته غير منطقي .

و نزيد في البيان و نقول : هذا السؤال يعتبر تكريسا و تفعيلا لسياسة القفز التي يلجأ اليها الملاحدة و الزنادقة ، فاصل الخلاف بيننا و بينهم ليس في هذه المسائل ، و التي هي مسائل ايمانية محضة ، لانها من الغيبيات ، فلا يجوز للملحد ان يناقش في صفات الله و اسمائه ، لان من انكر الشيء لا يناقش في شكله و ماهيته ، و انما يناقش في وجوده من عدمه ، فاذا امن بوجود الله ابتداء ناقش ساعتها صفاته و اسمائه .

كتب : السبت 2 شوال 1439 (17/06/2018)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس