عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-11-24, 01:30 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,830
افتراضي هدم صنم السريانية

اما قبل ، فاننا نعرض اليوم لشبهة ، صادفتنا و نحن نعمل على بحث لكشف غباء المستشرقين و بيان جهل الاريكيين ، فراينا نشر هذا الرد منفردا ، الى ان ياذن الله بنشر الكتاب كاملا .
قبل سنة وقع تحت يدي كتاب ، كان نتيجة مؤتمر اقيم في هولندا ، حشرت له جحافل المستشرقين ،بذكائهم و غبائهم ، و غبائهم اكثر و اعظم من ذكائهم ، فعملت على هذا الكتاب مدة ، ثم اعرضت عنه ، بعدما ظفرت به و تمكنت منه ، و اسلمت لي شبهاته طوعا و كرها ، ثم خفت ان يظن بي ظن السوء ، و يقال ان العجز قعد بي على ان اجاري تلك الشبهات ، و ان الخوف حجب عن قلبي ما ارد به تلك التراهات ، و انا امرء اخوف ما اخاف ، بعد الشرك بالله ، ان يظن بي ظن السوء ، فحملت القلم لاكتب هذا الرد ، و على عجل ، رغم ان الخوض في مثل هذه المباحث الدقيقة يحتاج تمهلا في الفكر و اعنات للروية ، فضلا عن تجويد العبارة و تزيين الكلام ، و لكن الوقت لا املكه الان ، فانا منشغل باعمال كثيرة تأكل من وقتي و جهدي .

انعقد المؤتمر لمناقشة فرضية لوكسينبرغ ، القائلة في مجملها على وجود خلفية سريانية في القران الكريم ، و ان السواد الاعظم من القران سرياني ، و لكن العرب و المسلمون الذي جاؤوا بعد عصر النبوة ، لم ينتبهوا لذلك ، فقرؤوا القران بالخطا و ساهم في ذلك غياب علامات التشكيل و التنقيط ، و انا الان انقل لك كلام " غيرهارد بويرينغ " و هو احد من حضروا المؤتمر ، ثم بعده انقل لك كلاما اخر يتضمن نظرية لوكسينبرغ .

يقول غيرهارد بويرينغ : " يطلب لوكسينبرغ ان يثبت ان النص غير المنقط و غير مشكل في المصحف العثماني قرئ خطا من قبل الاجيال الباكرة من المسلمين الذي لم يعودوا واعين ان لغة القران متأثرة تأثرا عميقا بالسريانية "
و قبل ان انقل لك ، يا صاحبي ، كلاما اخر لهذا المستشرق ، فان الضرورة تلجئني الى مناقشة ما فيه اولا ، و نسارع الى الرد و نقول : كيف يجهل العرب ، و هم امم كثيرة و قبائل عريقة متوافرة ، لغتهم و يقرؤونها خطا ، و لا ينسى لوكسينبرغ و غيرهارد و غيرهما السريانية و يتمكنون من فك رموزها و قرائتها قراءة صحيح و وضع معاجم لها ؟؟؟
الذي يجهله هذا و اصحابه او يتجاهلونه ، ان لغة قوم لا تنسى و يتم الجهل بها ، الا اذا انقرض اهلها و غابوا في غيابات مزابل التاريخ ، و اما امة متوافر اهلها ، و كثيرة هي جحافل و جموع المتكلمين بها ، فانه لا يمكن نسيانها و لا جهل قرائتها ، و للان نقرا قصائد طرفة و امرؤ القيس و السموال و غيرهم ، و نفهم عنهم كلامهم و نعي مرادهم ، من غير تكلف ، و حتى ما خفي عنا من بعض الالفاظ الغريبة فان السياق يجعلنا امام صورة كاملة متكاملة ، فهل يقدر احد الان ان يفهم اليونانية القديمة او الاغريقية او الكلدانية ؟؟ الجواب : لا و الف لا ، و ان كان بعض المختصين يحاولون ذلك ، و لكن لا نسلم لهم عقولنا ، و انما نقول لهم : هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين
و علة ذلك ان اهل هذه اللغات ذهبوا مع ذهاب الزمن و نسيت لغتهم بذهابهم و نقصان عدد من ينطق بها مع الوقت ، و هذا لا ينطبق على العربية الشريفة ، فاهلها لا تغرب عن ارضهم الشمس ، و هذا يجعل انتقال اللغة انتقالا متواترا ، فاتني الان ، و لا اقول قديما ، بلغة مسندة اسنادا متواترا غير العربية .
و هذا التواتر الان ، فما بالك بالاجيال القديمة و التي جاءت بعد عصر النبوة ، هل يظن عاقل انه ستخفى عنهم لغتهم ؟؟؟ طبعا لا ، و هذا مردود في كل فكر و كل نظر ، و لا يقبله اذكياء العالم و لا عقلاء بني ادم ، و قد يتجاهل علينا احدهم و يقول انهم نسوها بسبب دخول الاعاجم الى البلاد العربية ، فنقول له : لا ينطق بهذا الا جاهل ، فها هي فرنسا الان و التي تحتلها و تستعمرها الجالية العربية ، فهل يقدر مدعي ان يدعي ان الفرنسيين نسوا لغتهم ؟؟؟ فاي هبل و غباء عبث هذا ؟؟؟
و هذا التواتر اللغوي جعل العرب يفهمون كتاب ربهم و ان كان منقطا و مشكلا ، لان التنقيط و التشكيل لم يوضع لهم ، و انما هم وضعوه لغيرهم ، فكما ان اللغة كانت لديهم متواترة فان القران كان متواترا ، فلم يحتاجوا لكتابته ، و هنا سندخل في موضوع اخر و هو موضوع "الثقافة " ، لكنني ارجئه الى الفقرات القادمة ، و ارمي الان برمح سمهري ، افتك به هذه الشبهة ، فالذي يجهله اصحابنا ، هو ان الخط و التنقيط يختلفان من مصحف لاخر ، فللخط المغربي تنقيطه و للخط المشرقي تنقيطه ، و مع ذلك لا تجد اختلافا في القراءة ، فالعرب قرؤوا القران على اختلاف تنقيطه بنفس الالفاظ ، و ان اختلف ، اللفظ ، على ندرت وقوع ذلك ، لا يختلف المعنى ، و مرد ذلك الى تواتر لغتهمو تواتر فهمهم لها و لاساليب قرائتها و تواتر كتابهم ، و الى السياق.
و الان انقل لك نظرية لوكسنبيرغ و خطواتها ، نقلا عن كلاود جيليون :
" اولا : انظر ان كان هناك تفسير ( معقول ) عند التقليديين و قبل كل شيء تفسير الطبري"
ثانيا : ان لم يجد تفسيرا معقولا فانظر معجما قديما فلعله يقدم معنى مجهولا بالنسبة لمصادر التفسير
ثالثا : ان لم تجد معنى معقولا فانظر اذا كان للتفسير العربي جذر متجانس في السريانية ، مقنع منطقيا اكثر من معنى المصطلح القراني
رابعا : ان لم تجد هذه الخطوات فان لوكسينبيرغ يزكي تغيير علامة او اكثر من العلامات الصوتية للحروف ليرى اذا كان ينجم عن هذا تعبير عربي ذو معنى اكثر اقناعا " انتهى
و قبل المناقشة ، اقول، ممازحا و مستهزئا ، ان هذه الخطوات لو طبق على لوكسينبيرغ و نظريته ، و من طاروا بها في الفضاء و انطادوا بها بين الارض و السماء ، لاصبحت كلها باطلة ، و هي حقا كذلك ، و سيظهر لك ذلك و نحن نعرض لنقدها و بيان ضعفها و غباء صاحبها ، و نحن نصفه بالغباء احسانا للظن به و لاننا نحمل كلامه على احسن الوجوه ، لانه عندما سنتجاوز هذه المرحلة فسترى عجبا .
و كان يمكن ان نعفي انفسنا من مشقة الرد لان ما تقدم من كلامنا يهدم هذه النظرية الفاشلة ، و لكننا نخاف من ان يساء بنا الظن .
قال انه يبحث اولا اذا وجد تفسيرا معقولا ، فان لم يجد للفظ تفسيرا معقولا انتقل الى خطوات اخرى ، لكن السؤال الذي يشتعل الان في صدري و يتعب فكري و يعنت صبري هو : كيف يحكم على معنى معين بانه معقول او غير معقول ؟؟؟
و هناك سؤال اخر لا يقل في اهميته عن اخيه : لم لا يتبع هو نفسه هذه الخطوات ؟؟؟ ستقول لي كيف : اقول لك فسر لفظ " الحوريات " بمعنى ثمار الفردوس ، و ليس بمعنى الحوراء ، و التي تطلق على الفتاة التي يكون سواد عينيها شديدا ، فهل لم يجد التفسير معقولا؟؟ ، او لم يجد المعنى منطقيا ؟؟ و هل الثمار انسب لهذا اللفظ ؟؟؟
و الذي غفل عنه بغبائه ، ان الحور في القران تاتي مضافة ،و سنختار ايتين لنبين ذلك :
الاولى : ( كذلك وزوجناهم بحورعين )) ، فالنظر تجد ( زوجناهم ) و تجن ان الحور مضاف الى العين ، بما يقطع الشك ان يكون لها معنى اخر ، و لكن ما يدريك يا صاحبي ، فالرجل يتكلم وفقا لثقافته ، و ثقافة المرء تحكمه ،و من ثقافة الغرب ، و نتيجة للهوس جنسي ، فان الامر بلغ بهم الى ان ينكحوا امهاتهم و اخواتهم و تجاوزوا ذلك الى ان اصبحوا ينكحوا ااشجار و الازهار ، و لعل صاحبنا من محبي نكاح التمار .
الثانية : (( حور مقصورات في الخيام فباي الاء ربكما تكذبان لم يطمثهن انس قبلهم و لا جان )) ، و حتى في هذه لم يجد تفسيرا مقنعا و منطقيا ، و يصر على نكاح التمار ، و الله المستعان .
هذا و ما حدثك عنه من امر الثقافة و ارجائي الكلام عنها الى فقرات سابقة ، فقد رايت عدم ادراجه هنا ، حتى لا اكشف جميع اوراقي ، ففي كنانتي اسهم لم اخرجها بعد .

كتب: الجمعة 15 ربيع الاول 1440(23/11/2018)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

آخر تعديل بواسطة ايوب نصر ، 2018-11-24 الساعة 08:45 PM
رد مع اقتباس