[أبو أحمد الجزائري]

أواصل
لماذا إستعمل أتى و لم يستعمل أعطى
و خاصة ان أعطى تستعمل في الماديات فقط و بهذه الطريقة يسهل حصر الكلام علىى الفيء كما أسلفنا في الكلام بالنص القرأن فإستعمالها هنا أنسب و أبلغ من آتى
ثم هناك فرق بين أتى و أعطى من ناحية التمليك مثلا:
قال تعالى:

قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ........أنهَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
ص 39

فالعطاء هنا تمليكا لسليمان عليه السلام لذلك قال له "فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
و بناءا عليه العطاء المذكور في الاية :

"مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ" عطاء تمليك و لا يفكر أحد في نزع الصدقة أو الزكاة أو الفيء و سميه ما شئت أن ينزعه من صاحبة
فالمال"الفيء" الذي يتحصل علية المذكور هنا يصبح ملكا له يتصرف فيه كيف يشاء و ينفقه في ما يشاء فهو حر في ذلك مما يدلل أن الإعطاء تمليك للمعطى أليه
بخلاف أتى فالإيتاء قد يشمله النزع

قال تعالى:

إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَىظ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ .القصص76

إلى أن قال :

فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ 81 نفس السورة

نستخلص من هذا أن الإيتاء يشمله النزع و العطاء تمليك

فهل الإعطاء" الفيء" في الكلام أعلاه تمليكا أم يشمله النزع؟؟؟؟

يُتبع إن شاء الله