[ايوب نصر]

( تتمة)


استيقظت من منامي و كلام الامام يتردد صداه في اذني ، فاقبلت على جهازي اتصفح المواقع و المنتديات بحثا عن الوثيقة ، حتى وقعت عليها ، و تاكدت من صحة كلام الامام ، فوجدته حقا ، و اللوم لا يقع على من سرب الوثيقة ، و انما يقع على من روج لها و طار بها في كل مطار .

قال لي احد الاخوة : بعد خروج التوضيح الرسمي فقد اصبح كلامك وما قدمت من حجج يعد من الترف العقلي الذي لا غناء فيه و لا حاجة اليه .
فقلت له : ان التوضيح لا يريد شبهة و لا يرفع تهمة ، و مع ذلك فانت محق فانا اكتب و اناظر و اجادل لاجل الترف العقلي و اللذة الفكرية ، و لو جربت ما في ذلك من متعة و زهو لعتذرتني ، و لما وجدتك من العاذلين .

و من الترف العقلي و اللذة الفكرية و ما الى ذلك مما يدور في فلكه و يهيم حوله ، ان المرسل و المرسل اليه ، في الوثيقة ، هما الشخص نفسه ، فيا للعجب !!!! و المغاربة عرفوا عبر التاريخ بفطنتهم و ذكائهم و حزم عقولهم و رجاحة ارائهم ، و يكفيك هذا و ما سقناه لك في المقالة الاولى لتدرك ان ما نسب اليهم لم يكن من عمل ايديهم و لا صناعة افكارهم ، و انما هو مختلق عليهم .

ان الدول العربية ادركت ، و خاصة بعد 2011 ، انه للحفاظ على امنها و سلامتها ، لابد لها من الاجتماع و توحيد الكلمة ، و حتى اذا وقع النزاع و الخلاف فانه يكون لماما و على استحياء ، دون تعريض بالقول او تصريح في الكلام .

و لعلك يا صاحبي تذكر مقالة " السترات الصفر " ، و التي نشرتها بعد اندلاع الثورة في فرنسا ، و التي حدثك فيها بان هذه الثورة مخطط لها لانشاء القائد الملهم و الامام المتبع ، الذي يقتدي به الشعب العربي ، لولا ان تداركنا الله بلطفه و نعمه و خرجت تلك الثورة عما كانت ولدت لاجله ، ثم بعدها كان ما كان من احداث السودان و الجزائر ، و ادراك الدول العربية لذلك فتم الاعراض عن الخلاف و لو كان لماما و على استحياء.

و الدول العربية اسنى خلقا و اكمل عقلا ، من ان تعمل عملها في هدم نفسها بيدها ، و ادخال المنطقة العربية في هوة لا نهاية لها و لا قرار ، فلا تكذبوا عليهم ، و تنسبوا اليهم ما هم ابرياء منه .

ارايت يا صاحبي ، ها انت مرة اخرى تجر لساني و تأخذني لى الكلام في مواضيع لا اريد الكلام فيها و لم انشيء هذه المقالة لاجلها ، و قد حملتني على نسيان اهم ما في الموضوع ، و هو ان الامام ابن الصلاح اوصاني ان اقرئكم السلام و ابلغك دعائه لكم بالوفيق. و يقول لكم عليكم بالمقدمة ، و اما ....... هنا سمعت صوت خالتك ، و التي هي الدتي حفظها الله و متعها بالصحة و العافية ، يوقظني من نومي و يمنعني سماع تتمة النصيحة .

كتب:الاحد 22 محرم 1441 ( 22/09/2019)