عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2020-11-21, 12:22 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي رد: سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي

سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ بَلَدًا / الْبَلَد }

بالتنكير : { بَلَدًا } الأصل فيها تعني العموم، كما نلحظ هذا من دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام لما زار مكة لأول مرة، ولم تكن تأهلت بالسكان بعد ولم يستوطنها أحد، فدعا لها بالأمن والرزق والخيرات : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا ... (126)} [البقرة] ، وهذا من دلالة النكرة في هذه الآية
ومثله قوله تعالى : { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ ... (7)} [النحل] ، وهذه إحدى النعم العظيمة التي منحها الله تعالى للإنسان، أن سخر المركوبات من الإنعام تحمل متاعه إلى عموم البلدان، وهذا ما نستقيه من دلالة النكرة { بَلَدٍ } التي أطلقت العموم في وظيفتها

وبالتعريف : { الْبَلَد } لا نجد إطلاق المعنى لهذا التعريف كما هو في حال النكرة، ففي قوله تعالى: { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا الْبَلَدِ (2)} [البلد] ، المعرفة قيّدت المعنى، فلفظ { الْبَلَد } المراد به مكة دون غيرها كما جاء عند ابن جرير رحمه الله، إذًا التعريف له شخصيته كما هو للتنكير أيضًا ونظيره قوله تعالى : { وَهَـٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)} [التين] ،وهو مكة ولا ريب، فالتعريف عني به مكة في هذه الآية تحديدًا، والشرف كل الشرف لهذا التعريف الذي أريد به مكة البلد الأمين، ومثله قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا ... (35)} [إبراهيم] وهذه الدعوة بعد أن تأهلت مكة وخرج ماؤها
رد مع اقتباس