عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 2020-11-23, 10:59 AM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي رد: سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم / الشيخ صالح التركي

سلسلة النكرة والمعرفة في القرآن الكريم

الشيخ صالح بن عبد الله التركي


{ بَيْت / الْبَيْت }


بالتنكير : { بَيْت } يدل على العموم، وهذا نلحظه من دعاء امرأة فرعون لمّا اشتدّ عليها أذى فرعون، فدعت الله تعالى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)} [التحريم] ، فنكرت اللفظ ليشمل أي بيت وحسبك ببيت في الجنة فالعموم ظاهر من سياق الدعاء وهو أحد أغراض التنكير
ونظيره قوله سبحانه في وصف بيت العنكبوت : { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [العنكبوت] ، هذا البيت الذي كله ضعف ووهن، لا من حيث الشكل الخارجي أو الضعف الداخلي فالتنكير يرسم لنا صورة الضعف والوهن وهو يتحدث عن بيت العنكبوت فالنكرة من أغراضها تحقير الاسم والتقليل من شأنه

وبالتعريف : { الْبَيْت } أكثر وروده في على معنى البيت العتيق والحرم المكي الشريف، ومنه قوله سبحانه : { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)} [البقرة] ، وقوله عز وجلّ : { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَـٰذَا الْبَيْتِ (3)} [قريش] ، فتعريف البيت لا يذهب بالذهن بعيدًا عن مراد الحرم المكي الشريف وهذا التعريف قيد لنا المعنى ووثقه بهذا المدلول القرآن الكريم
ومثله بالتعريف، قوله جلّ وعلا : { ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)} [الأحزاب] ، والسياق في شأن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمراد التعريف هنا { الْبَيْت } هو بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونساء النبي عليه السلام من أهل البيت كما نص على ذلك ابن كثير رحمه الله تعالى
رد مع اقتباس