عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2021-01-07, 01:07 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,742
افتراضي سعادة اللئيم من علامات القيامة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( سعادة اللئيم .. من علامات القيامة ))
كأن رسول الله صل الله عليه وسلم يعيش بيننا اليوم فيصور لنا واقعنا بدقة، دعونا نتأمل هذا الحديث العجيب….

كلما تأملتُ في واقعنا المعاصر وجدتُ أن المؤمن التقي مبتلى بل شديد الابتلاء في هذا العصر على عكس كثير من أصحاب النفوذ والأموال الذين امتلأت قلوبهم حقداً وغيظاً على الفقراء وعلى الإسلام وعلى المؤمنين.. والحقيقة لم أكن أجد تفسيراً منطقياً لهذا الأمر، لماذا نجد السعادة الدنيوية الظاهرية يتمتع بها كثير من الذين يتصفون باللؤم والخسّة … مع العلم أن السعادة الحقيقية لا تكون إلا للمؤمن.

ولكن تبين لي السبب بعد أن اطلعت على حديث النبي الكريم عن أشراط وعلامات الساعة، حيث أخبر عن واقعنا المعاصر اليوم بدقة مذهلة. قال صل الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ) [رواه الترمذي] وفي اللغة اللكع كلمة تطلق على اللئيم أو الخسيس ، أو دنيء الحسب، أو من لا يعرف له أصل ولا حُمِد له خلق، وهي في أصل لغة العرب تطلق على العبد ثم استعملت أيضاً للدلالة على الحمق والخسة والنذالة واللؤم.

فكما أن نهاية العالم ستشهد الكثير من الأحداث الكونية مثل اشتعال البحار وتفجرها، والزلازل وطلوع الشمس من مغربها، كذلك هناك فتن كثيرة ستظهر كمؤشرات على اقتراب القيامة ومنها هذا الواقع الذي نعيشه اليوم.

ونقول سبحان الله! كيف علم النبي الكريم أن سعداء الدنيا (وهي سعادة ظاهرية ومؤقتة يظهرون للناس كأنهم سعداء وإلا هم أشقى الناس في الحقيقة)، هؤلاء الذين يملكون الأموال وكثير من وسائل الإعلام وكثير من المشاريع التجارية.. نجدهم يتمتعون بصفات اللؤم ولا يفكرون بالآخرة .. إلا قليلاً منهم.

وهناك حديث آخر يمثل لنا الواقع، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالْبُخْلُ، وَيُخَوَّنَ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، وَيَهْلِكَ الْوُعُولُ ويظهر التُّحُوتِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْوُعُولُ وَمَا التُّحُوتُ؟ قَالَ: الْوُعُولُ وُجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ، وَالتُّحُوتُ الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لا يُعلم بهم) [السلسلة الصحيحة للألباني].

وبالفعل نجد الإنسان الأمين يُتهم بالخيانة، والخائن يوصف بالأمانة والصدق… سبحان الله، هذا الوصف ينطبق على الكثيرين ممن نراهم اليوم في بعض وسائل الإعلام مثلاً… فكيف علم النبي الكريم بهذه الأشياء لو لم يكن رسولاً من عند الله؟؟.
§§§§§§§§§§§§§§§§§


رد مع اقتباس