عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2022-02-08, 02:36 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,830
افتراضي رد شبهة حول صفة الكلام


وصلتني شبهة، حول معتقد أهل السنة والجماعة في صفة الكلام، وإليكم نص الشبهة مترجما بأسلوبي:
" مما يستدل به أهل السنة في إثبات صفة الكلام، قوله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ الأنبياء64، فيقولون أن من صفات الإله أن يتكلم، وأن عدم كلامه هو صفة نقص، ولا يجوز في حقه تعالى أن يتصف بصفة من صفات النقص، فلما علم قوم إبراهيم، أن آلهتم لا ينطقون، كان ذلك بطلانا لإدعائهم أنهم آلهة، ولكن إبراهيم يقول موجها الكلام للآلهة فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ الصافات91، وبالقياس على الآية من سورة الأنبياء، فإن لازم القول يقتضي أن يكون الأكل من صفات الإله، وإلا ما سأكلهم : ألا تأكلون؟" إنتهى نصها

وأنا أحب هذا النوع من الشبهات، لانها تفسح لنا الفرصة لبيان عظمة القرآن الكريم، من جانب إحكامه وقوة تنظيمه وتناسقه.
ودعنا الآن نعود إلى الشبهة، ونكشف الغلط الواقع فيها، والمؤدي إليها، و نبدأ بسيدنا إبراهيم، عليه السلام، حتى نبين أمرا مهما، وهو أن سيدنا إبراهيم عليه السلام، أكثر الأنبياء مناظرة لقومه، وجدالا معهم، وقد أثبت القرآن الكريم، كثيرا من مناظراته، والمناظرات لها أساليبها، يعرفها أهل النظر والجدل، ويدركونها سواء من ذات أنفسهم، أو من إكتسابها.
ومن الأمثلة على هذه الأساليب المتبعة في المناظرة، والتي نقلها لنا القرآن عن سيدنا إبراهيم، مقالته لقومه وجوابه لهم، بعد أن حطم كل آلهتم وترك كبيرهم، فقال لهم: بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم أن كانوا ينطقون الأنبياء63.
وبإنزال هذا الذي ذكرناه، على الآية التي أثيرت حولها لشبهة، نجد أن القرآن الكريم نقل لنا على لسان سيدنا إبرهيم، عليه السلام، قوله لآلهة قومه: فراغ إلى آلهتهم قال ألا تأكلون مالكم لا تنطقون الصافات 91، 92، فيظهر أن سيدنا إبراهم، إنما سألهم عن الأكل ليدفعهم إلى الكلام، فكانت الغاية من السؤاله، أن ينطقوا، وليس إثباتا منه لصفة الأكل كما جاء في نص الشبهة.
فلو كانوا آلهة، كما يزعم قومه، لبادروا إلى الكلام قصد نفي صفة النقص التي سألهم عنها، ولكن حين لزموا الصمت، ولم ينبثوا ببنت شفة، بطل عنهم الإتصاف بصفة الكلام، وهي صفة كمال، فظهر بذلك بطلام إدعاء قومه، ونفيت الألوهية، عما كانوا يعبدون من دون الله.


كتبه: أيوب نصر، الثلاثاء 07 رجب 1443 (08/02/2022)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس