عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2022-08-17, 09:20 AM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,061
افتراضي { آيَات } و { صَلَوَات } / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي ق2

{ آيَات } و { صَلَوَات }

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الثاني والأخير




ما رأيك أن ننتقل الآن إلى أوّل آية في المصحف رقمها 17، ونتأمّل:

{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُوْرِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُوْنَ (17)} [البقرة]

ما العجيب في هذه الآية؟ عدد كلماتها 17 كلمة!

وهذه الآية:

{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيْلًا (110)} [الإسراء]

رقمها 110، وهذا العدد = 5 × 22
عدد كلماتها 22 كلمة، وهذا العدد = 5 + 17
عدد الصَّلوات المفروضة + عدد ركعاتها!

وهذه الآية:

{ وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيْعُوا الرَّسُوْلَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ (56)} [النور]

رقمها 56، وهو 5 + 17 + 34
عدد الصَّلوات المفروضة + عدد ركعاتها + عدد سجداتها!

وهذه الآية:

{ وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوْا مَعَ الرَّاكِعِيْنَ (43)} [البقرة]

{ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } عدد حروفها = 17 حرفًا بعدد الركعات!
لاحظ المقطع الأول 4 كلمات، والمقطع الثاني 3 كلمات، ويشكّل الرقمان معًا العدد 34 عكس رقم الآية!
ثلاث آيات بدأت بهذا الأمر: { وَأَقِيْمُوْا الصَّلَاةَ وَآتُوْا الزَّكَاةَ }.. وهي الآيتين السابقتين إضافة الى الآية 110 من سورة البقرة.
هذه الكلمات عدد حروفها 24 حرفًا! لماذا؟
لأن آخر آية من هذه الآيات جاءت في سورة النور، وترتيب هذه السورة رقم 24

{ وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيْعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ (56)}

تأمّل..
كل مقطع من هذين المقطعين 4 كلمات و24 حرفًا.. توازن تام!
وكما ذكرنا فإن العدد 24 هو ترتيب سورة النور في المصحف!
عدد كلمات هذه الآية 8 كلمات، ورقمها 56، ومجموعهما = 64، وهذا هو عدد آيات سورة النور!

آية عجيبة!

{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ (114)} [هود]

رقم الآية 114، وهو عدد سور القرآن!
وعدد كلمات الآية 14 كلمة بعدد الحروف المقطّعة في القرآن!
وعدد حروف الآية 68 حرفًا بعدد تكرار كلمة { قُرْآن } في القرآن!
العدد 68 يساوي أيضًا 17 + 17 + 17 + 17
ترتيب سورة هود رقم 11، وبذلك يكون مجموع 114 + 11 = 5 × 5 × 5

تأمّل..

{ إِنَّمَا يُرِيْدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوْقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُم مُّنتَهُوْنَ (91)} [المائدة]

عدد كلمات الآية 20 كلمة، أي 5 × 4، وترتيب كلمة الصلاة رقم 17

تأمّل..

{ وَإِذَا كُنْتَ فِيْهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُوْنُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُوْنَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيْلُوْنَ عَلَيْكُم مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُم مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِيْنَ عَذَابًا مُهِيْنًا (102)} [النساء]

كلمة { الصَّلَاة } جاءت بعد 5 كلمات من بداية الآية!
الكلمات الثلاث { الصَّلَاة } – { يُصَلُّوا } – { فَلْيُصَلُّوا } مجموع ترتيبها في الآية = 51 أي 17 + 17 + 17
رقم الآية 102، وهو يساوي 6 × 17، وهو يساوي أيضًا 34 × 3

تأمّل..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِيْنَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِيْنَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِيْنَ تَضَعُوْنَ ثِيَابَكُم مِنَ الظَّهِيْرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُوْنَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيْمٌ حَكِيْمٌ (58)} [النور]

كلمة { الصَّلَاة } جاءت قبلها 17 كلمة وآخر كلمة هي كلمة { قَبْلِ } نفسها، ومن هذه الكلمة حتى نهاية الآية 34 كلمة!

تأمّل هاتين الآيتين من سورة طه..

{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}
{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)}

في الآية الأولى جاءت كلمة { الصَّلَاة } رقم 10 من بداية الآية!
وفي الآية الثانية جاءت كلمة { الصَّلَاة } رقم 10 من نهاية الآية!
وسورة طه ترتيبها في المصحف رقم 20

تأمّل هاتين الآيتين من سورة لقمان ..

{ الَّذِيْنَ يُقِيْمُوْنَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوْنَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُوْنَ (4)}
{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوْفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)}

آخر مرّة يرد الأمر بإقامة الصلاة جاء في الآيتين السابقتين من سورة لقمان.
عدد حروف الآيتين وكلماتهما = 143 بعدد حروف سورة الفاتحة التي لا تصح الصلاة إلا بها!

الصَّلاة والقرآن
عدد الصَّلوات المفروضة 5 صلوات، وعدد سور القرآن 114 سورة، ولا تصح الأولى إلا بالثانية.
ماذا نتوقع من الآية التي ترتيبها رقم 570 من بداية المصحف، أي 5 × 114؟!
إنها الآية رقم 77 من سورة النساء صاحبة الترتيب رقم 570 من بداية المصحف..

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِيْنَ قِيْلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيْقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيْبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيْلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُوْنَ فَتِيْلًا (77)}

عجبًا إن الآية تتحدّث عن إقامة الصَّلاة!
ترتيب كلمة { الصَّلَاة } رقم 10 من بداية الآية، ورقم 39 من نهايتها!
العدد 10 = 5 + 5، والعدد 39 = 5 + 34 = 5 + 17 + 17
5 هو عدد الصَّلوات المفروضة!
17 عدد ركعاتها!
34 عدد سجداتها!
هذه المعطيات يؤكدها عدد حروف الآية نفسها! فكم تتوقع أن يكون؟
عدد حروف الآية 204 أحرف.. هذا العدد يساوي 34 × 6، ويساوي أيضًا 17 × 12
الذين يعتمدون على الرسم العثماني في عدّ حروف هذه الآية، سوف يلاحظون أن عدد حروفها يزيد حرفًا واحدًا على عدد حروفها بقواعد الإملاء الحديثة، أي أن عدد حروف هذه الآية وفق الرسم العثماني 205 أحرف،، وهذا العدد يساوي 5 × 41
الأول هو عدد الصلوات المفروضة، والثاني هو مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } ضمن الحروف المقطّعة!
وهكذا يأتي النظم القرآني معجزًا بكل الوجوه مهما تعدّدت وتنوّعت هذه الوجوه!

ظاهرة العدد 34
34 هو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللّيلة.
ننتقل إلى أوّل آية في المصحف رقمها 34، فتأمّل:

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34)}

إن أوّل أمر بالسجود في المصحف ورد في هذه الآية!

وتأمّل هذه الآية من سورة الحجر:

{ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيْمٌ (34)} [الحجر]

رقمها 34، وعدد كلماتها 5 كلمات!
الخطاب هنا موجّه إلى إبليس!
رفض السجود في آية رقمها 34، فجاء طرده من الجنة في آية رقمها 34
34 هو عدد السجدات المفروضة، وإبليس هو من رفض أمر ربّه بالسجود!

أكثر الأنبياء تكرارًا في القرآن هو موسى -عليه السلام-.
ورد اسم { مُوسَى } في القرآن 136 مرّة، وهذا العدد = 34 × 4
السور التي ورد فيها اسم { مُوسَى } عددها 34 سورة!

تأمّل هذه الآية:

{ الَّذِيْنَ يُقِيْمُوْنَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُوْنَ (3)} [الأنفال]

عدد حروف الآية 34 حرفًا، والسجدات المفروضة 34 سجدة!

تأمّل هذه الآية من سورة المعارج:

{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)}

رقمها 34، وعدد كلماتها 5 كلمات وموضوعها الصلاة!

تأمّل هذه الآية من سورة الأنعام:

{ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاَءكَ مِنْ نَّبَإِ الْمُرْسَلِيْنَ (34)}

هذه الآية رقمها 34، وعدد كلماتها 22 كلمة، وهذا العدد = 5 + 17
إذا كان 5 هو عدد الصلوات المفروضة، و17 هو عدد ركعاتها، فإن 34 هو عدد سجداتها!
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 823، وهذا العدد أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 143
143 هو عدد حروف سورة الفاتحة!

تأمّل هذه الآية من سورة يونس:

{ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}

هذه الآية رقمها 34، وعدد كلماتها 17 كلمة!

سورة الإسراء ترتيبها في المصحف رقم 17، فتأمّل هذه الآية من سورة الإسراء:

{ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا (34)}

هذه الآية رقمها 34، وعدد كلمات هذه الآية 17 كلمة!

تأمّل هذه الآية من سورة آل عمران:

{ ذرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ (34)}

هذه الآية رقمها 34، وعدد كلماتها 7 كلمات، بعدد مواضع السجود عند الإنسان!
تأمّل الآيات التي تأتي بعد هذه الآية مباشرة:

{ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِيْ مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيْذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ (36)}

ماذا تلاحظ؟ بعد الآية رقم 34 من سورة آل عمران مباشرة يأتي الحديث عن ولادة مريم !
تأمل قوله تعالى في الآية الثانية { سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ }!
34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن!
ولذلك إذا أحصيت الكلمات من بداية الآية الأولى حتى اسم { مَرْيَم } تجدها 34 كلمة!
34 هو عدد السجدات المفروضة، و34 هو تكرار اسم { مَرْيَم } في القرآن!
فتأمّل كيف أُمرت مريم بالسجود في هذه الآية:

{ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِيْنَ (43)}

وتأمّل كيف جاء رقم الآية معكوسًا للعدد 34، وهو عدد السجدات المفروضة!
ولكن لماذا جاء العدد 43 رقمًا للآية ولم يأتِ العدد 34؟!
لأن العدد 34 مركّب، بينما العدد 43 أوّليّ لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو الواحد!
وهنا إشارة عميقة جدًّا قد لا ينتبه لها كثير من الناس وهم يتلون هذه الآية ليل نهار!
لقد جاء الأمر لمريم في هذه الآية بأن تقنت وتسجد وتركع لربها! فمن هو رب مريّم؟!
هنا يأتي رقم الآية عددًا أوليًّا أصمّ ليحطّم عقيدة التثليث عند النصارى!
وهنا يأتي السؤال للذين يعتقدون بألوهية المسيح -عليه السلام-..
سؤال إلى الذين يعلقون صورة المسيح -عليه السلام- على جدران كنائسهم، وهو طفل في حضن أمه!
هذه الصورة التي تجدها في كل مكان في كتبهم.. في منازلهم.. في مدارسهم.. في كنائسهم!
ليتهم ينظرون إلى ما وراء هذه الصورة! أم تحمل طفلًا هو في نظرهم إله!
أم تلد الرب والإله فمن هو ربها هي؟! ومن هو خالقها هي؟!
كيف يولد الإله؟! وكيف يخرج الإله إلى الوجود من مجرى البول؟!
ولذلك عندما تحدّث القرآن عن هذه القضّية تحدّث عنها بأدب راق فتأمّل:

{ مَا الْمَسِيْحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُوْلٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيْقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُوْنَ (75)} [المائدة]

تأمّل قوله تعالى: { كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ }!
ولك أن تتخيّل ما يترتّب على هذا الفعل (أكل الطعام) من أمور يترفّع القرآن عن ذكرها!
لقد ابتعدنا كثيرًا..
نعود إلى مريم والعدد 34 مرّة أخرى ولكن من أي المسالك؟
تأمّل هذه الآية نفسها التي تتحدّث عن المسيح وأمه- عليهما السلام-.
غاب عنها اسم { عِيْسَى }، وجاء مكانه لقبه { الْمَسِيْح }!
وكقاعدة عامة في القرآن الكريم كل ما سكتت عنه الألفاظ أفصحت عنه الأرقام!
ولذلك جاء عدد كلمات الآية 25 كلمة بعدد تكرار اسم عيسى في القرآن!
بل أن رقم الآية نفسها 75، وهذا العدد = 25 × 3
الآية عدد حروفها 98، وهذا هو عدد آيات سورة مريم!
ننتقل إلى سورة مريم، ونلتقط منها الآية رقم 34، وهي:

{ ذَلِكَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيْهِ يَمْتَرُوْنَ (34)}

العجيب أنها تتحدّث عن عيسى، والأعجب منه أن عدد حروفها 34 حرفًا!
تأمّل.. الآية رقمها 34، وعدد حروفها 34 حرفًا، ومريم تكرّر اسمها في القرآن 34 مرّة!
سبحانك ربي.. تأمّل كيف يحمّل النظم القرآني الرقم الواحد أكثر من مدلول في آن واحد!
وتأمّل كيف قادنا الحديث عن الركوع إلى الحديث عن مريم وابنها عيسى- عليهما السلام-!
فهل يا ترى جاء هذا الارتباط عشوائيًّا من غير تدبير وقصد في جميع هذه الآيات؟!
-----------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

انتهى القسم الثاني والأخير

بتصرف عن موقع طريق القرآن
رد مع اقتباس