عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2022-10-04, 01:54 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي اجتماع الرسالة والنبوّة / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي ق3

اجتماع الرسالة والنبوّة

الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الثالث




دعني انتقل بك الآن على عجل إلى بداية المصحف لنتأمّل الحرف رقم 114 من بدايته:
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيْمَ (6) صِرَاطَ الَّذِيْنَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوْبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّيْنَ (7)}

يمكنك الآن أن تتحقّق بنفسك من أن أوّل أحرف كلمة { عَلَيْهِمْ } هو الحرف رقم 114 من بداية المصحف!
نحن الآن ننتقل بالنظم الرقمي القرآني من مستوى التناسقيات واللّطائف إلى مستوى المعجزة الحقيقية!
حرف العين هو الحرف رقم 114 من بداية المصحف!
هذا الحرف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 18
انتقل الآن إلى أوّل آية نزلت من القرآن:

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَ (1)} [العلق]

يمكنك أن تتأكّد من أن عدد حروف هذه الآية 18 حرفًا!
ولا تنسَ أن حرف العين هو أوّل أحرف { عَلَقٍ }!
وهذا موضوع متشعّب لا نريد أن نبحر فيه من هذا المرفأ البعيد!

تأمّل.. الحرف رقم 114 من بداية المصحف هو حرف العين في كلمة { عَلَيْهِمْ } الأولى في الآية الأخيرة.
إذا تأمّلت في سورة الفاتحة تجد أن حرف العين ورد فيها 6 مرّات في 6 كلمات هي:
{ الْعَالَمِيْنَ } وترتيبها رقم 8 من بداية السورة.
{ نَعْبُدُ } وترتيبها رقم 15 من بداية السورة.
{ نَسْتَعِينُ } وترتيبها رقم 17 من بداية السورة.
{ أَنْعَمْتَ } وترتيبها رقم 23 من بداية السورة.
{ عَلَيْهِمْ } وترتيبها رقم 24 من بداية السورة.
{ عَلَيْهِمْ } وترتيبها رقم 27 من بداية السورة.
الآن اجمع بنفسك مراتب الكلمات الست التي ورد فيها حرف العين:
8 + 15 + 17 + 23 + 24 + 27 = 114، وهذا هو عدد سور القرآن!

اللَّه ورسوله
لقد ابتعدنا كثيرًا.. نعود إلى سورة الأعراف ونتأمّل الآية:

{ الَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ الرَّسُوْلَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُوْنَهُ مَكْتُوْبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيْلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوْفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِيْ كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِيْنَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوْهُ وَنَصَرُوْهُ وَاتَّبَعُوا النُّوْرَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُوْنَ (157)}

كما أشرنا إليه من قبل فإن عدد كلمات هذه الآية 43 كلمة، وعدد حروفها 222 حرفًا!
إلى ماذا يشير كل من 43 و222؟!
في القرآن الكريم هناك سورة واحدة ورد في أول آية { للَّه وَالرَّسُوْلِ } ، وهي:

{ يَسْأَلُوْنَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُوْلِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيْعُوا اللَّهَ وَرَسُوْلَهُ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِيْنَ (1) [الأنفال]

كما توجد آيتان ورد في آياتها الأولى { اللَّه وَرَسُوْلِهِ } وهما :

{ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُوْلِهِ إِلَى الَّذِيْنَ عَاهَدتُّمْ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ (1)} [التوبة]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُوْلِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ (1)} [الحجرات]

تأمّل..
مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث = 43 كلمة، بما يماثل عدد كلمات آية سورة الأعراف!
مجموع آيات السور الثلاث التي وردت بها هذه الآيات (الأنفال – التوبة – الحجرات) = 222 آية!
بما يماثل تمامًا عدد حروف آية سورة الأعراف!
هكذا هي مسارات البناء الإحصائي القرآني!
متشابكة ومتجذِّرة في أعماق سحيقة يستحيل الإحاطة بها!

الأعراف من جديد
نعود إلى آيتي سورة الأعراف ونتأمّل:

{ الَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ الرَّسُوْلَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِيْ يَجِدُوْنَهُ مَكْتُوْبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيْلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوْفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِيْ كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِيْنَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوْهُ وَنَصَرُوْهُ وَاتَّبَعُوا النُّوْرَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُوْنَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُوْلُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيْعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيْتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُوْلِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوْهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ (158)}

تأمّل.. وردت { الرَّسُوْلَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ } قبل 38 كلمة من نهاية الآية الأولى!
ووردت { وَرَسُوْلِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ } قبل 38 حرفًا من نهاية الآية الثانية!
تأمّل هذا النص من الآية الأولى:
{ الَّذِي يَجِدُوْنَهُ مَكْتُوْبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيْلِ }!
يمكنك أن تتأكَّد من أن عدد حروف هذا النص 38 حرفًا!
كما لا تنسَ أن عدد آيات سورة مُحمَّد هو 38 آية!
وأن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { مُحمَّد } هو 38

تأمّل الآية الأولى التي ورد فيها النص التالي:
{ الَّذِي يَجِدُوْنَهُ مَكْتُوْبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيْلِ }!
تكرّرت أحرف اسم { مُحمَّد } في الآية 23 مرّة بعدد أعوام الوحي!

بل هناك ما هو أعجب من ذلك!
تكرّرت أحرف كلمة { الرَّسُول } في الآيتين 222 مرّة!
هذا هو عدد حروف الآية الأولى أليس كذلك؟!
أرأيت!! نحن نضع الآيات كما هي حتى نغلق كل الأبواب أمام المكذِّبين بهذا القرآن!

حجج واهية!
يا ترى ماذا سيقولون عن هذه الحقائق؟!
بكل تأكيد لن يتجرّأوا على تكذيبها، لأنها ليست قضايا جدلية أو فلسفية وإنما هي ثوابت رياضية!
وهي الآن متاحة أمام الجميع وبكل شفافية ووضوح لمن أراد أن يتحقَّق منها!
من المكذبين بالقرآن في عصرنا هذا من يقول: إنه من عند مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
ومنهم من يقول: إنه مقتبس من "الكتاب المقدس" ومقصود به الإنجيل!
لم يزعموا بأنه منقول من التوراة لأنهم يعلمون أن أوّل ترجمة عربية للتوراة كانت بعد نزول القرآن بفترة طويلة من الزمن، حيث كان أسقف إشبيلية يوحنا أوّل من ترجم التوراة إلى العربية، وكان ذلك عام 750م!

بالنسبة إلى الفريق الأوَّل:
هل كان النبي مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- يحصي تكرار الحروف، ويعتني بترتيبها الهجائي بهذه الدقَّة المتناهية حتى يختار ألفاظ القرآن وآياته؟ وكيف فعل ذلك وهو { الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ } الذي كان يتخذ كُتَّابًا للوحي؟!
إن أجابوا بالنفي قلنا لهم: كيف تأتي إذًا حروف آيات القرآن بهذا التناسق العجيب، وعددها 6236 آية!
وإن قالوا: نعم كان يهتم بكل هذه التفاصيل ويعتني بها، قلنا لهم: كيف علم مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- بالترتيب الهجائي للحروف العربية ولم تعرفها العرب إلا بعد ما يزيد على 80 عامًا من وفاته؟!

أما بالنسبة إلى الفريق الثاني:
فمن أين أتى مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- بهذا النص الذي نتحدّث عنه الآن:

{ الَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ الرَّسُوْلَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُوْنَهُ مَكْتُوْبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيْلِ }؟!
إن قالوا إنه موجود في الكتاب المقدس والكتب السابقة، فإنهم بذلك يعترفون بأن مُحمَّدًا -صلى الله عليه وسلّم- هو الرَّسُول النَّبِيّ الأُمِّيّ الذي هم مطالبون باتباعه وفق ما جاء في كتبهم!
وإن قالوا غير موجود بطلت حجّتهم وواجهناهم بهذه البراهين والثوابت الرياضية الدامغة!!

عد إلى الآيتين وتأمّل:
تكرّرت أحرف اسم { اللَّه } (ا ل هـ) الثلاثة في الآيتين 143 مرّة، وهذا هو عدد حروف سورة الفاتحة!

تكرار أحرف اسم { اللَّه } في الآيتين
تكرّرت أحرف اسم { اللَّه } الأربعة بما فيها حرف اللَّام المكرَّر في الآيتين 196 مرّة!
وهذا العدد يساوي 143 + 53
عدد حروف سورة الفاتحة + مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } في سورة الفاتحة نفسها!

عظمة النظم القرآني!
تكرّرت أحرف اسم { اللَّه } (ا ل هـ) في الآيتين 143 مرّة!
بما يعادل تمامًا عدد حروف سورة الفاتحة أوّل سورة في المصحف!
تكرّرت أحرف اسم { اللَّه } (ا ل ل هـ) في الآيتين 196 مرّة!
بما يعادل تمامًا عدد حروف سورة الفاتحة، مضافًا إليه مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } في سورة الفاتحة نفسها!

ولكن العدد 196 يساوي أيضا 7 × 2 × 7 × 2
ولا تنسَ أنك في حضرة (السبع المثاني)! فتأمّل كيف تتحدّث الأرقام!
وتأمّل كيف يتم تحميل أكثر من مدلول للرقم الواحد!
العدد 196 يشير من ناحية إلى السبع المثاني، والعدد نفسه يشير إلى عدد حروفها وتكرار اسم { اللَّه } فيها!
بل إذا تأمّلت العدد 143 نفسه تجده يساوي 114 + 29
عدد سور القرآن + عدد كلمات سورة الفاتحة!
عدد سور القرآن + عدد السور التي لم يرد بها اسم { اللَّه }!
عدد سور القرآن + عدد السور التي تبدأ بالحروف المقطَّعة!

يتبع القسم الرابع والأخير
رد مع اقتباس