عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-04-20, 10:46 AM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,742
افتراضي ( ٢٨) من القربات إلى الله تعالى في شهر رمضان: [من الراحل نحن أم رمضان؟]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
( ٢٨) من القربات إلى الله تعالى في شهر رمضان: [من الراحل نحن أم رمضان؟]

يا عبد الله لأنني أحبك في الله أكتب إليك مخاطباً و مذكراً بِأننا ما خُلقنا عبثاَ بل لِعبادة الخالق، فيا من عبدتهُ و تقربت إليهِ في هذا الشهر الكريم الذي حان موعد إنتهاء أيامه لا تظن أنهُ سيرحل لأننا نحن الراحلين حتماً.
لذا لا تكن ممّن تتوقف عبادته عند انتهاء رمضان، وتنقطع علاقته بربه بعد رحيل هذا الشهر المبارك، بل ليكن رمضان بداية الانطلاق إلى محطات الطاعات وجني الحسنات، فإن كنت ممّن ختم القرآن عدة مرات في رمضان فما المانع أن تختمه ولو مرة واحدة كل شهر بعد إنتهاء شهر رمضان و إن كنت ممّن قام لياليهِ فما يمنعك أن تقوم ركعتين في كل ليلة .
ففي أخر ساعات الهداية التي أهداك الله إيّاها أوصي نفسى و إياك أن نحافظ عليها لتحقيق الفوز الدائم للهدف النبيل الذي خلقنا الله من أجلهِ، و تذكّر قولهُ تعالى : ( و ما خلقتُ الجنّ و الإنس إلاّ لِيعبدون.) الذاريات ٥٦.
أي : إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي ، لا لاحتياجي إليهم .
فمن كان منّا محسنًا في هذا الشهر فليحمد الله على ذلك؛ فهذا من فضل الله وتوفيقه فلا يتسرب الغرور إلى من صام رمضان، وختم فيه القرآن، بل عليه أن يحمد الله تعالى كثيرًا فهو صاحب الجود ولاكرام.
فمن تصدق أو صام أو قرأ القرآن لينتظر عظيم الثواب من الملك الوهاب إن شاء الله، ومن كان مسيئًا فيه فلا أقول له إن باب التوبة قد أغلق، فليتب إلى الله تعالى توبة نصوحة فإن الله تعالى يتوب على من تاب، وإنما الأعمال بالخواتيم، فلنحسن الختام، ، فإن الله عز وجل إذا رأى من عبده خيرًا في نهاية عمله ختم له بالخير إن شاء الله تعالى ،ويا من بنيت حياتك على الاستقامة في هذا الشهر المبارك داوم على ذلك في بقية حياتك ولا تهدم ما بنيت بعودتك إلى المعاصي، ويا من أعتقه مولاه من النار ـ نسأل الله أن نكون من أولئك ـ
إياك أن تعود إليها بفعل المعاصي والأوزار، فتكون (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ) النحل ٩٢ .
يا من اعتاد حضور المساجد وعمارة بيوت الله بالطاعة وأداء صلاة الجمعة والجماعة ، واصل و إستمر على هذه الخطوة المباركة، ولا تقلل صلتك بالمساجد و لا تُقاطعها فتشارك المنافقين الذين قال الله عنهم: (وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى ) التوبة ٥٤ ، ولا تهجر المساجد وتنقطع نهائيًا فيختم الله على قلبك فإن رَسُولَ اللَّهِ (صلَّ الله عليه وسلم) يَقُولُ :« لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ ».

و أسئل الله لي و لكم و لجميع الأمّة الإسلامية رمضانات أخرى لتكون خير الزاد من الرحمة و المغفرة و العتق من النار.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

§§§§§§§§§§§

رد مع اقتباس