عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-05-24, 04:04 PM
ابو براء الانصارى ابو براء الانصارى غير متواجد حالياً
مشرف قسم الإعجاز فى الإسلام
 
تاريخ التسجيل: 2020-08-11
المشاركات: 261
افتراضي الرد على مغالطات ملحد عن القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رد مختصر موجز جدا على بعض الملحدين الذين أثاروا مغالطات واهيه عن القرآن الكريم والرسول ( ص )
يقول الملحد
*
اقتباس:
إن هذا التعدد في المواضيع حتى في أكثر السور قِصَرًا و صِغَرا لدليل على التفكك الذي يعتري بعض آيات القرءان من ناحية المضمون، إنها لا يجمعها رابط واحد إلا تشابه الروي و القوافي، و هذا ما جعل البعض يعتقد أنها بليغة، و هذا سببه العقلية الجاهلية التي كانت في كثير من الأحيان تفضل الشكلَ على المضمون
.
*
من ملتقى اهل التفسير
إن هذا التنوع في مواضيع السورة ....والانتقال بدون رابط ظاهر لهو من صميم الإعجاز...فالمتلقي يتلو بسلاسة آيات السورة ويتملى ذهنه المعاني فيدخل في موضوع بعد موضوع فلا يشعر بفجوة أو هوة ثم إذا راجع ذهنه وجد فيه ذكريات سياحة جميلة بدأت بوصف الآخرة ثم قصة نبي ثم ذكر لخلق الجبال ثم نهي في التشريع ثم دعاء بليغ ثم تقريع لمنافقين...
كل هذه المواضيع مختلفة ولا حاجة للبحث فيها عن رابط موضوعي أو نفسي قد يكون صحيحا أو مفتعلا...وأعظم من هذه الروابط إحساس المتلقي أنه يقرأ كلاما واحدا في تعدد أو تعددا في كلام واحد..
فنقول:
زعمتم أن مواضيع القرآن غير متسقة...والكلام في مواضيع غير متسقة هو الهذيان بعينه..سكزفرينيا...فهل قرأ عربي مؤمن أو كافر القرآن فنفر من هذيانه ...أم أن القرآن يشده شدا..
صحيح إن تعدد المواضيع بدون رابط في كلام البشر قد لا يستساغ ..لكن القرآن سائغ جدا بشهادة قرائه...فلكم أن تختاروا بين أمرين:
-القرآن سائغ إذن فيه وحدة لم تروها..فسقطت الدعوى
-القرآن سائغ وليس فيه وحدة فهذا إعجاز..لأن هذا الأمر بعينه لو تحقق في خطاب الناس لكان خطابا سكيزوفرينيا..فاعجب من أسلوب واحد إذا اصطنعه الناس كان مرضا عقليا واذا استعمله الرب كان سماء
**
اقتباس:
إنّ قراءة القرءان و فهمه بدون الاستعانة بكتب التفسير و اللغة و السيرة المحمدية ليس ممكنا أبدا.

لنقف عند سورة الشمس نتدارَسْها: [ و الشمس و ضحاها، و القمر إذا تلاها، و النهار إذا جلاها، و الليل إذا يغشاها، و السماء و ما بناها، و الأرض ما طحاها، و نفس و ما سواها، فألهمها فجورها و تقواها، قد أفلح من زكّاها، و قد خاب من دسّاها، كذبت ثمود بطغواها، إذ انبعث أشقاها، فقال لهم رسول الله ناقة الله و سقياها، فكذّبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها، فلا يخاف عقباها]

هذه السورة تبتدأ بواو القسمِ، فيقسم الكاتبُ بالليل و النهار و الشمس و القمر، ليصلَ في آخر الأمر إلى سردٍ غامض لقصة ( أشقى ثمودِ )، و كيف أن هذا الأشقى عَقَرَ ناقة الله فدمدم الله على أمة ثمودٍ دمدمةً جعلها تنقلع من الوجود حتى بقيت كأعجاز نخل خاوية، و لكنّ الذي يقرأ هذه السورة بدون رصيد معرفي قبلي ناتجٍ عن قراءة كتب قِصص الأنبياء و تفسير ابن كثيرٍ و الطبري و القرطبي لن يفهم هذه السورة أبدا، فهذه السورة التي هي جزء من القرءان تحتاج إلى كتب أخرى كتبها بشرٌ لكيْ تشرحها و توصل الفحوى إلى القارئ، و هنا ينتفي مجددا مفهوم البلاغة في القرءان
القرآن الكريم ليس قصه روائيه طويلة ولا سجع كهان متبلد المضمون والفحوى لكن بالعكس هو كلام مختصر موجز وفى ذات الوقت منبسط وملم بالعبر
وما خفي علي المتلقي من معناه قد يكون أعظم من ان يحويه عقله فقال تعالى فى ذلك (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
تخيل أنى أتيت بشخص عربي غير مسلم وقلت له
(كذبت ثمود بطغواها، إذ انبعث أشقاها، فقال لهم رسول الله ناقة الله و سقياها، فكذّبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها، ولا يخاف عقباها)
هل سيفهم القصة أم لا يفهم ؟ بلى سيفهمها ويستوعب جيدا أن ثمود كانت طاغية ومكذبه للحق ومن قوله
( انبعث أشقاها ) سيستنتج أن ثمود هي قبيلة او قرية بها رجل شقي غير صالح , وان رسول الله المبعوث فيهم قد نصحهم بسقيا وعدم عقر ناقة الله ولكنهم عقروها فانزل الله عليه العذاب وسوى تلك القرية بالأرض ولا يخاف الله عاقبة إهلاكهم
كل هذه القصة عبر عنها القران الكريم فى خمس جمل لا غير والله الذي لا اله غيره لهذا قمة الإعجاز .

*
اقتباس:
إنّك إذا قرأت أوائل السور في القرءان لاحظْتَ أنّها لا تخلو من القسم، و القسَم في القرءان أُلِّفت فيه المؤلّفات و أنشئت حوله البحوثات. إنّه ليس غريبا أن يقسم أحدٌ بالله، لأنّ كلام الإنسان معرّض للكذب، فيقسم الإنسان بالله و بغيره من المعظَّمات من أجل تأكيد كلامه. و لكن الغريب أن يقسمَ اللهُ بشيء ما، فالله منزّه عن الكذب و لا يستقيم أن يقسمَ اللهُ بشيء، لأنّ المفروض أنّ كلامه منزه عن الخطإ و الدجل، و من المفروض أيضا أن الله صادق في كلامهِ واثقٌ من صحّته و من صوابه، فلأي علّة يقسمُ اللهُ؟ و هل يتناسبُ القَسَمُ مع مقام الله علما أن القسم يكون بالمعظَّمات؟
إذا علمنا أن القسم ضرورة سجعية في القرءان انتفى الغموض و الإشكال، فمؤلِّف القرءان ما كان له أن يتجاهل القسم بالموجودات في الطبيعة،.

في أسجوعة الزبراء وحدِها تشابهٌ كبير جدا في المُقْسَمِ به:
القسم بالليل: تقسم الزبراء ب[ الليل الغاسق ]، و يقسم القرء ان [ و الليل إذا يغشاها ] سورة الشمس، [ و الليل إذا أدبر ] سورة المدثر.

القسم بالصبح: تقسم الزبراء فتقول [ و الصبح الشارق ]، و يقابلها في القرءان [ و الصبح إذا تنفس ] سورة التوكير.

القسم بالنجم الطارق: تقسم الزبراء فتقول [ و النجم الطارق ]، فيقسم القرءان [ والسماء والطارق ]، سورة الطارق. و الطارق معروف و هو نجم عرفته العرب.

القسم بالقمر: يقول عمروُ بنُ الحمقِ في تمجيده لمنافٍ و مفاضلته على أُمَيّةَ [ و القمر الباهر، و الكوكب الزاهر، و الغمام الماطر، و ما بالجو من طائر، و ما اهتدى بعلم...] و في القرءان نجد قسما بالقمر [ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَق ]، الانشقاق.
لقسم بالقمر: يقول عمروُ بنُ الحمقِ في تمجيده لمنافٍ و مفاضلته على أُمَيّةَ [ و القمر الباهر، و الكوكب الزاهر، و الغمام الماطر، و ما بالجو من طائر، و ما اهتدى بعلم...] و في القرءان نجد قسما بالقمر [ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَق ]، الانشقاق.

القسم بالسماء و الأرض : قال أحد كهّان الجاهلية [ و السماء و الأرض، و الغمر و البرض، و القرض و الفرض...] و جاء في سورة الشمس [ وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا، وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا[.
*
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على قلب رسوله الكريم ومن بعده أمته , المتعبد بتلاوته وتدبر آياته.
فرق عظيم شاسع بين أن يقسم الكاهن و الشاعر و المتكلم بمخلوق مثله ( الصبح الليل القمر الضحى أبيه أجداده ...) وان يقسم خالق المخلوقات بشيء من خلقه.
الشاعر يعظم المقسم به لكن لا يملك منه أو له اى شيء فقد تكسف الشمس او يخسف القمر او يذهب الليل والصبح
لكن الخالق تعالى عندما اقسم فان قسمه يكون لكي يذكر خلقه بما انعم عليهم من نعمه الظاهرة والباطنه ويلفت الانتباه الى عظمة تلك الأشياء المقسم بها , ليس للأمر علاقة بالتصديق والتكذيب ولكن بتشريف المقسم به ولفت النظر الى عظمة الله فى خلقه .

**
اقتباس:
فالإرث مثلا يحتاج كثيرا من التفصيل و هو الواقع في القرءان، إذ تتراجع البلاغة في الآيات التي تتحدث عن الإرث لصالح التفصيل المملّ.

و يوافقُنا في هذا القولِ شيخُ المستشرقين كارل بروكلمان إذ يقول :
‘'كان النبيّ في أغلب مراحل دعوته الدينيّة، يطلق ما يدور في خلده، وهو صادق الاستغراق والغيبوبة، في جمل مؤثرة يغلب عليها التقطع والإيجاز، وتأخذ طابع سجع الكهان… أمّا في المدينة.. فإنّ مواعظه وتشريعاته، وإنِ احتفظت بقافية السجع التي كثر مع ذلك عدم إحكام تناولها، قد تحوّلت إلى نثر خالص، كان على محمد نفسه، أن يبتكر أسلوبه، على الرغم من أنه كان يعوزه استعداد لغوي خاص، كما كان يعوزه كل نمط من الدرس والتعليم''
فمحمّد النبيّ الذكيّ كان بحاجة إلى اختراع أسلوب لم تعهَدهُ العربُ من قبلُ، و هو أمرٌ كان مستعصيا في البداية، غير أنّه صار نحو النضوج لأنّ القائمين على كتابة النصوص القرءانية كانوا من الدهاء بمكان
لا يشك المؤمن بأهمية كل حرف فى القرآن الكريم ولا يصل إلى قلبه مثقال ذره من شك فى أهمية فحوى آياته قصرت او طالت – وقد يكون فى بعض الأحيان لا يفهم المراد او المقصود من تأويل تلك الآيات ولكن إيمانه قد زاد مع تلك الآيات –وذلك يحسب للمؤمن ولا يحسب عليه ولا يندرج تحت مسمى الإيمان الأعمى ولكن لعلة غير محسوسة ترى المؤمن يزداد قلبه تسليما وتصديقا للآيات ويقشعر لها جلده عكس الكافر التي لا تزيده إلا خسارا واستكبارا .
آيات القرآن الكريم مكيه او مدنيه خالصة الإبداع والإعجاز

وعن اختلاف اسلوب القرآن عن اسلوب الحديث يقول
**
اقتباس:
هل يكون كلام الشاعر كله شعرا ؟ الشاعر يقول الشعر بعد تفكر و اجتهاد أو بملكة شعرية خاصة تمنحه الشعر الارتجالي ، و يكون شعره بخلاف كلامه العادي النثري ، بينما يشترك الاثنان بألفاظه و مصطلحاته ، و هذا ما نجده تماما في القرآن و الحديث ، فالقرآن كلام شعري موسيقي ذو إيقاعات معينة ، و فيه تكرار ممل كثير كنهايات الآيات ، و تكرار القصص القرآني و غير ذلك .
و الحديث النبوي الصحيح كلام موجز بليغ ، فالنبى كما قال أوتي جوامع الكلم ، و هذا اشتراك واضح مع أسلوب القرآن الموجز البليغ ، و العرب القدماء معروفون بالبلاغة و ليست هي وقفا على النبى ، بل قد ورد في الآثار الصحيحة إن سورة الخلع و الحفد أي دعاء الوتر كما نعرفه كان من القرآن وأهملت كتابته فيه كما أهمل الكثير غيره و نسي ، و نحن نتعامل معه كحديث نبوي
تقول ذلك الكلام فى حال ما إذا كان القائل لكلا الأسلوبين قد لاقى حظا من الاطلاع وعلوم البلاغة الشعرية والادبيه ولكن عندنا رسول الله ( ص ) أمي لا يكتب ولا يقرأ ولم يكن له باع فى حفظ الإشعار والأدبيات الأخرى , أينعم هو بسليقة النشئه والبيئة المحيطة قد استقى فن البلاغة لكنه لم يختلف عن باقي أهل زمانه فى ذاك الأمر ,لكن أسلوب القران مختلف جدا عن اى أسلوب ادبى قديم او حديث
من كلام الشيخ مصطفى أحمد الزرقاء رحمه الله تعالى
الاختلاف الشاسع بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث النبوي الذي يوجب الحكم باختلاف مصدرهما، يتجلَّى واضحاً لكلِّ ذي إدراكٍ في الأسلوب العربي وذوقٍ في لسان العرب، من المقارنة بالأمثلة الواردة منهما في موضوع واحد ، لأنه متى اختلف الموضوع اختلفت المقارنة وأمكن أن يُعزى اختلاف الأسلوب لاختلاف الموضوع .
فلو أننا أخذنا من القرآن آيات، ومن الحديث النبويِّ أحاديث في موضوع تلك الآيات نفسه ، لرأينا بهذه المقارنة من اختلاف الأسلوبين ، الحاكم باختلاف المصدر ، ما فيه البرهان الكافي :
1- فلْنأخذ مثلاً قول الله سبحانه في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولننظر بالمقابل في المعنى نفسه في قول النبِّي عليه الصلاة والسلام:
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الْخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوف، وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران: 104].
(( لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ، أو لَيُسلِّطنّ الله عليكم شراركم ، فيدعو خياركم فلا يُسْتَجَاب لهم ))([1]) .
2- ولنأخذ مثلاً في موضوع الإخاء في الدين قول الله تعالى في سورة الحجرات :
{ إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الحجرات: 10].
وللنظر مقابله في نفس المعنى قول النبي عليه الصلاة والسلام : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه ))([2]) ، ومعنى (يُسْلمه) أن يتركه لعدوه فلا يحميه ولا يمنعه منه.
3- ولنأخذ أيضاً قول الله عز وجل في موضوع الإخاء الإنساني العام والتآلف والتفاضل بالتقوى والصلاح، لا بالعِرْق والنَّسب، ولا بالمال والنشب .
{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير } [ الحجرات: 13].
ولننظر في المعنى نفسه أقوال النبي عليه الصلاة والسلام التالية :((أيها الناس إنّ ربكم واحد، وإنّ أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب . لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى )) ([3]).
(( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) ([4]).
(( المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف )) ([5]).
4- ولنأخذ أيضاً قول القرآن العظيم في ارتباط صلاح الحياة الاجتماعية بنظام العقوبة على الجنايات ، ولننظر في مقابله قول النبي عليه السلام :
{ ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون } [البقرة: 179]..
(( إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحاً )) ([6]).
5- ولنأخذ أيضاً قول القرآن في وجوب أداء الأمانة والحكم بالعدل .
{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به ، إن الله كان سميعاً بصيراً } [النساء: 58].
ولننظر في مقابله أقوال النبي عليه السلام : (( أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك )) ([7]).
(( مامن أحد يكون على شيءٍ من أمور هذه الأمة ، فلم يعدل فيهم ، إلا كبّه الله في النار )) ([8]).
(( لا تقدَّس أمة لايقضى فيها بالحق ، ولا يأخذ الضعيف حقه من القوي غير مُتَعْتَع )) ([9]).
وهكذا إذا تقصَّيْنا الموضوعات والمعاني التي وَرَدت في القرآن والحديث معاً نجد بينهما في الأسلوب هذا البون الكبير الذي يجزم معه كل ذي بصر وإنصاف أنَّ شخصاً لا يمكن أن يصدر عنه هذان الأسلوبان معاً ، ولكلٍّ منهما طابعه الخاص البعيد كل البعد عن الآخر ، وكل منهما في ذاته وفي جميع أمثلته ونصوصه متشابهٌ لا يختلف ، بل يجري على غرار واحد ، فيحافظ على طريقته المتميزة ، وعلى اختلافه عن غيره ذلك الاختلاف الكبير وإنه ليتجلَّى من هذه الأمثلة المقارنة ، ومن نظائرها ، ما أشرنا إليه آنفاً من أنَّ أسلوب الحديث النبوي هو أسلوب التخاطب العادي المألوف بين العرب في بيانهم وأحاديثهم ومحاوراتهم وحكمهم وأحكامهم ووصاياهم ونصائحهم، لا يخرج عن هذا السَّنَنَ المألوف بينهم، وإنما يمتاز بأنه من جوامع الكلم، ومن حكيم البيان وفصيح اللغة، وبخُلوِّه من الحشو، ومن الصور الخطابية العاطفية التي تعتمد على العاطفة وحدها دون العقل .
وبتعبير آخر: إنه يتجلَّى في أسلوب الحديث النبوي العقل الناطق بأبلغ وأوجز تعبير معتاد .
أما أسلوب القرآن فيتجلَّى فيه الابتكار الذي لم يُعهد لـه مثيل ، ولا يشبهُهُ شيء من كلام العرب في طرائق بيانه ومناهج خطابه. انتهى
وللاساتذه ان يضيفوا بما فتح الله عليهم - والله اعلم
يتبع ....
__________________
عن عبد الله بن عمرو قال:«قال رسول الله ﷺ: ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر.»
صحيح الجامع
رد مع اقتباس