عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-06-21, 12:27 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي أقلّ الحمل / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

أقلّ الحمل

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي



رجل في بيئة أميّة.. لا علم له بالطب وأسراره.. بل إن عصره كلّه لم يكن متقدمًا في الطب.. عندما يشير إلى معلومة طبية دقيقة جدًّا.. معلومة لم يصل إليها علماء الطب إلا حديثًا.. ألا يعني ذلك أنه ليس صاحب المعلومة؟!! ألا يعني ذلك أن وحيًا من الله هو من أخبره بهذا العلم؟!!
ألا ينسحب ذلك على كل ما يخبرنا به أنه وحي من الله؟!!
فلنعقل ولنتدبر بعقولنا وبصائرنا.. ولكن ما هي المعلومة الطبية؟
المعلومة الطبية أنه يمكن حدوث الحمل في 6 أشهر..
هذه الحقيقة وردت في القرآن في وقت كان العالم أجمع يجهلها تمامًا!
فالولادة في ستة أشهر نادرة للغاية، بل كان الناس قبل الإسلام يعتبرون أن المرأة التي تضع مولودها بعد 6 أشهر من زواجها امرأة زانية. وقد روت كتب السيرة قصة حقيقية وقعت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حيث ولدت امرأة بعد زواجها بستة أشهر فذكر ذلك زوجها لعثمان بن عفان –رضي الله عنه- فأمر بها أن تُرْجَم فراجعه فيها عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- بأن الله تعالى يقول في كتابه: { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا } (الأحقاف: 15) ويقول: { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } (لقمان: 14)، فلا يبقى للحمل سوى ستة أشهر، فبعث إليها عثمان فردّت. والقصة بهذا السياق صحيحة الإسناد أخرجها عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف.
هذا ما استنبطه عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- ووصفه ابن كثير بالاستنباط الصحيح.

ليت الذين يعارضون أي حديث عن الأرقام في القرآن يتأمّلون ذلك جيِّدًا.. ليتهم يتأمّلون كيف أحسن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- استخدام الأرقام، وهو حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن!!
وما يهمّنا هنا أنه ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة العلمية المذهلة في وقت كان العالم كلّه يجهلها! ذكرها بين ثنايا آياته، وفطن إليها بعض الصحابة -رضوان الله عليهم-.

تأمّل هذه الآية من سورة الأحقاف:

{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)}

{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)}

نتوقف قليلًا عند النص التالي من الآيتين:

لاحظ في آية سورة الأحقاف: { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُوْنَ شَهْرًا }.
في آية سورة لقمان: { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ }.

هذه معادلة رياضية يمكن صياغتها على النحو التالي:
المعادلة رقم (1): حمله + فصاله = 30 شهرًا (آية سورة الأحقاف).
المعادلة رقم (2): فصاله = عامين = 24 شهرًا (آية سورة لقمان).
بطرح المعادلة (2) من المعادلة (1) نستنتج الآتي:
حمله + فصاله – فصاله = 30 شهرًا – 24 شهرًا = حمله = 6 أشهر!
حمله وفصاله 30 شهرًا.. وفصاله فقط 24 شهرًا، وهذا يعني أن حمله 6 أشهر!
وهذه حقيقة علمية ثابتة أشار إليها القرآن بين ثنايا آياته في وقت كان العالم كلّه يجهلها!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد إملاء الحديثة).

بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن

رد مع اقتباس