عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-08-13, 01:29 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,742
افتراضي بما كسبت أيديكم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -;
(( بما كسبت أيديكم ))
لابد للمسلم أن يدرس أسباب المصائب والنكبات التي تمر بها الأمة ،
فإن الذي قدرها حكيم خبير ، لا يعاقب إلا بذنب ،
ولا يأخذ إلا بسبب ،
وسياط التأديب كثرت على أمتنا بسبب ذنوبها وخطاياها ،
وهذه سنة مطردة من سنن الله في عباده فيقول فى كتابه :
[أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] (١٦٥) سورة آل عمران.

وما نشاهده الآن في بلاد الإسلام
هو – بلغة العصر الحالي – قيمة فواتير لم تسدد من قبل
من اللهو والإعراض ، والمعاصي بأنواعها ،
والله يؤدب المخالفين بأنواع من العقوبات ؛ من الطوفان ،
أوالريح ، أوالرجفة ،
أو عدو كافر غازٍ ، يقتل العباد ، ويدمر البلاد ،
كما فعل التتار والصليبيون من قبل .

وحال المسلمين حال مبكية ؛
فكثير من الجيل هجر المساجد ، وغالب الحكومات عطلت الشريعة ،
وأكثر التجار وقعوا في الربا ، وكثير من العلماء لم يؤدوا رسالتهم ،
وجُلُّ العامة جهال بالدين ،
والسواد الأعظم من النساء غافلات في باب الإيمان ...
فمن أين يأتي النصر ،
ومن أي باب،وقد سددنا الأبواب بالخطايا،
وملأنا طرق الإجابة بالمخالفات ؟!

إن هذه الأمة تعرف الله إذا سمعت أزيز الطائرات ،
وقصف الصواريخ ، وهطول القنابل ،
وهذه معرفة فرعون لما رأى الموت فقال : آمنتُ ،
فكان الجواب : الآن وقد عصيت قبل ؟! ،
وهي معرفة أبي جهل : وإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين
له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ،
وإلا فالواجب ذكر الله في الرخاء والشدة ،
وطاعته في العسر واليسر ،
والالتجاء إليه في المنشط والمكره ،
والتوكل عليه في السراء والضراء .

فلا نلوم الأعداء بل يجب علينا أن نلوم أنفسنا ؛
فإن صواريخ ونيران الأعداء عقوبة من الله ،
جزاء لمن قصر في دينه وخالف أمره .
فإذا أردنا الإصلاح لما نحنُ عليهِ من جميع الأحوال فما علينا إلاََّ ان نفهم الدرس جيداً و نعتصم بحبلِ الله و إتباع ما أمرنا بهِ و إجتنابِ ما نهانا عنهُ فنحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام و لننظر إلى أحوال و أوضاع أجدادنا و أجدادهم.
وكلنا نعلم قوله عزَّ و جل َّ ( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم )، فإن ينصرنا الله فلا غالب لنا.
************
رد مع اقتباس