عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2009-03-14, 10:55 AM
عقبة جبر عقبة جبر غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-11
المشاركات: 6
سلام رد: قرآءة مُعاصرة في خصائص السُنة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته

الشخ الفاضل أبو جهاد الأنصاري

مقدمة لا بد منها:

ما خطبك يا شيخ لا ترد السلام؟ أهي الطائفية البغيضة المُتأصلة في النفوس؟ والله تعالى يقول: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (الأنعام159) أم لعلها العزة بالإثم والغرور؟ أم هي الوصاية على عقول البسطاء من الناس والركوب على أكتافهم؟ أو قل هي الأمتيازات التي لا يعرف نوعها وحجمها ومداها إلا الراسخون بالعلم؟ ألم تقرأ قول الله تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا (النساء 86) أم قول الله تعالى لا يعنيك كثيراً؟ على ايةّ حال لا يسعني إلا أن أثمن محاولتك الثانية في الرد على بحث الأستاذ عبد الهادي ، هذا الرد ما زال يرواح مكانه! فأنت حتى الساعة لم تأتي بجديد وما زلت تركز على شخص الكاتب وتحسب بأنك بذلك تُحسن صنعاً! وهذا دليل كافٍ على ضعف حجتك. فقضيتنا اليوم يا شيخ ليست واحدة..

وحتى لا يُستنفذ الوقت الثمين فأنني لن أعلق كثيراً على المغالطات التي وردت في سياق ردكم إن اعتبرناه رداً.. إنك يا شيخ تُكرر المُكرر وما قاله السلف وتجتر الماضي وتعيش فيه.. فالسلفية كما فهمناها منكم هي دعوة إلى اتباع خطى السلف دون أدنى اعتبار لمفهوم الزمان والمكان! وهذا معناه أن السلفي يعيش في القرن الحادي والعشرين مقلداً أهل القرن السابع! الحقيقة الكبرى يا شيخ : أنه لا يمكننا أبداً أن نعود إلى الوراء. لذا فقد قال الله تعالى: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون (البقرة 141)

لقد أصابنا الملل من تكراركم نفس المقولة: "أنه لا يجب أن يتحدث في دين الله إلا من كان ذا أهليه ، وإن من أول علامات هذه الأهلية هو إجادة اللغة التي نزل بها القرآن الكريم ، بلسان عربي متين" هل هذا معناه أن قول الله تعالى:

"قل هو الله أحد * الله الصمد * لن يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد" لا يمكن فهمه إلا بمعرفة أحوال بناء الفعل المضارع؟ وأن قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم.." لا يفك رموزه إلا من حفِظ ألفية ابن مالك والشافية والكافية؟ هل آيات الصيام والحج والقتال من غوامض الأحاجي ، أم هي طلاسم لا يمكن فكها إلا على يد من أجاد إعراب ضرب زيد عمرواً؟؟ يا أخي الحقيقة التي تحاولون التستر عليها بشتى الوسائل هي أن آيات التنزيل الحكيم لا تحتاج إلا إلى علم عام باللغة ، يستطيع المتعلم مع كتاب الله تعالى أن يفرق بين الاسم والفعل والحرف. فلماذا التهويل؟؟

أما الحقيقة المرة با أخي التي لا مناص من سماعها ، والتي أشار إليها الكاتب مشكوراً هي: أنكم حولتم المسلمين إلى أشرطة تسجيل صماء بكماء عمياء تكرر ما قيل وما يقال حتى أصبحوا مريدين وأقزاماً معوقين. أما من تدبر وتفكر في الدين فإنه يعرض نفسه للتكفير سواء أصاب أم أخطأ ، حيث أنه في منهجكم ليس من حقوقه المشروعه أن يكون له رأي بالأساس.. فإن تجرأ كما فعل الكاتب تصديتم له كحراس للشريعة .. بالويل والثبور وعظائم الأمور ، فمنكم من يحرمه الجنة وآخرون يدخلونه النار ، وكأنكم ظل الله في الأرض!

دعنا من هذا كله، أليست قراءة وتدبر كتاب الله تعالى فرض عين على كل مؤمن ومؤمنة؟ أين أنت يا أخي من قول الله تعالى: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب (ص 29) وقوله سُبحانه: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان (البقرة 185) هل الناس حصراً هم المشايخ والعلماء ؟ ألسنا من الناس؟؟ فإن كنا كذلك ، فلماذا لا تتركون عباد الله يقرؤون كتاب ربهم ، فيتعثرون ثم يستقيمون ، ويحاورون فيبحثون ،يأخذون ما توافق مع كتاب الله تعالى من آراء السلف أو يتركون؟ ثم كيف ومتى تحول كتاب الله وهو كتاب هدى ورحمة للعالمين إلى كتاب علوم يحتكره مجموعة من الناس يُطلق عليهم جزافاً بالمجازين من الهند وباكستان والأزهر والنجف الأشرف ، أو كيف تحول إلى سيف يجز رؤوس المعارضين؟ ألم يصلكم قول الله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (النحل 125) بالله عليك يا شيخ.. كيف لنا أن نوفق بين كلام الله تعالى وبين الأسلوب الفظ الذي أصبج علامة مسجلة بإسم أهل السنة؟ تأمل قولك يا شيخ: " هذا هو شاهدنا ودليلنا ندفعه فى نحور الجهلة منكرى السنة"

يا شيخ.. الحقيقة أن أمر اهل السنة محزن جداً.. فوالله الذي لا إله إلا هو ، بأن السواد الأعظم من المسلمين تعيشون حالة عقم وخواء فكري أوصلتهم إلى حد السذاجة في كل شيئ..كاعتباركم القرن الحادي والعشرين ، عصر التقدم في شتى المجالات من عصور الجهل! أعد قراءة هذه الفقرة لعلك ترى مواطن الخلل الفاحش فيها ، فهذه الفقرة إن دلت على شيئ ، فإنما تدل وبحق على سطحية فهمكم لآيات التنزيل الحكيم وأنتم أرباب الفصاحة والبيان كما أوهمتمونا..وإلى إفتقاركم إلى الحد الأدنى من المنطق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. تأمل قولك الشاذ مع إحترامي لشخصك الكريم: (إلى أولئك الذين يستهويهم هذا اللفظ الذميم ( مفكر إسلامى ) أقول لهم : اتقوا الله ، واستحيوا منه ، فإن هذا اللفظ يعنى أن الإسلام مجرد أفكار بشرية ، وهذا ينفى الوحى الإلهى (!!!) ولهذا ترى علماءنا كان يطلقون عبارة : ( عالم مجتهد ) أى الذى يستنفذ جهده فى العلم والبحث وقد يصيب وقد يخطئ ، أما هذه اللفظ المنكرة فلم نعرفها إلا فى عصور الجهل التى نعيشها هذه الأيام!!!!!!!!!

دعنا نتساءل كما يفعل البسطاء: أليس الفكر من الصفات الإنسانية؟ بدليل أن الشخص السوي يُفكر ليُعمل العقل؟ وغير السوي تفكيره شيطاني مدمر وهدام. فالأديب مفكر ، والمؤرخ مفكر ، والقاضي مفكر ، والشاعر مفكر ، والفلسيوف مفكر ، والطبيب مفكر ، والكاتب مفكر. فنيوتن توصل بفكره لقانون الجاذبية وأينشتين توصل للنسبية ، وأحمد زويل وغيرهم من العلماء الذين أفادوا البشرية جمعاء من أمثال: الرازي وابن سينا وابن الهيثم ، رحمهم الله. وأخيراً وليس آخراً أقول: بأن قلة من عُلماء المسلمين من ينطبق عليهم وصف مفكر ، لأنهم قدروا العقل حق قدره ، فاجتهدوا في كتاب الله تعالى ، يُصيبون تارة ويخطئون تارة آخرى. ولكل مُجتهد نصيب. أما من سلك مسلكم في وصف "المُفكر الإسلامي أو غيره" باللفظ الذميم! فإنهم الوحيدون الذين لا يجوز لهم أبداً التحدث بالدين.. نقول هذا بشفافية مُعتمدين على حال الأمة الإسلامية والعربية ، هذا الحال لا أخاله يخفى عليكم ، فهو في الحقيقة من أفضالكم علينا!

ثم كيف لنا أن نوفق بين مقولتكم الشاذة (اللفظ الذميم – مفكر إسلامي) وقوله تعالى في هذه الآيات وغيرها كثير ، هذه الآيات يا شيخ نزلت بلسان عربي مبين ، والخطاب القرآني جُله موجهاً للذين يتفكرون. تأمل قول الله تعالى:

بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ( النحل 44)

إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (يونس 24)

وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (الرعد 3)

وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (الجاثية 13)

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (الروم 21)

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (الحشر 21)

لله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (الزمر 42)

للأسف الشديد أنكم تُنكّرون الأستاذ عبد الهادي ما لم ينكره ..وفي نفس الوقت أنتم تُنكرون كمال القرآن الكريم وتمامه!! أي منطق هذا؟ وكيف له أن ينكر المفهوم الصحيح للسُنة النبوية، على صاحبها أفضل السلام ، فالأحمق فقط هو الذي يؤمن بالرسالة وفي نفس الوقت يدعو إلى نبذ حاملها. تذكر يا شيخ دائماً قول الله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (السجدة 25) وإياك أن تنسى أو تتناسى أو أن تتجاهل ولو للحظة واحدة قوله سُبحانه: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (المدثر 38) وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (البقرة281)

أنصحك نصيحة خالصة لوجه الله بأن تقرأ كتاب الله تعالى بكل جرأة وبدون وسيط وبعيون هذا العصر واستعن بكل الأدوات والعلوم والمعارف المتاحة. لا تخف منه ولا تخف عليه ، فإن الله لا ينهزم. إعلم يا شيخ: بأن النص في كتاب الله تعالى ثابت إلى أن تقوم الساعة ، بعكس التفسير فهو بشري متحرك ، وتذكر بأن المعرفة اسيرة أدواتها. وإعلم أيضاً: بأن كتاب الله تعالى مُعجز لكل العصور، ولكل الأزمنة، وقطعاً لا يحتاج إلى البخاري ومُسلم والترمذي وبن ماجة وأبو داود ومسند أحمد وغيرها من كتب الأحاديث.

وفي الختام أنصح كل مسلم بقراءة بحث الأستاذ مروان محمد عبد الهادي " قراءة معاصرة في خصائص السنة النبوية" فهذا البحث بحق هو من اروع ما كتب حول السنة النبوية. أتمنى من الشيخ ابو جهاد الأنصاري – حفظه الله - أن يعيد قراءته مرة ثانية أو ثالثة إذا إقتضى الأمر.

جزاكم الله خيراً ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عقبة جبر
رد مع اقتباس