[أبو جهاد الأنصاري]

عندما سألوا النبي محمد عن الهلال وكان الجواب بسيطا فلماذا لم يجاوب وأنتظر الوحي من السماء ؟ ومتى يعرف النبي محمد أن يجاوب بالحديث أو يجاوب بالقرأن ؟ واليك الأية فقد أنتظر الوحي من السماء ولم يجاوب من تلقاء نفسة وهناك العديد من الأيات التي تدل على ذلك

قال تعالى : ويسألونك عن الأهلة قل ألا ترى أن فيها تأييد للنبى بعيداً عن القرآن ، فالقرآن يحكى سؤالهم للنبى ورغم هذا لم يستنكر أنهم وجهوا سؤالهم للنبى ، ولم يقل كيف يسألونك فالواجب عليهم أن يسألونا؟! ثم يأتى الجواب بـ قل ألا تتأمل معى : لماذا لم يقل : ( ويسألون عن الأهلى هى مواقيت للناس والحج )؟! ما الحكمة أن يزيد الله فى بناء الآية ، القاعدة اللغوية تقول : زيادة المبنى ، زيادة للمعنى ، لو لم تكن السنة النبوية مقصودة من هذه الآية لما جاء السياق على النحو الحالى ، لأن من ينكر قولى فسيلزم نفسه بأن يحذف من الآية كلمة وحرف ، ومن يفعلها فقد كفر.

ما الفرق بين الحديث والقرأن ؟

القرآن وحى من الله ، نصاً ومعنىً ، والسنة وحى من الله نصاً بلفظ النبى لتفسير القرآن وشرحه ، وبيان ما يعجز البشر عن فهمه ، فهو مرحلة وسط بين الكلام الإلهى وبين الكلام البشرى ، فيأتى الحديث وله وجهان ، وجه إلهى ( المعنى ) ووجه بشرى ( اللفظ ) فتأمل. ترانى قد أجبتك؟

السؤال الأكبر أذا كان الحديث مكمل للقرأن لماذا لم يجمع في زمن النبي أو زمن الخلفاء الأربعة وفي بداية العهد الأموي ؟ هل كان الرسول بأنتطار رواة الحديث الذين ظهروا للساحة بعد 200 من وفاته لأكمال الدين ؟

الإجابة الكبرى ، هناك خطأ فى سياق سؤالك ، فالقرآن ليس مكملاً للقرآن ، فالله سبحانه قال عن كتابه : ما فرطنا فى الكتاب من شئ ولكن السنة تبين القرآن لمن عجز عن فهمه ، أولئك الذين عجزوا عن أن : يَسْتَنْبِطُونَهُ .
وباقى كلامك فيه مغالطات كثيرة ، وتكرار لكلام مستهلك أطلقه البعض بلا وعى ولا تدبر ، وسأهديك بعض موضوعاتى للرد على هذه الترهات التى أمست لا محل لها من الإعراب.

1- رد شبهة تأخر كتابة السنة :
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=12

2- رد الشبهات حول مسألة جمع السنة :
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=27

أذا كان الحديث مكمل للقرأن فهذا معناه أن القرأن قاصر هل تتفق معي ؟

لا ، فأنت أصلت مبدأً خطأً فاسداً مفاده أن القرآن قاصر ، ولكننا نقول أن القرآن مكتمل قال تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ، ألا يمكن التعامل مع السنة بفهم أنها مبينة وموضحة ومفسرة للقرآن الكريم ، لماذا تُغلق عقولكم عن فهم هذه القضية ، لماذا تريدون أن توجدوا وتدّعوا وتفتعلوا تعارض بين القرآن والسنة وعلى أساس هذا النهج الباطل تنحون نحو إنكار السنة؟! أليس العمل بالدليلين خير من العمل بواحد؟! فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ تأمل أن الله لم يرسل سيدنا موسى ببرهان واحد. فما رأيك بأدلتى القرآنية على حجية السنة النبوية؟

أذا كان الحديث مكمل للقرأن وعندنا الصحيح والضعيف فلا تعتقد أن هناك أحاديث ضائعة ؟ فكيف نكمل القرأن القاصر الأن ؟

الحديث يفسر القرآن ، وعندنا أدوات ومنهجية نعرف بها الصحيح من الضعيف ، وإذا اعتقدنا وآمنا بأن السنة وحى من رب العالمين ، علمنا أنها تحت قول الله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون تأمل حكمة ربك سبحانه لم يقل : ( إنا نحن نزلنا القرآن ) إن العدول عن لفظة القرآن إلى لفظة الذكر حجة داحضة على حجية السنة النبوية فى التشريع ، غذا علمنا ذلك وأدركنا أن السنة وحى وأن الله حفظها ، ما شاب قلوبنا شئ مما تقول ، ولكن السنة - فى الحفظ - ليست كالقرآن ، فالله سبحانه حفظ القرآن حفظ غاية ، أى حفظ القرآن ذاته ، بينما حفظ السنة حفظ أسباب ووسائل ، بأن هيأ للأمة علماء ربانين مخلصين أنفقوا كل شئ من أجل جمع سنة نبيهم ، ومن أجل تنقيتها مما قد يشوبها من أوجه قصور البشر ، أو من أوجه طعن أعداء الدين.
وقد وضعوا علوماً جليلة عريقة ، من يدرسها ويتعلمها لا يبقى فى صدره شئ من شبهات ، ولكن المشكلة فى الذين يتحدثون عن جهل.


يتبع >>>