عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2009-04-10, 01:30 AM
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المكان: مــصـــر مــقــبرة الـروافــض
المشاركات: 907
افتراضي




تمهيـد




الحمد لله رب العالمين، وعد المؤمنين بالنصر و التمكين، وجعل العاقبة للمتقين العالمين العاملين، ووعد الظالمين بالخسران المبين، وجعل سمتهم الجهل المبين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، الذي بشّر أمتـَه بالغربة لهذا الدين، أما بعد:

فقد ذكر القرطبيُ في تفسير قوله تعالى: {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} "هو عام في بغي كل باغ من كافر وغيره، أي إذا نالهم ظلم من ظالم لم يستسلموا لظلمه". وبعد أن عرض القرطبي جملة من الأقوال علـّق قائلاً: "وبالجملة العفو مندوب إليه، ثم قد ينعكس الأمر في بعض الأحوال، فيرجع ترك العفو مندوبًا إليه .. وذلك إذا احتيج إلى كفّ زيادة البغي وقطع مادة الأذى، وعن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل عليه".

ويقول ابن العربي المالكي موضحًا - متي يكون الانتصار - :" أن يكون الباغي معلنًا بالفجور، وقحًا في الجمهور، مؤذيًا للصغير والكبير، فيكون الانتقام منه أفضل". ويصف الحالة المقتضية للعفو فيقول: "أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة، ويسأل المغفرة، فالعفو هاهنا أفضل".


فلا حرج من الانتصار خصوصًا إذا كان ممن اتخذ دين الله سخرية، وجعل ديدنه انتقاص العلماء و التخذيل عنهم.


و قد حرّم الإسلام الغيبة، بل وعدّ المستمع لها مُقرًا لها مشاركًا فيها، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عنه النار يوم القيامة".

وقد تكلم بعض الظالمين في العالم المشهور بالفضل و الصلاح و العلم الغزير فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني – حفظه الله - ، وفور قراءتي لهذا الكلام العاري من الصحة و التحقيق، قررت ألا يغمض لي جفن حتى أذب عن عرض هذا الرجل الكريم الذي قضى عمره في الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى، وأسأل الله الصدق و الإخلاص والثواب.



أبو الفداء المصري







من هو أبو إسحاق الحويني؟



هو ذلك الشاب البسيط الذكي من مواليد كفر الشيخ ، الذي كان متفوقًا دائمًا بين زملاءه، حتى دخل كلية الألسُن فسم اللغة الإسبانية، والذي كان لا يخرج عن الأوائل الثلاثة على كل دفعة، وكاد أن يُعيّن معيدًا ولكنه خاف أن يُشغل عن تعلـُم العلم الشرعي الذي أحبه منذ الصغر، و الذي كان يجتهد فيه لكي يصبح من علماء الأمة الذين يعلمون الناس، و يجددون لهم دينهم، فقضى ما فات من عمره في التعلم و التعليم و التأليف، حتي أثنى عليه العلماء الكبار أمثال الإمام الألباني و غيره، وأصبحت كتبه مرجعًا لطلبة العلم و العلماء، لدرجة بلغت أن كتبه دخلت تلك المكتبة العظيمة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا رأيته بعيني في رمضان الفائت، واهتدى على يديه كثير من الشاردين من الصغار و الكبار، وأحيا السنة بعد أن ماتت، و قمع البدعة بعد أن ذاعت، وبالإضافة إلى ذلك فهو رجل هين لين سهل، وجهه كالقمر ليلة البدر، منخفض الصوت إلا إذا انتـُهكت حرمات الله، تعلو وجهه ابتسامة ما أجملها وألطفها !، إذا كلمتـَه شعرت أنه يعرفك من زمان، يعتني بك و يلاطفك و يحرص على إفادتك، إذا ناقشته في مسألة وجدته عالمًا كبيرًا حافظًا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم، يذكر لك الحديث و سنده و أين هو في كتب السنة، وإذا كان لا يعرف، لا يخجل أن يقول لك: سل غيري، أو: لا أدري ، أو: سأراجعها و أوافيك بالجواب، له من الدروس الكثير و الكثير، سلاسل علمية و دروس منهجية، ويطوف البلدان داعيًا إلى الله ناشرًا سنة الحبيب صلى الله عليه و سلم، وهو مع ذلك كله ليس مَلكًا، بل هو بشر يجوز عليه الخطأ كغيره.





على النقيض: من هى أسماء نصار؟

أسماء نصار هى كاتبة، لا ندري عنها خيرًا قدمتـْه للمسلمين، ولا نعلم عنها أنها من دارِسات الشريعة الإسلامية، بل للأسف الشديد كثير ممن يقرأون مجلة روز اليوسف عرفوا طبيعة مقالاتها، فهي غالبًا ما تسخر من المحجبات و الحجاب، وتسخر من الرجال الملتحين، وتستهزأ بالذي يلبسون قميصًا إسلاميًا، أو تنتقد الدعاة انتقادات غير معتبرة و غير صحيحة، وهكذا، فأصبح القارئ إذا رأى اسمها يطوي الصفحات هربًا منها ومن تـَكرارها و من مللها.


ليس الأمر كذلك فحسْب، بل هذه الكاتبة تطعن في ثوابت الدين، وهذا أعجب القرّاءَ الغير مسلمين، بل و الأدهى و الأمرّ أن الصهاينة استدلوا ببعض مقالاتها في طعنهم على الإسلام و أهله.

وإليك مثالا بسيطـًا لطعنها في ثوابت الدين:

كتبت هذه الكاتبة انتقادًا لأحد تفاسير القرآن، أتعرفون لماذا؟، الإجابة ببساطة و اختصار: لأن هذه الكتاب يقول إن دين الإسلام هو الدين الوحيد الصحيح، ولابد أن يدخل فيه جميع الناس، واليهودية و النصرانية من يعتنقهما فهو كافر و لن يدخل الجنة، وقالت بكل سذاجة:( وأخطر ما فيها ما احتوته من أفكار مغلوطة تحرّض على رفض أصحاب الأديان السماوية كما جاء فى تفسيرها لفاتحة الكتاب ووصفها «المغضوب عليهم» باليهود، أما «الضالين» فهم النصارى بما يتعارض مع أصل الدين الإسلامى نفسه وسماحته!) ا.هـ

انظر أيها القارئ، تقول هذه الكاتبة إن وصف النصارى بـ(الضالين)، واليهود بـ(المغضوب عليهم) يتعارض مع أصل الدين الإسلامي !، و أقول لها: أنت بذلك تتهمين النبي صلى الله عليه و سلم بمخالفة أصل الدين الإسلامي، وتتهمينه أيضًا بالتشدد، هذا لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:( اليهود مغضوب عليهم و النصارى ضالون) و هو حديث في صحيح مسلم، ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم أيضًا:( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) و هو في صحيح مسلم أيضًا

فالله تعالى قضى بتكفير اليهود و النصارى في القرآن و مع ذلك أمر بالعدل معهم و القسط، وحسن العشرة و المعاملة، ولكن من غير حب لدينهم ، قال الله تعالى: ( لقد كفر الذين قالو إن الله ثالث ثلاثة) و قال سبحانه:(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) و قال تعالى:( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)

قال القاضي عياض رحمه الله:( ولهذا نكفِّر كل من دان بغير ملة المسلمين من الملل ، أو وقف فيهم، أو شك ، أو صحَّح مذهبهم ، وإن أظهر مع ذلك الإسلام ، واعتقده ، واعتقد إبطال كل مذهب سواه ، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك)ا.هـ

وتكفير اليهود و النصارى لا يعني قتلهم و ظلمهم و اضطهادهم، فالفرق واضح جدًا، وراجع كتب التفسير في تفسير آيات تكفير اليهود و النصارى(ابن كثير، والطبري، و القرطبي)

إذا فالله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم يقولون إن اليهود و النصارى كفار، وأسماء نصار تقول : لا، هذا تشدد، فهل هناك مسلمة تفعل ذلك؟!!

وفِـرحَ الصهاينة والأمريكان بكلامها جدًا، تابع التقرير الآتي:

( اتهمت المنظمة الصهيونية الأمريكية المعروفة اختصارا باسم (زوا) اتهمت مصر بالترويج لكراهية اليهود والمسيحيين، مستشهدة في ذلك بتحقيق أجرته صحفية مصرية في مجلة أسبوعية مصرية بارزة عن أحد تفسيرات القرآن للأطفال، حيث دعت المنظمة إدارة بوش إلى إعادة النظر فيما إذا كان من مصلحة أمريكا تمويل النظام المصري في ظل تشجيع مصر " للكراهية ضد المسيحيين واليهود"، بحسب المنظمة الصهيونية.

وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا (إن أرابيك) قالت "المنظمة الصهيونية في أمريكا" (زوا)، وهي أقدم منظمة موالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، "إن مصر، ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات الخارجية الأمريكية (2.1 بليون دولار سنويا، متطابقة تقريبا مع إسرائيل التي تحصل على 2.4 بليون دولار) مازالت تواصل تشجيع الكراهية ضد المسيحيين واليهود، كما يدل على ذلك تفسير مشهور للقرآن، منشور في مصر، ومخصص للأطفال، ويُستخدم على نطاق واسع".

واستشهدت المنظمة الصهيونية، ومقرها نيويورك، بتحقيق أجرته الصحفية المصرية أسماء نصار والذي نشرته مجلة روزاليوسف الأسبوعية في شهر سبتمبر/أيلول، والذي تناولت فيه تفسيرا للقرآن الكريم للأطفال نشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (شمال مصر)، وتم ترجمته إلى عدد من اللغات، من بينها الإندونيسية والماليزية والتركية.

واعتمدت المنظمة الصهيونية الأمريكية في اتهامها مصر بالترويج للكراهية ضد اليهود والنصارى على التحقيق الذي أجرته الصحفية أسماء نصار، والذي تم ترجمته إلى الإنجليزية عن طريق، معهد الشرق الأوسط للأبحاث (ميمري)، وهو منظمة إعلامية صهيونية أخرى معنية بمراقبة ورصد كل ما يكتب في الإعلام العربي أسسها في واشنطن ضابط استخباراتي إسرائيلي سابق.

وكانت أسماء نصار قد وصفت في مقالها، الذي اطلعت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، هذه التفاسير بـ"المحرضة"، وهو الوصف الذي نقلته المنظمة الصهيونية التي قالت إن مقال أسماء نصار يشير إلى أن التفسير المشهور للقرآن المخصص للأطفال يحتوي على "تحريض خبيث ضد المسيحيين واليهود، ويدعو الأطفال والبالغين إلى قتالهم".

...وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة الصهيونية الأمريكية (زوا)، والتي تأسست عام 1897، تُعد أقدم المنظمات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة.

وتقول المنظمة إنها تعمل على تقوية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وإعلام الشعب الأمريكي والكونجرس بـ"المخاطر التي تواجهها إسرائيل، ومواجهة التحيز المعادي للسامية في وسائل الإعلام وحرم الجامعات".

وفي بيانها الذي تم توزيعه على الصحفيين هنا في الولايات المتحدة وتلقت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه استعرضت المنظمة تحقيق مجلة روزاليوسف المصرية، حيث قالت إن تفسير سورة الفاتحة يحرض على الكراهية، حيث جاء فيه أن تعبير "المغضوب عليهم" يعني اليهود، أما تعبير "الضالين" فيعني النصارى.

وقالت المنظمة إن تفسير الآية القرآنية " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" يشير، بحسب التفسير الذي أثار غضب المنظمة الصهيونية، إلى "حظر اتفاقيات السلام والمصالحة [مع اليهود والنصارى] منذ نزول هذه الآية".

واعتمدت المنظمة في هذه النتيجة على المقال الذي نشر في المجلة المصرية الأسبوعية الذي جاء فيه أن معدي التفسير قالوا إن "الصلح والسلام غير جائز بعد الآية الكريمة".

وأشارت المنظمة إلى عدد من تفسيرات الآيات القرآنية التي تحث على الجهاد، نقلا عن التحقيق الذي أجرته أسماء نصار...) ا.هـ

وأترك لكم أيها القراء الحكم على كاتبة يستدل بكلامها الصهاينة المعادون لأمتنا الإسلامية، فهل هذه الكاتبة تعمل لأجل الإسلام و أهله!!!

ولأى جانب ذلك هي كاتبة متاقضة جدًا، ففي الوقت الذي تدعو فيه لحرية المرأة المزعومة، تجدها تكفل الحرية لأناس و تمنعها عن أناس، فهي مثلاً تترك العاريات و لا تتكلم عليهن و تقول عليهن هن من الأحرار، وتنتقد المحجبات لأنهن لبسن الحجاب، ونست كلامها عن الحرية!، هل هناك تناقض أكبر من ذلك؟!، ومما يُؤخذ عليه أيضًا أنها تقول كلامًا كذبًا خلاف الواقع، و تستغل القرّاء و تستغل عدم سؤالهم عن مصدر أخبارها.

رد مع اقتباس