عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-03-13, 12:42 AM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية)

التشـيـــع


عقيدة دينية ؟ أم عقدة نفسية



الدكتور

طه حامد الدليمي


الإهــــداء

إلى..

النخبة العاملة في الأمة..

من العلماء والدعاة والقيادات السياسية والعسكرية والثقافية

والعشائرية وغيرها

الذين أدركوا حقيقة خطر الشيعة

ويسعون جدياً في مواجهة هذا الخطر

لا تبددوا طاقاتكم في تجربة المجرَّب

والسعي وراء ما لا طائل تحته

من..

الأفكار التقليدية..

والأساليب القديمة غير المجدية

أيها العاملون ..!

وحتى أختصر لكم الطريق

فقد قمت بتشخيص الداء.. وتوصيف الدواء

المقدمــة



الحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين. وعلى آله.. أصحابه وأتباعه أجمعين. وبعد..


ففي زمن الزيف..والضغط الاجتماعي.. والإرهاب الجسدي والفكري..حين تلتمس الدنيا بعمل الآخرة.. ويبيع المرء دينه بعرض من الدنيا قليل - تقلب الحقائق.. وتغير المعاني.. وتبدل المفاهيم.. ويمسي الحق غريباً توضع على وجهه المشرق الجميل البراقع والحجب؛ فلا تكاد تتعرف عليه إلا بعد جهد جهيد.. وبحث وتنقيب، كمن يتطلب جوهرة ثمينة من خلل الغبار، ويتحسسها من بين الأوساخ والأتربة! فلا يرجع بها حتى ينعق الناعقون.. يصيحون به من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله يقولون: إنه لمجنون!.. وما هو بمجنون. ولكن الذين هانوا على ربهم يكذبون.
لا سيما مع شيوع (الثقافة المنبرية). ذلك أن أغلب ركاب المنابر (قصاصون) كان أسلافنا الأوائل يطردونهم من المساجد، وكانوا يحذرون منهم أشد التحذير. ولكن طال علينا الأمد، وكثر الدخان والدخن؛ فصعب التمييز على عامة الناس، لا سيما مع كون الساحة تكاد تخلو ممن يحاول السباحة ضد التيار، أو يرفع صوته، أو يحرك يده مشيراً إلى الانحراف الحاصل عن الاتجاه الصحيح.
فمن ذا الذي يصبر على مثل هذا ؟!وكيف؟! ومتى يدرك الناس الحقيقة وسط هذا المحيط ؟!
في مثل هذه الأجواء الموبوءة.. لا بد لطلاب الحقيقة من أن يعيدوا دراسة القضايا - أو المشاكل الكبرى - بعقلية الناقد المتشكك الذي لا يأخذ الأمور على ظواهرها، أو كما يسمعها أو يقرأها مهما كان مصدرها – سوى قواطع الوحي وثوابت الدين- وأن يُخضعوا (المسلمات) الاجتماعية إلى الفحص وإعادة النظر من جديد.. وإلا استمر الخطأ يتكرر، والتأريخ يعيد علينا دورته - ويعيد نفسه - في كل جيل.
لا بد من قراءة جديدة للتأريخ والمجتمع. ومعايشة الواقع معايشة تقوم على الرصد والتحليل والتقييم ومراجعة المعلومات باستمرار.إضافة إلى إثارة الموضوعات الحية ومناقشتها مع ذوي الشأن والخبرة. كل ذلك في ضوء الكتاب والسنة، والاطلاع على التجارب السابقة والمعاصرة، وما سطره الحكماء من العلماء العاملين، وليس الجامدين القابعين في بروجهم الذين يريدون من الله سبحانه (أن يضرب لهم الظالمين بالظالمين ويخرجهم من بينهم سالمين)1!.
أقول: لا بد من هذا للخروج بخلاصة صحيحة -أو أصح - تصلح لعلاج المشاكل الكبيرة، أو – على الأقل - تصلح لتفسيرها تفسيراً علمياً واقعياً بعيداً عن أوهام المخبولين، وخبالات الواهمين.
لقد كنت أقلب البصر في أنحاء هذا الواقع وأنا أفتش عن السر الكامن وراء ذلك الحقد الطائفي والممارسات المتخلفة المؤذية، والوقاحة الصفيقة في التعامل مع (الآخر)، مع انعدام الإحساس بقيمته وقيمه ومشاعره، وإسقاط النواقص الذاتية عليه؟ لماذا هذا العداء الوحشي الذي يلبس لبوس الدين؟ ومصادرة حق الآخر في العيش أو التعايش؟ والسعي الحثيث في محاولة تهميشه وإلغائه من الوجود بشتى الطرق: اتهامه والوقيعة به، أو مطاردته واعتقاله وتعذيبه إلى حدود - وبأساليب - لا يبلغها العقل الإنساني!أو اغتياله وتصفيته جسدياً بكل الوسائل الممكنة...؟ لماذا هذه اللعنات التي تصب على تاريخنا ورموزنا علناً وعلى رؤوس الأشهاد؟! لماذا هذا التخريب والحركات الغوغائية المدمرة للذات وللغير؟ والعمالة المتكررة للغازي الأجنبي؟ ما هذا الفساد الخلقي الذي يمارس باسم الدين أو بلا اسم، والذي يتركز ويزداد كلما اقتربت من الحوزات والمؤسسات أو المعالم والرموز الدينية؟ ما هذا الكذب السمج والنفاق والتظاهر بغير الباطن بلا مبرر من إكراه ونحوه؟ وهذا اللؤم وإنكار الجميل وتوجيه الأذى للمحسن أولاً وقبل غيره؟ ما هذه الرايات السود التي تواصل التقدم من الشرق وبلا انقطاع منذ فجر التاريخ في أور سومر وإلى بغداد الأمس واليوم؟ وهذه الحروب التي لا تنتهي؟ ما هذا اللطم والنواح والتطبير وجلد الذات؟ وهذه الذلة والمسكنة والتباكي ودعوى الاضطهاد والمظلومية والمحرومية: أهي محرومية حقيقية؟ أم هي محرومية نفس جدباء لا تنبت كلأً ولا تمسك مطراً ؟
وأتلفت حولي وأنا أسأل وأتساءل، وأبحث وأبحث.. وشيئاً فشيئاً صارت تتكشف لي الحقيقة. ومع الرصد والتنقيب والتحليل، وتخزين الملاحظات وتسجيلها، وفحصها واختبارها، وتجميع النتائج وتركيبها لاستخلاص القواعد والأسس وتطبيقها على المفردات والجزئيات - ظهرت لي الحقيقة جلية.فإذا أنا أكتشف أن (التشيع عقدة وليس عقيدة). وما كان أعجب تلك اللحظة التي اكتشفت فيها هذه



الحقيقة!وقد جاءتني عفواً على لسان أحد الأصدقاء، فكدت أصيح لحظتها قائلاً: وجدتها..! وجدتها..!
هذه هي الحقيقة المفقودة..!
وهذا هو التشخيص المطلوب..!
وإن هذا التشخيص ضروري كل الضرورة لعلاج المشكلة، وغيابه عن ذاكرة المهتمين بها هو السبب وراء فشل جميع المحاولات العلاجية، أو تأخرها في إحداث الأثر المطلوب، بصرف النظر عن درجة الفشل: أهي قريبة من الصفر؟ أم تحوم تحت عتبة النجاح.
كتبت أول ما كتبت في أمراض أو نفسية الشيعي عام 2002م. فكان أحد أبواب كتاب (لا بد من لعن الظلام) أسميته: (التشيع الفارسي بين الأمراض والعقد النفسية والانحرافات الفكرية والسلوكية). ثم رأيت بعد فترة قليلة أنه لا بد من التوسع في البحث، وإقامته على أسس أكثر علمية. لكن الشواغل حالت بيني وبين ذلك.منها ظروف الاحتلال وكثرة التنقل وعدم الاستقرار. وحين طالت المدة قررت – بالرغم من كل شيء – أن أجرد القلم وأبدأ البحث. لكنني ووجهت بقلة المصادر وشحة معلوماتها المطلوبة، ووجدت أفضل ما وقع في يدي منها هو كتاب (التخلف الاجتماعي.. سيكولوجية الإنسان المقهور) للدكتور مصطفى حجازي؛ فهو أقربها إلى موضوع البحث من حيث أن حجر الزاوية في (العقد الفارسية) التي تسللت بالحث والعدوى الجمعية إلى الشيعة - هو الشعور العميق بالقهر والحرمان والعجز والاضطهاد إزاء قوى الطبيعة والمحيط الذي يعيش فيه. وهي معان متقاربة تشترك في تكوين أهم عقدة لدى (الفارسي) - والتي تشكل أساس كل عقده النفسية التي يعاني منها - ألا وهي (عقدة النقص). وهو ما دارت عليه موضوعات الكتاب؛ فاتخذته مرجعاً أساسياً من مراجع البحث1.
كتبت الكتاب - أو البحث - بمنهاج المصلح الديني، الذي يبغي الإصلاح الاجتماعي، ويحاول وصف العلاج الناجع من خلال النظر في كتاب الله المسطور: القرآن الكريم - ومعه السنة النبوية المطهرة - وكتابه المنظور: الأنفس والآفاق، أو الواقع المشهود. ولقد ساءني جداً، وآذاني كثيراً ما وجدته في الساحة الدعوية من سطحية في التفكير، وغثائية وجمود في الطرح، وذهول عن القرآن والسنة والسيرة النبوية، وبُعدٍ منقطع عن الواقع، وغفلة حمقاء عن تجارب الأمم، وجهل معيب للتاريخ، وفقر مدقع في معرفة سنن الله في التغيير. لذا فإني أتناول هذا كله بالحديث، ولا أقتصر به على البحث العلمي الذي يتناول المسألة من جوانبها الموضوعية فقط. علماً أنك ستجد موضوعات منقولة عن كتاب (لا بد من لعن الظلام) بنصها أو بتصرف بسبب طبيعة البحث إذ هو عبارة عن امتداد للباب الأخير


من الكتاب المذكور، اقتضت أهمية الموضوع وأصالته مني أن أتوسع فيه وأدرسه بعمق أكثر مما كان عليه.
إن هذا الكتاب محاولة أولية لدراسة هذا الموضوع الساخن جداً، والمهم جداً. ولا أدّعي أنني صاحب اختصاص في علم النفس ولا في الطب النفسي، وإن كنت قد درست هذه المادة في الكلية الطبية قبل عشرين عاماً. ولكن كانت دراسة أولية عامة فتحت لنا الطريق ولم تصل بنا إلى نهايته. حسبي أنني فتحت باب الموضوع، وكنت – ما علمت - أول من يلج دهليزه الشائك. والعارفون يعلمون أن صعوبات التأسيس غير صعوبات البناء (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا) (الحشر:10).
على أن لي ولعاً قديماً جداً بقراءة كتب علم النفس والتاريخ والاجتماع.ربما ساعدني ذلك كله على أن أتجرأ فأكتب هذه الدراسة مع دعوتي أهل الاختصاص أن يتبنوا هذا الموضوع، ويقولوا كلمتهم فيه.بشرط أن يكونوا ممن عاشوا الواقع واكتووا بناره وتقلبوا على مداه وأشواكه، لا ممن أتعبهم القعود على المكاتب المكيفة صيفاً وشتاء وهم يلهثون وراء الكتب يبحثون في طياتها عن الحقيقة بعيداً عن الواقع والأحداث.