عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2010-03-23, 10:03 PM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي

عقدة التحلل


اشتهرت شعوب كثيرة بالفساد الخلقي والإباحية، لكن الشعب الوحيد - على ما يبدو- الذي أطّر فساده بالدين، وأعطاه مشروعية دينية هو الشعب الإيراني، ومنذ أقدم عصور التاريخ.
فالزرادشتية تبيح زواج الابن بأمه والأب بابنته والأخ بأخته!(). والمزدكية تقول باشتراك الناس في الأموال والنساء وأصبحت دين الدولة الرسمي في عهد الملك قباذ الأول عام 488م. يقول ابن النديم: (وصاحبهم القديم مزدك أمرهم بتناول اللذات والانعكاف على بلوغ الشهوات والأكل والشرب والاختلاط وترك الاستبداد بعضهم على بعض ولهم مشاركة في الحرم والأهل لا يمتنع الواحد


منهم عن حرمة الآخر ولا يمنعه)(). والخرمية - وهي ديانة متطورة عن المزدكية، وتعني بالعربية دين الفرح - تمتاز بالإباحية العامة().
ولعل هذا ما جعل هؤلاء يأتون هذه الرذائل دون أن يدركوا – ربما – أنهم يقترفون منكراً من الفعل، أو يرتكبون منهياً في حكم الشرع أو الخلق العام، كما قال تعالى في أمثالهم: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ*أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) (البقرة:12،11). ومن هنا يمكن إطلاق وصف (العقدة) على هذا المرض الخلقي الوبيل.


الرذيلة هي العلامة الفارقة
تسللت هذه الرذائل متسترة بالدين إلى جميع الفرق الباطنية التي انتسبت للتشيع. مثل الواقفة الذين وقفوا بالإمامة على موسى بن جعفر. وهم اتباع محمد بن بشير وقد قالوا بإباحة المحارم والفروج والغلمان وترك الفرائض(). والخطابية أتباع أبي الخطاب الأسدي بالولاء الذين يبيحون المحارم من الزنا واللواطة والسرقة وشرب الخمر وشهادة الزور وترك الفرائض(). والمنصورية اتباع أبي منصور العجلي بالولاء ، وقد استحلوا المحارم ونكاح الأمهات والبنات() . والنصيرية أتباع محمد بن نصير النميري بالولاء الذي قال بألوهية الحسن العسكري وادعى النبوة وحلل المحارم ونكاح الرجال. ويروي بعضهم أنه رآه وغلام على ظهره() .
إن التشيع أو التشيع الفارسي ليس إلا حالة متطورة لهذه الفرق التي كان أحد أسباب اندثارها، وعدم قدرتها على الصمود والاستمرار، وضوحها وعلنيتها؛ بسبب قلة خبرتها في ذلك الزمن وتخبطها في تجاربها.

استبطان التشيع الاثني عشري لرذائل الفرق الباطنية كلها
يخطئ من يتصور أن هذه الفرق بادت وانتهت حقيقة. كلا فإن كل الذي حصل هو أنها صارت تستفيد من التجارب والأخطاء لتكون أكثر باطنية. وتغلف مقاصدها لتظهر باسم التشيع لأهل البيت أو الأمامية أو الاثني عشرية. وهو ما نطلق عليه اسم الرفض أو التشيع- وقديسمىبالتشيع الفارسي-الذي يعتبر حالة متطورة جداً عن تلك الحالات البدائية الأولية. إنإباحيةالجنسوالمالفيالديانةالمزدكيةوالخرميةوغيرهامن الديانات الفارسية القديمة ظهرت عندالإماميةبشكلمقبول مؤطر باسم شرعي، ويمكن ربطه ببعض الألفاظ القرآنية. أما إباحية المالفظهرتباسم(الخمس)و(الحقوقالشرعية)وماشابه.وأما الإباحية الجنسية فظهرت باسم (المتعة) التي تغني صاحبها وتعوضه عن أشد حالات التحلل والفساد الجنسي. والتي هي تقليد زرادشتي قديم. تقول د. شهلا حائري وهي حفيدة المرجع الديني الإيراني آية الله حائري: (عند الزرادشتيين يحق للزوج أو رب العائلة إعطاء زوجته أو ابنته من خلال إجراءات رسمية رداً على طلب رسمي الى أي رجل من قومه ، يطلبها كزوجة مؤقتة لفترةمحددة. وفيهذهالحالة تبقى المرأة زوجة دائمة لزوجها الأصلي وفي الوقت نفسه تصبح زوجة مؤقتة لرجل آخر. وأي طفل يولد خلال فترة الزواج المؤقت يعود إلى الزوج الدائم أو لوالد المرأة وفقاً للحالة

أما أخبار المراجع فحدث ولا حرج ! وأن المرجع الفلاني أهديت إليه شابة لكنه لكبر سنه وتقدم شيخوخته غير قادر على تلبية فطرتها، فتولى ابنه الشاب المهمة عنه فشيء عادي وعلى كل لسان ! ولا من مشكلة!وشهد بذلك شاهد من أهلها المعمم عباس الخوئي بن المرجع الشيعي المشهور أبي القاسم الخوئي. لقد تحدث عن فضائح أخلاقية حصلت في بيت الخوئي نفسه ومن قبل أقاربه الأدنَين. من ذلك السبب الذي جعل أباه يطلق زوجته والدة محمد تقي وعبد المجيد الذي قتله أتباع مقتدى عشية دخوله النجف مع (الإخوة) المحتلين. والتفاصيل موجودة في قرص ليزري.وقد ذكر فيه حكايات عن علمائهم ومراجعهم يخجل القلم من تقييدها.


إتيان الذكور
وللقوم ولع خاص بالشذوذ ونكاح الذكر أو الغلام. ولعل هذا هو السبب وراء انتشار اسم (غلام) بينهم. وقد تحدث عباس الخوئي عن تفشي اللواطة بين علمائهم! ثم عقب قائلاً : المشكلة ليست في هذا، المشكلة حين يصير الملوط به مرجعاً، وقد حصل!!!
التقيت بعض الأحوازيين فإذا هم يحدثوننا الحديث نفسه! حدثونا عن حي في مدينة أصفهان اسمه (سَي وسَه ُل)، هو عبارة عن مركز دعارة علني متخصص بمارسة اللواطة!وذلك تحت سمع وبصر حكومة دولة إيران (الإسلامية) دون أي تضييق أو محاسبة!! ومن المعتاد أن يسأل سائق التاكسي أثناء الطريق من يستأجره إلى ذلك الحي: كم تريد عمر الغلام: 10 سنوات،11،12؟! كما أن كثيراً من مدرسي الحوزات لا يتزوجون قبل الأربعين، فإذا سألت أحدهم كيف لك أن تعيش من دون زواج؟ يضحك ويجيب: "عايشين على... وعلى الطلاب" (كبرت كلمة تخرج من أفواههم


وحدثني أحد الأقارب – كان يسكن الديوانية في الجنوب العراقي – له جار يدرس في إحدى مدارس الحوزة النجفية. يقول: لفت نظري أن جاري هذا يذهب إلى النجف صباحاً ويعود مساء كل يوم. فسألته: لماذا لا تبيت في القسم الداخلي للطلبة؟ فأجابني: لاأدريماذا أقول لك؟! هل تصدق أن ثلاثة أرباع الطلبة يمارسون اللواطة مع بعضهم بعد انتهاء الدوام؟!
وإليكهذه العجيبة – وهيمفردةيومية من مفردات حياة كثير من معممي الشيعة –حدثني من لا أتهمه، قريب وصديق لي يعمل في استيراد السيارات. يقول: رأيت شاباً شيعياً من أهل مدينة العمارة في الجنوب العراقي، كان يبحث عن عمل في (المنطقة الحرة) في (عدرا) بسوريا. اتجه بنا الحديث إلى أن قال هذا الشاب: لي صاحب يسكن قريباً مني في حي السيدة زينب، وكنا نبحث عن عمل فلا نجد. مرت الأيام سريعة، فلاحظت تغيراً على صاحبي في ملبسه ومأكله، وجيبه! قلت له: يظهر أنك وجدت عملاً؟! قال: نعم. قلت: ألا يمكن أن تشركني فيه؟ قال: لا ينفعك، ولا تقدر عليه. قلت: أخبرني عن هذا العمل؟ ما طبيعته؟ قال: دعه، لا تسل عنه (!). وألححت عليه، وكان بيني وبينه علاقة حميمة وميانة. فقال بعد تلكؤ وتردد: تعرفت في هذه المنطقة على معممين شيعيين اثنين مأبونين، أزور كلاً منهما مرة في الأسبوع... وأحصل من ورائهما على مبالغ محترمة.
وقد انسحب هذا الولع على علاقتهم الزوجية فتاوى أجمعوا بها على جواز ممارسةالأسلوب نفسه مع الزوجة. على أن بعضهم يغلف فتواه بالكراهة التي هي مجرد كلمة لا أثر لها عند الفعل.
ويشيع في الوسط الإيراني نكاح المحارم الذي انتقل بالحث والعدوى إلى جميع المجتمعات التي تدين بالتشيع. إن أشد المجتمعات تديناً بالتشيع، أشدها ابتلاء باللواط ونكاح المحارم والشذوذ الجنسي. والنجف مثال! وقد كان في سجن أبي غريب على عهد النظام السابق، ومن مدينة الثورة فقط معقل (جيش المهدي)، التي صارت تسمى مدينة الصدر (8000) سجين بجريمة زنا المحارم. وقد روى لي الثقات أن أحد المحكومين بجريمة الشذوذ الجنسي شاب من مدينة العمارة الشيعية وعده أبوه بأن يزوجه من الفتاة التي يحبها إن هو رجع إلى الخدمة العسكرية. وحين رجع إلى بيته في الإجازة الدورية وجد أباه قد تزوج تلك الفتاة! فما كان منه إلا أن أمسك، ثم عراه من ملابسه، وربطه بقضبان الشباك، ثم قام بنكحه!!! هل سمعتم بمثل هذه الجرائم الجنسية، وتخيلتم صور شذوذها؟!!!
وما كثرة الحديث عن هذه القاذورات في (الرسائل العملية) للفقهاء إلا انعكاس للواقع الاجتماعي الفاسد.


فتاوى الفقهاء
والعجيب أن الفقيه لا يهمه من جريمة مثل نكاح والد الزوجة وعمها وأخيها وأمها سوى صحة العقد من فساده، والسؤال عما إذا كان الفعل وقع قبل العقد أم بعده!! مع أنه يلقب نفسه بـ (الحاكم الشرعي) اللقب الذي يخوله حق التصرف بالأموال والأنفس والأعراض !.
انظر مثلاً إلى ما يفتي به فقيه كبير لدى الشيعة كالخوئي: إذا تزوج امرأة ثم لاط بأبيها أو أخيها أو ابنها لم تحرم عليه

كماأنعملية جنسية شاذة مقرفة لا يفعلها إلا شياطين، ينفذها ثلاثة مع بعضهم في وقت واحد (ذكر وأنثى وخنثى) لا تثير لدى الأخ الخوئي انتباهاً إلى شيء سوى التفكير في مسألة الغسل وعلى من يجب ؟! يقول الخوئي: لو أدخلت الخنثى في الرجل أو الأنثى مع عدم الإنزال لا يجب الغسل على الواطئ ولا على الموطوء! وإذا أدخل الرجل بالخنثى وتلك الخنثى بالأنثى وجب الغسل على الخنثى دون الرجل والأنثى!().
هذا في كتاب اسمه (منهاج الصالحين) ! ولا أدري ماذا يتضمن كتاب أكثر من هذا حتى يسمى عندهم بـ(منهاج الفاسدين) ؟!إن ن قوماً يجعلون شر أنواع الفساد ، وأكثره شذوذاً منهاجاً للصـلاح وسبيلاً للصالحين هم أفسد خلق الله، وأضلهم عن سواء السبيل.
ولإدمان ذوات هؤلاء، وتطبعها بهذه الرذائل والنجاسات حتى صارت جزءاً لا يتجزأ منها، ومفرداتيوميةيتعاملون بهادونأن تثيرلديهم أدنىتحسس تجاهها تجدهم يتهمون، وبلا تردد، أشرف الخلق بمثلها. بدءاً بالصحابة الأخيار والذين تبوءوا الدار والإيمان، وشهد الله تعالى لهم بصدق النية وحسن الخلق ! حتى وصلوا بتهمهم إلى أطهر بيت على وجه الأرض - بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فاخترقوا حجابه ولاكوا بألسنتهم القذرة سمعة أزواجه أمهات المؤمنين، وهم يعوون كالكلاب ويطوفون كالذباب. إنها رذائلهم (يسقطونها) على غيرهم ولا يتصورون مدى وقع هذا الفعل على الطيبين الطاهرين حين تتهم رموزهم الطاهرة الزكية بهذه التهم الفارسية المزدكية التي لم يعرفها المجتمع العربي قبل ظهور التشيع، حتى قال أمير المؤمنين عبد الملكبنمروانرحمهالله: لولاماقصه الله علينا من أمر قوم لوط لما خطر في بالي أن ذكراً ينزو على ذكر!.
من هذا الباب كثر ذكر المسائل الجنسية في كتبهم ورسائلهم العملية، وبأحط الألفاظ والأوصاف المرذولة. تذكر هذه الرسائل أعمالاً شنيعة يهتز لها العرش لا لشيء إلا لذكر الحيل والمخارج (الشرعية) للتحلل من إثمها! فتحس أن هذه الجرائم والرذائل ممارسات عادية قد أدمن الناس على فعلها ويمكن إتيانها أو ارتكابها بلا نكير لا من العلماء، ولا من غيرهم!. كل الذي يشغل الفقيه من جريمة، مثل اللواطة ، هو هل إن

السؤال:أنا فتاة أبلغ من العمر 15 عام أبي متدين جدا وأنا ألبس الحجاب الكامل خارج المنزل والحمد لله ولكن أبي يقبلني كثيراً بين ثديي أو في فمي أو يأتي من خلفي ويحتضنني ويقبلني في نحري فأقول له أليست هذه الأفعال حرام فيقول لي إنها حرام إذا كانت بشهوة لكن أنا أفعل معك ذلك بعاطفة الأبوة وان الرسول محمد كان يقبل ابنته السيدة فاطمة في نحرها وبين ثدييها وفي فمها ويمص لسانها فهل الرسول كان يفحش في ابنته لا وإذا الرسول فعل ذلك فهذه رخصة لأي أب أن يفعل مع ابنته ذلك ويقول لي إنني لا ألمس العورة وهي القبل والدبر وكل ما ليس بعورة مصرح برؤيته أو لمسه أو تقبيله وأنه يفعل هذا من خوفه علي من إغراءات الشباب فالفتاة التي تسلم نفسها لأي شاب تكون مفتقدة لمشاعر الحب والحنان داخل المنزل. فهل ما يفعله أبي حلال أم حرام وإذا كان حرام كيف كان الرسول يفعل هذا مع ابنته السيدة فاطمة الزهراء وشكرا على هذا الموقع المفيد.
الجواب:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إن فعل والدك جائز بالشرط الذي هو يقوله وذلك في قلبه ولا تظني به السوء. أهلا بكم.

الاغتسال منها واجب أم على الأحوط !!. ويفرط في ذكر أمور يخجل حتى القلم من تسطيرها مثل: اللواط بوالد الزوجة أو أخيها أو عمها أو جدها، أو إتيان أمها وخالتها، ومصائب وبلاوي عمت وطمت وقال الغلام وحكى الأمرد وأدخل فأوقب )(1).
تزعجني جداً الطريقة التي يتعامل بها بعض رموز أهل السنةمراجع الشيعة، يلقبون الواحد منهم بـ(سماحة السيد)، ويتقدمون إليه بأن يتعاون معهم في سبيل نصرة الدين والدفاع عن الوطن، ويرسلون إليهم الوفود لحل القضايا، فلا يرجعون منهم بشيء! كيف لا؟ وهؤلاء – إلا أقلهم - بهذا المستوى! وماالكبرياء التي يتظاهرون بها إلا غطاء يتعوضون به عما هم فيه من نقص وانحدار؛ فلا ينفع مع صنف كهذا إلا الازدراء والتعامل بفوقية تجعلهم يدركون أننا أكرم مما يتوهمون، وأن خباياهم مكشوفة وليست خافية علينا كما يتصورون.


عقدة الاستعراض


لا زلت أذكر – ومنذ أكثر من ربع قرن! - شخصاً كان سكيراً يؤذي أهله وجيرانه. ذهب يوماً إلى الحج. وعاد منه، فكنت أراه يفتح الباب الخارجي لداره ثم يقرأ القرآن قرب الباب بصوت مرتفع، يسمعه ويراه الرائح والغادي. أنا أقرأ القرآن؛ إذن أنا تبت، أنا تغيرت، اعلموا ذلك!


المظاهر المبهرجة
الشخصية الفارسية شخصية استعراضية مظهرية تهتم بالشكل والمظهر اهتماماً كبيراً، وذلك تعويضاً عما تعانيه من عقدة نقص متأصلة في نفسيتها المريضة. تدفع هذه العقدة صاحبها إلى أن يتحول إلى مخلوق يخفي ذاته من أجل التستر على خوائها الداخلي بكل ما يمكن أن يبهر الآخرين ويثير غيرتهم. إن هذا الخواء يقض مضجع الإنسان الناقص، ويدفع به دفعاً إلى مزيد من الإقبال على المظاهر التي تتستر عليه وتخفيه. تجد ذلك واضحاً في الزي الديني للمراجع والعلماء: العمامة الكبيرة البالغة الكبر، واللحية الطويلة، واللباس الخاص الذي يحرص الواحد منهم حرصاً مبالغاً فيه على عدم ظهوره للناس ولقائه بهم إلا من خلاله. هذا مع الكالوش المتعدد الألوان حسبالدرجة العلمية (الأسود ثم الأحمر ثم الأصفر البرتقالي الشبيه بالشمس أو النار)، والمحابس المتعدة الملونة ذات الفصوص الكبيرة في أصابع كلتا اليدين. وتستطيع بالمقارنةمعالزي الديني السني، وقلة حرص العالم على ملازمة لبسه أن ترى الفرق، وتدرك دلالة القصد.
كما تجد (الاستعراض) واضحاً في المسيرات والمواكب والحشود، والمسرحيات التي تسمى بـ(التشابيه) اعتماداً على الشخصية الإيحائية لدى (الفارسي). وتجده أيضاً في الألقاب الفخمة التي يتعوض بها مراجع الشيعة عما يعانون منه من عقدة نقص: السيد، المرجع الأعلى، ولي أمر المسلمين، زعيم الحوزة... إلخ. وكذلك في أسماء أحزابهم وتنظيماتهم: المجلس الأعلى، فيلق بدر ، حزب الله ، المجلس الإسلامي الأعلى، الهيئة العليا لكذا وكذا.
يقول برنارد شو:(الإنسان بحاجة إلى الإلحاح اللفظي على ما يفتقر إليه). فالمهزومون يفرطون في الحديث عن الانتصارات، والعميان يسرفون في استعمال الأفعال التي تعني الإبصار، ودرجات الألوان والمسافات. والجائع يكثر من ذكر الطعام. كذلك العطشان في حديثه عن الماء.


اختفاء المرجع
وقد يتخذ الاستعراض مظهراً عكسياً بأن يختفي المرجع فلا يظهر للعامة إلا نادراً من أجل إضفاء هيبة غامضة مضخمة، والإيحاء بالشخصية المبهمة المستعصية على الإدراك والفهوم (تشبهاً بالإله الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار).


الدعاوى الفارغة والتصريحات الرنانة
وتجد (الاستعراض) لدى الشيعة في الدعاوى الرنانة الفارغة من المحتوى لإثارة الانتباه وجلب الإعجاب. وآخر ما طلعوا به علينا من ذلك ما صرح به الرئيس الإيراني المتشدد محمود أحمدي نجاد من دعوته إلى محو دولة إسرائيل ، وعرضه نقلها إلى ألمانيا ، أو إحـدى دول أوربا، وإنكاره لحقيقة المجازر التي تعرض لها اليهود على يد هتلر.


إخفاء الذات
إن هذه العقدة تتماشى مع عقدة النقص من ناحية أخرى: فالفارسي لنقصه حريص على إخفاء ذاته، وإظهارها بعكس ما هي عليه. إنه كائن يخفي ذاته من أجل التستر على خوائها الداخلي، ويتمظهر بكل ما من شأنه أن يبهر الآخرين ويثير إعجابهم وغيرتهم. وليس من باب الشرع والتدين حرصه على إخفاء المرأة الفارسية بغطاء (التشادور) والبوشية، إنما هو من باب الحرص على التخفي والتستر على الذات. فالكثير من هؤلاء النسوة في الواقع لسن أكثر من مجرد سلعة معروضة لـ(المتعة)، وقد تفرج على جسدها مكشوفاً عارياً العشرات من الرجال من طالبي اللذة المتاع الرخيص! فأين هذا من هذا ؟!!!.


المسيرات والمظاهرات
وتجد هذه العقدة واضحة في مسيراتهم ومظاهراتهم الشعبية، وهم يستعرضون
قوتهم من خلال الدبكات والهوسات النارية، والشعارات والأعلام والصور والوعد والوعيد. من أجل ماذا؟
مثلاً: في يوم 15/1/2005 أظهرت الشاشات الفضائية صورتين: إحداهما في حي الثورة الشيعي في بغداد، والأخرى في الأنبار والموصل السنيتين. بين الصورتين من المفارقة ما بين الأرض والسماء! في (الثورة) مسيرة ضخمة بالدبكات والهوسات والشعارات والأعلام! وأقول مرة أخرى: من أجل ماذا؟ وعلى مَ كل هذا؟! إنهم يطالبون بتوفير النفط والغاز والبنزين والكهرباء! أما في الأنبار الباسلة – ومعها الموصل – فظهرت صورة للمجاهدين – بأبي هم وأمي!!! - ملثمين يحملون قاذفاتهم وأسلحتهم الأخرى، يهاجمون الأمريكان ويحرقون آلياتهم وناقلات جنودهم. ولكن.. بلا هوسات ولا دبكات ولا أعلام ولا ضجيج.
ويخرج مستعرضاً بعض الخائبين، ومن أقذر مدينة في الشرق الأوسط بلا منازع
وأكثرها وساخة وعفونة ليسميها بـ(مدينة الصدر المقدسة، وفي رواية: المنورة)!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذبا.
وتتوالى هذه الصور والمشهد يتكرر: مظاهرات رنانة واستعراضات فارغة في المدن الشيعية من أجل توفير فرص عمل ، ومطالبة بالتعيين في سلك الشرطة في السماوة ، ومظاهرات في الرميثة، وتفاخر فارغ بما فعله الأجداد في ثورة العشرين:


اليومِ نْعيدِ الماضي



واحنا احفادَك يا شعلانْ



الشاهدْ هذا المركزْ



هذا اليَمَّكْ موشِ بْعيدْ



ماذا تتصور يريد (أحفاد شعلان)؟ إنهم يطالبون بالتعويض عن الشلب الذي مات بسبب انقطاع الماء ! بئس الخلف!.
وصدق الشاعر فلاح عسكر حين قال:


احنا مْن اولِ التاريخْ معروفينْ



احنا اهلِ السيوفِ الباشطهْ الزينهْ
وانتو مْنَ اولِ التاريخْ معروفينْ


حياﭻْ الزوالي الحَدرْ رِجلينا




عقدة الصفاقة


الصفاقة: قلة الحياء، ومثلها الوقاحة.
و(الفارسي) بطبعه وقح صفيق، بسبب اعتياده على إتيان النواقص التي يندفع إليها مضطراً لحماية نفسه كالكذب والخداع والغدر والاعتداء، وهو يحاول الوصول إلى غايات أكبر من حجمه. وبسبب كثرة هذه الرذائل أو النواقص التي يرتكبها فإنها كثيراً ما تنكشف، مما يزيده جرأة في تعاطيها حتى تصير مفردات يومية يتعامل بها في حياته الاجتماعية دون تردد أو خجل! لهذا صار (الفارسي) ذا طبيعة وقحة لا يتأثر بإتيان الرذائل. تسند ذلك عقدة النقص، والناقص لا يستنكف من النقائص؛ لأنه كما قيل: الذي في الأسفل لا يخشى السقوط. وفيه وفي أمثاله قال الشاعر العربي:

من يَهُنْ يسهَلِ الهوانُ عليه مــا لجُــرحٍ بميتٍ إيلامُ


يطلق على الشخصية المصابة بمرض الوقاحة في علم الأمراض النفسية اسم (الشخصية السيكوباثية Psychopathic Personality). على أنني أذكر القارئ بأن (الفارسية) ليست قومية بقدر ما هي شخصية. فقد يكون المرء فارسياً في أصله، لكنه طبيعي في شخصيته. ولربما يكون عربياً في أصله، لكنه (فارسي) في شخصيته.


معالم الشخصية الصفيقة
يقول سيجموند فرويد فيقول عن الشخص السيكوباثي: "كثيراً ما نجده يندفع بقوة لاتباع نزعاته وأهوائه المكبوتة دون أدنى اعتبار للقيم والمعايير الأخلاقية، أو لما يفرضه المجتمع من أنظمة وتقاليد". ويقول عن هذه الفئة من المرضى: "نجد من بينهم الكاذب الماهر ذا الخيال الخصب ، والخائن المراوغ، والأرعن المتهور الأناني. ومنهم كذلك من لا يقبل أي نقد أو نصح أو إرشاد"().
ويقول الدكتور علي الوردي عن هذا المرض وصاحبه: "وقد يصح تعريبه بـ(داء الصفاقة)، فالشخص المصاب بهذا الداء يتميز عن غيره بوجود ضعف في تناسق ذاته من الناحية الزمنية فهو لا يبالي بما فعل في الماضي أو ما سوف يفعل في المستقبل ولا يستحي منهما. إنَّهُ قد يستقرض منك مبلغاً من النقود على أن يرجعه إليك بعد ساعة. ثم تمضي عليه الساعة والساعتان وعشرات الساعات دون أن يشعر بأهمية وعده. وربما قابلك بعدئذ بوقاحة كأنه لم يستقرض منك شيئاً وهو قد يبتسم لك ابتسامة بلهاء ثم يكرر الوعد لك مرة بعد مرة بلا جدوى.إن الشخص (الصفيق) قد يخونك أو يغشك أو يغتابك أو يهاجمك بصلافة ثم ينسى ذلك ويريد منك أن تنساه أيضاً.
ومما يجدر ذكره أن الشخص السوي قد يرتكب مثل هذه الأفعال، ولكنه يخجل منها عادة، ويحاول الاعتذار عنها، أو تبريرها. أما الشخص (الصفيق): فهو يرتكب تلك الأفعال بلا اكتراث كأنه لم يفعل شيئاً يستحق اللوم… لا ننكر أن الشخص (الصفيق) قد يستفيد في بعض الظروف فقلة الحياء فيه تجعله ناجحا في انتهاز الفرص أحيانا. إنه يستطيع أن يتزعم كل مظاهرة ويقف في كل حفلة ويتزلف لدى كل متنفذ. والمعروف عن بعض المتنفذين أنهم يحتاجون إلى شخص من هذا الطراز ، لكي يقوم بخدمتهم في المهمات التي لا يرضى أن يقوم بهـا الأشخاص الأسوياء().


الصفاقة عند الفرس فضيلة وليست رذيلة
على أن الوقاحة أو الصفاقة عند الفرس سجية اجتماعية محمودة، وليست رذيلة ممقوتة. إن الأدب الفارسي يمجد (الوقاحة) كما يمجد (الكذب). ولا بأس بإعادة ما مر بنا سابقاً من قول الخبير الأمريكي جاك ميلوك عن هذه الصفة: (في قطعة أدبية مشهورة في الأدب الفارسي ينصح أحد الحكماء الإيرانيين من ذوي العقل الراجح ابنه حول الكيفية التي يتوجب على الابن اتباعها من أجل أن

يكسب حياته في إيران: (لا تتخوف من سوء استعمالك للحق أو للسلطة، ولا من الإذلال أو تشويه السمعة أو الافتراء… وعندما يجري طردك خارج أحد الأبواب، تعال وادخل بابتسامة من باب أخرى… كن وقحا ومتغطرسا وغبياً؛ لأنه من الضروري في بعض الأحيان التظاهر بالغباوة؛ لأن في ذلك فائدة).
و(الوقاحة) ظاهرة لمسناها في الوسط الشيعي المستعجم. جاءني مرة واحد من هؤلاء يناقشني في مسائل تتعلق بالشيعة والتشيع قال لي: كيف تتهم علماءنا بأنهم يقولون عن (الإمام علي) إنه دابة الأرض؟ قلت له: هذه حقيقة وليست تهمة. وممن قالها محمد الصدر قال: مستحيل. قلت: علام هذا المستحيل؟ إن له رسالة اسمها (الرجعة) فيها هذا الكلام. قال هذا غير صحيح. قلت: هل اطلعت على الرسالة؟ قال: نعم وليس فيها ما تدعيه عنه.
كنت لحظتها أبحث بين الكتب. ولما أخرجت الرسالة وأخذت أقلبها لأقع على موضع الشاهد منها إذا به يقول: نعم موجود هذا الكلام وليس فيه من شيء فالدابة كل ما دب على الأرض (!!) وعجبت من (صفاقته)!! لقد قالها دون تلعثم! ودون أن تتغير ملامح وجهه! واستمر في حديثه وجدله كأنه لم يفعل شيئاً! مع أنَّهُ لو كان إنساناً سوياً لذاب خجلاً ولاذ بالصمت ليغادر الجلسة إلى أقرب حمام كي يغسل العرق الذي جلله! ولكنها (الصفاقة)!
إن هذا يذكرني بصفاقة يهود، ووقاحتهم الباردة، يوم أسلم حبرهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه (وقال: يا رسول الله إن اليهود قوم بُهْتٌ وإنهم إن يعلموا بإسلامي يبهتوني عندك فأرسل إليهم فاسألهم عني: أي رجل ابن سلام فيكم؟ قال: فأرسل إليهم فقال: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا وعالمنا وابن عالمنا وأفقهنا وابن أفقهنا. قال: أرأيتم إن أسلم تسلمون؟ قالوا: نعيذه بالله من ذلك. قال: فخرج ابن سلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. قالوا: شرنا وابن شرنا وجاهلنا وابن جاهلنا)().
نعم ! إنها الصفاقة تلك السجية اليهودية الفارسية التي من مظاهرها ما نراه أثناء الخصومة حين يتمادى البعض منهم إلى حد (الفجور) فلا يدع وسيلة لإيذاء خصمه وتشويه سمعته وبصورة علنية سافرة إلا استخدمها، حتى إذا انتهت أسباب الخصومة يعود هؤلاء المختصمون إلى حد (الفجور) أصدقاء يتحدثون كأن لم يكن بينهم من شيء! والمتدينون منهم يغلفون هذه (الصفاقة) بأسماء ومبادئ شرعية كالعفو والصفح والمغفرة و(عفا الله عما سلف)…الخ وما هي إلا وقاحة وصفاقة ورقاعة لأن أصحاب العفو والصفح والمغفرة لا يفجرون في الخصومة.
خاصمني بعض هؤلاء خصومة فاجرة شديدة لم تنفع معها كل محاولات الإصلاح والنصيحة. ومرت الأيام فإذا أحدهم يقبل بعد صلاة الجمعة ليسلم عليَّ ويصافحني. ومددت يدي أرد عليهم السلام. وبعد


حين سمعت أنهم يشكون من عدم تقديري لهم ؛ لأن سلامي عليهم كان باردا ! لعلهم كانوا يريدونه بالأحضان ومضخما بالقبلات! مع أن حقهم - الذي لا يستحقون غيره - كان الطرد بلا سلام ولا كلام!
إن داء (الصفاقة) هو الذي يجعل (الشيعي) لا يتردد من سب الصحابة في وجهك ببرودة أعصاب وجمودة وجه كأنه يترحم عليهم! دون أن يعير لشعورك أدنى اعتبار. حتى إذا أنكرت عليه قال لك متغيظاً: لماذا تكرهون (أهل البيت)؟ ولك مني جائزة مجزية إذا تمكنت من حل هذا اللغز الذي يجعل من الدفاع عن الصحابة هجوماً على (أهل البيت)!!


هكذا تكشر الصفاقة عن سوءتها..!
ما إن تسلم عبد العزيز الحكيم رئاسة الدورة الشهرية لما سمي بـ(مجلس الحكم) في العراق حتى أعلن على الملأ - بلا تردد ولا حياء – أن على العراق أن يعوض إيران (100) مليار عن خسائرها في الحرب. هل كان يشعر أنه رئيس مجلس حكم العراق وليس إيران؟ لا أظن! هذا.. وفي الوقت نفسه يطالب الدول العربية بشطب ديونها التي بذمة العراق!!!.
ومن أرض الأردن – البلد العربي ذي الانحدار البدوي الأصيل - هاجم وزير الداخلية المفروض على العراق باقر صولاغ، وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قائلاً: (لسنا في حاجة إلى نصائح بدوي يركب الجمل)! لا لشيء سوى أن الأخير انتقد إيران على تدخلها السافر في شؤون العراق. ونسي صولاغ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يركب الجمل. ولكن عقله الباطن الذي يختزن احتقار العربي أبى إلا أن يفصح عن نفسه. كما نسي أنه وزير خارجية العراق، لا وزير خارجية إيران. والملاحظ أن الجوقة الحاكمة في العراق لا يثيرها شيء كما يثيرها توجيه النقد لإيران، وتنبري للدفاع عنها بصفاقة تحسد عليها!
وقد افتتح إبراهيم الجعري دست منصبه كرئيس لوزراء العراق فكان أول قرار اتخذه الإفراج عن (400) معتقل إيراني في السجون العراقية، وغلق ملفاتهم جميعاً بصرف النظر عن نوع القضايا التي يحاكمون بها! مع أن سجونه تعج بالعراقيين والعرب، وزادت أضعافاً متضاعفة.
ومن فوق أرض الإمارات العربية السنية تهاجم الفضائيات الشيعية أهل السنة! في يوم (14/12/2005) نقلت (فضائية الفيحاء) الشيعية مظاهرة احتجاج على (قناة الجزيرة) التي ظهر فيها قبل يوم في برنامج (الاتجاه المعاكس) شخص تهجم على المرجعيات الشيعية ووصفها بالعميلة. وكان المتظاهرون يرددون (نعال السيد يسوى الدوحة وما بيها). والدوحة هي عاصمة إمارة قطر التي من أرض جارتها (الإمارات) تبث قناة الفيحاء برامجها الفضائية ! المدعومة بمال خليجي سني! هل رأيت ماذا تفعل الوقاحة بأصحابها؟! والشواهد على الوقاحة والصلف الفارسي كثيرة منها: دخل أحدهم على الشيخ جابر الأحمد أمير الكويت. يقول: فوجدته غاضباً جداً. ولما سألته عن سبب غضبه قال: (قبل أن تأتي بدقائق كان عندي محمد باقر الحكيم جاء يطلب مساعدة الكويت ضد صدام حسين، وقد رفع صوته عليّ وأساء معي الأدب. هذا وهو زائر مشرد، وقد لا يرى بلده، فماذا سيفعل إذا حكم العراق؟!)().
ويستقبل المسؤولون في السعودية مقتدى في موسم حج عام (1426) استقبال الملوك، ويكرمونه، وينزلونه أعلى المنازل. لكنه ما إن يرجع من هناك، حتى يتهمهم بأنهم وراء تفجير قبة المرقد في سامراء!
أما استخفافه بأهل السنة – الذين مدوا له أيديهم من قبل بكل صدق وعفوية، وصفقوا له، ومجدوه - فقد بلغ به حداً أن يعلن في الانتخابات الأخيرة (15/12/2005) تحالفه معهم، ولكن.. في محافظة واحدة فقط.. هي.. محافظة الأنبار! رمز أهل السنة! دون بقية المحافظات: العربية عامة، أو الشيعية، أو المختلطة.
ومن طريف ما يذكر في هذا الباب، ما حدثني به صديق من أهالي ناحية (جبلة) كان شيعياً فهداه الله تعالى، فقال: كان لنا أغنام، فيها نعجة سوداء اللون، ترك والدي صوفها يطول كي يصنع منه عباءة له. ومر بنا يوماً - حسب العادة الجارية - (سيد) يأخذ منا ما يقدر عليه مما يسميه (حق جدي). رأى (السيد) تلك النعجة تختال بصوفها الأسود الجميل، فما كان منه إلا أن عزلها عن الأغنام ليسوقها ضمن القطيع الذي يريده للمرحوم (جده). وحين قال له والدي: دع هذه النعجة وخذ غيرها بدلاً عنها، وأعلمه بالسبب. لم يقتنع، وأصر على أخذها بعينها! ولم تنفع معه كل المحاولات والاستعطاف والترجي، وصار يتهجم ويصيح، ولم تنته المشكلة إلا حين قام والدي بسبه وضربه، ثم طرده كالكلب الممطور شر طردة!
التلون وتعدد الوجوه
ولعل التلون الذي عرف به الفارسي، وعدم استقراره على حال، أو خلق، له علاقة بهذه السجية. يقول الشيعي المحترق الشيخ محمد الكرمي: (والفرس بطبيعتهم متلونون، فتراهم يقبلون على الشيء بكلهم ، وقد يكون ذلك منهم لا لداعي، ثم يدبرون عنه بالمرة الواحدة كذلك! والمثال القريب لهذه الدعوى أنّا وجدنا الأمة الإيرانية قبل عشر سنين لا أكثر أخذت تهاجم الدين والمتدينين بصورة بشعة يعلم الله. فنساؤهم – فضلاً عن كونها بادية الوجوه – بادية في كل ما تملك، ومضيفة على ذلك التحسين والتزيين، بعد أن كانت هي بنفسها تلتاث بحجاب حصين، ولا تترك صلاة الجماعة بحال مقدسة غاية التقدس... والكثير من هاته النسوة كان في وسعهن أن لا يخرجن، كما كان في وسع أزواجهن أن يمنعوهن. ولكن القوم لبوا هذا النداء بصورة مستغربة للغاية! حتى إن الأمم النازعة الجلباب – كالغربيين – رأوا في إيران عندما دخلوها صورة

مهيجة، لم يجدوها ولا في باريس فرنسا، أو نيويورك أمريكا! ولذلك غدوا يطاردون نساءها في أي زاوية كن، بعد أن طمعوا في كثير من سافراتها. وحتى إن الرجل كان بنفسه يهيئ لزوجته وبنته وسائر نسائه التي في بيته آلات الزينة، كيما تبدو إلى الخارج ببزة جالبة، ووضع جاذب. ولما أن تدهور ذلك الوقت بصاحبه أخذ يهيئ له ولأهله جلابيب التستر والحجاب، ناقماً على الوضع السابق، الذي ما صيره نقمة إلا هو لعنه الله وقلل من أمثاله. وكان في وقت سفوره يهزأ بالدين والمتدينين، ويسخر من العمائم والمعممين بما لا جابر له على ذلك أصلاً. غاية ما هناك رأى السلطة الحاكمة مخالفة لهذا النوع، لا أنها جابرة له على توهينه وتحقيره . فعاد – بعد أن انتكست أعلام تلك الدولة – مقبلاً على ما كان جافياً له، ساخراً منه!.
ونحن كلما أردنا أن نتعقل جهة لذلك الإدبار، وهذا الإقبال، لم نجد للقضية في وجهتيها السلبية والإيجابية وجهاً يعلم الله سوى التلون البارد فحسب


عقدة الذنب


الشيعييلطم نفسه، ويجلد ذاته، ويفري بالزناجيل الحديدية ظهره! يشدخ رأسه، ويخمش وجهه، ويجز شعره، ويشق ثوبه! لماذا؟ وعن أي عقدة نفسية يعبر؟


عقدة النقص والخجل من الذات
تؤدي (عقدة النقص) إلى شعور المرء بالخجل والحاجة إلى الابتعاد والتواريعن الأنظار. ويحصل بمرور الزمن نوع من الإدانة للنفس، والشعور بالذنب الذي يتحول شيئاً فشيئاً إلى عقدة تؤثر على سلوك الإنسان، وتحكم تصرفاته لا شعورياً، حتى لو لم يكن هناك من ذنب مرتكب! كما يقول العلامة ((يونج )) : (إن المرء يمكن أن يشعر بالذنب لا على أثر فعل ممنوع، ولكن أيضاً عندما لا يستطيع الوصول إلى تحقيق ذاته، وإبراز فرديته الخاصة والعميقة).

اجتياف عملية التبخيس

هذا وقد لاحظ علماء النفس أن الظلمة والمستبدين يحتقرون شعوبهم، ويمارسون تجاهها عملية تبخيس وتحقير مستمر. وهذا يؤدي - بمرور الزمن - إلى أن تجتاف (تتقبل وتتقمص) الجماهير المقهورة - أو تلك التي تعاني من (عقدة الاضطهاد) - عملية التبخيس والتحقير هذه، وتمسي أسيرة الوهم بأنها لا تستحق من المكانة أكثر مما هي عليه من الذلة والتبعية والمهانة؛ فتنعكس عدوانية المتسلط وقهره لها ذاتياً على شكل مشاعر إثم ودونية فـ(يزدري إنسان العالم المتخلف ذاته ويخجل منها، ويود لو تهرب من مواجهتها، كما ينقم عليها في نفس الوقت. وهنا يكيل النعوت السيئة لنفسه، متهماً إياها بالتقصير والتخاذل والجبن. ويميل إلى إنزال العقاب بنفسه حتى إنه يرى أحياناً في القهر والظلم الإنسانيين ، كما في قسوة الطبيعة واعتباطها ، عقاباً مستحقاً له
على تخاذله واستكانته).
فكيف إذا كانت الذات أساساً قد أحاطتها الخطايا والذنوب، وغرقت فيها إلى الأذقان؟! والجواب يفهم من خلال ما قاله د. حجازي: (هناك ذات مدانة محقرة ومعنفة دون هوادة، وذات أخرى تدينها، تحقرها وتشتط في سومها سوء العذاب. هذه الذات الأخرى ضمنية، بها يتماهى (يذوب) الإنسان المقهور في حربه ضد ذاته المهانة التي يحاربها. إنه نوع من الاحتيال على واقع لا قبل للمرء بمجابهته حتى يحتفظ بقيمة ضمنية لذاته الحميمة والحقيقية (في نظره). ليس هناك من مذنب إلا وينبذ جزءاً من ذاته معتبراً إياه خارجاً عن أصالته، ومسقطاً عليه كل اللوم، وكل التبخيس بغية الاحتفاظ بذاته الحقيقية (الخفية) دون مساس. بذلك فحسب يستطيع أن يعيش، وإلا فليس أمامه سوى الانتحار، إذا لم يحتمِ بالازدواجية. حتى الانتحار، يتضمن في النهاية نوعاً من الازدواجية: تدمير الذات السيئة، أو بالأحرى تدمير الصورة السيئة عن الذات بعد تحميلها كل الإثم أملاً في خلاص وهمي، في تطهير ذاته الحقيقية مما ألم بها من سوء ومهانة. ولكن مأساة المنتحر تكمن بالتحديد في أن تدمير الذات المدانة وصورتها السيئة يتم من خلال الجسد (وعاء الذات الوحيد)، وبالتالي القضاء الفعلي على الوجود. أما في وهم المنتحر فالأمر لا يعدو القدرة على فعل خطير وجذري من أجل الخلاص).
كما أن المصاب بعقدة الذنب يشعر بحاجة ملحة إلى التكفير - ولو بعقاب نفسه – التماساً للراحة، وتخففاً مما يكابده من توتر مجهول المصدر؛ فيندفع من تلقاء نفسه إلى عقاب نفسه، تدفعه حاجة لا
شعورية ملحة إلى هذا النوع من العقاب. فإذا حل به العقاب زال عنه ما يغشاه من توتر أليم. وهو يفتش عما يؤذيه ليجد الراحة بل اللذة في هذا الأذى أو العقاب (الماسوشية). وفي ضوء هذا التفسير نجد أن الشيعي من خلال اللطم والتطبير – ناهيك عن الممارسات الماسوشية الأخرى الشائعة في الأوساط الدينية الشيعية، وما قرب منها وتأثر بها، كاللواطه - إنما يمارس الانتحار - وإن بصورة رمزية - للخلاص من ذاته المذنبة المدانة.
احتقار الأمثال والأتباع
هناك ملاحظة مهمة عن صاحب هذه الشخصية أشار إليها د. حجازي بقوله: (بينه وبين هؤلاء تقوم علاقة ازدراء ضمني؛ لأنهم يعكسون له مأساته وعاره، كما يعكس مأساتهم وعارهم. ويصيب المرأة والأتباع في عملية التحقير هذه النصيب الأوفر... فما يلقاه من تبخيس ومهانة، وما يفرض عليه من تبعية يعود فيمارسه على زوجته ونساء أسرته ، كما يمكن أن يفرضه على أتباعه ومن هم في إمرته