عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2007-09-23, 01:30 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي

اقتباس:
والمشكلة الأخرى أن الشيخ "الفوزان" يؤول صريح القرآن , ثم يُقدم هذا المؤول على أنه الأصل مع أنه لا اجتهاد مع النص الصريح ومن ذلك قوله في دليله الأول وهو قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ) ...فيقول الشيخ الفوزان:"ولئن قيل إن هذا خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم قلنا إن نساء النبي صلى الله عليه وسلم هن القدوة لنساء المؤمنين, فإذا أمرن بالحجاب مع طهرهن وعفافهن واحترام المسلمين لهن, فغيرهن من باب أولى ولا سيما أن العلة في قوله تعالى( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)..هكذا تم اقتطاع الآية فالآية تقول: (يَا أَيهَا الذِينَ آمنوا لا تَدْخلوا بُيُوتَ النبِي إلا أَن يؤذَنَ لكم إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ) .
فهذه الآية واضحة المعنى والدلالة في أنها خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم .
واضح أن الذى يتحدث يفتقد للكثير من قواعد العلم. نحن لا ننكر أن الآية نزلت فى أمهات المؤمنين. هذا هوسبب نزول الآية. ولكن هل معنى هذا أن حكمها قاصر على أمهات المؤمنين!؟

قبل أن نجيب على هذا التساؤل ،يجب علينا أن نعلم أن الخطاب له حالتان رئيسيتان:
الأول : الخاص.
الثانى : العام.
وبينهما التقاء وافتراق فيكون حالاته أربعة
1- فإما يكون خاصاً أريد به الخصوص.
2- أو خاصاً أريد به العموم.
3- أو عاماً أريد به العموم.
4- أو عاماً أريد به الخصوص.

والأمثلة على ذلك كثيرة لا يتسع المقام لسردها . فقط ما أود توضيحه أن هذه الآية وإن كان سبب نزولها خاصاً ، فإن حكمها عاماً والدليل عندى من الآية نفسها.

فرغم أن وسط الآية يقول : ( وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ) إلا أن آخرها يقول : ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه ) وتأمل معى لماذا لم يقل ربنا سبحانه وتعالى : " وما كان لكم أن تنكحوهن " أليس الحديث معروف أنه عن أمهات المؤمنين ، فما الحكمة أن يأتى السياق بذكر ضمير الجمع المؤنث ( هن ) فى الحديث عن الاحتجاب ، ثم يُعدَل إلى التصريح بذكر المفعول به بالاسم الصريح ( أزواجه ) فى الحديث عن الزواج!؟

رغم أنه إذا جاء الحوار باستخدام الضمير ( هن ) فى الحالتين لعُلم أن الخطاب خاص بنساء النبى ، وما كان هناك لبس.

اقتباس:
ثم يقول الشيخ ونساء النبي صلى الله عليه وسلم هن القدوة، و نحن لا نشك أبداً أنهن نعم القدوة وهن أطهر النساء قاطبة , ولكن ما دليلك يا شيخ على وجوب الاقتداء بنساء النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ).
وقال تعالى : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ).

اقتباس:
فالصحابيات كُن يخرجن ولم ينكر عليهن أحد خروجهن، بل أنكر عمر على سودة خروجها, ولم يُذكر أنه أنكر على صحابية خروجها، وهذا يؤكد أن الحجاب حكم خاص بنساء النبي صلى الله عليه وسلم،
لأن المكث فى البيوت فى حق نساء النبى فريضة وفى حق باقى النساء مستحب والأمر متعلق بالمصالح والمفاسد. ويؤكد ذلك خروج السيدة عائشة للصلح بين سيدنا على وسيدنا معاوية وهو الحادثة الشهيرة بموقعة الجمل فلم ينكر عليها أحد خروجها بل إن هناك من الصحابة من دفعها وحثها على ذلك بقول الله تعالى : ( وإن فئتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). ولم يقل أحد لماذا خرجت عائشة وهو منهى عنها الخروج.

فلا يشك ذو دين أن فى زمن الفتنة يعد خروج المرأة من منزلها من المحرمات خاصة إذا لم تكن ملتزمة بالضوابط الشرعية.

اقتباس:
ثم إنك يا شيخ أخذت قول عبيدة السلماني التابعي, وتركت قول الصحابة، فإن كنت مهتماً بالتابعين أكثر من الصحابة فليتك نقلت ما ذكره عبدالرحمن بن زيد بن أسلم (ت 182هـ) حيث قال: (إلا ما ظهر منها) الكحل والخضاب والخاتم هكذا كانوا يقولون وهذا يراه الناس ولاحظ ياشيخ قوله وهذا يراه الناس.
ويبدو أن الذى يتحدث يمشى علىمنهج من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ، ويأخذ من الأدلةما يوافق هواه ،ويطرح ما دون ذلك ، فلماذا إذن لم يأخذ بقول عائشة وابن مسعود فى أن ( ما ظهر منها ) هو الثياب !؟


اقتباس:
أما الدليل الثاني الذي ذكره و هو قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) ..وسؤالي قبل الحديث عن هذا الدليل : لماذا يا شيخ ذكر الله (نساء المؤمنين) في آية الجلابيب؟ ولم يكتف بقوله (قل لأزواجك)
لبيان العموم فى هذا المقام حتى لا يتشكك المتشككون فيدعىأن الحكم خاص بنساء النبى فقط ، ولهذا شواهد كثيرة فى كتاب الله منها قوله تعالى : (( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)))

وهذا الدليل من سورة الأحزاب كذلك وهى نفس سورة الحجاب ،فذكر المسلمات والمؤمنات والقانتات والصادقات والصابرات والخاشعات والمتصدقات والصائمات والحافظات لفروجهن والذاكرات الله كثيراً ، كل هذا ذكره رغم أنه لو لم يذكره لعُلم أنهن مقصودات ومشمولات فى الخطاب ضمناً كقول الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا ... ) نحن نعلم بداهة أنها المقصود بها الرجال والنساء جميعاً.
رد مع اقتباس