عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-05-06, 02:57 PM
عبدالله الأسير عبدالله الأسير غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-05
المشاركات: 8
افتراضي الإلحاد واللادينية سراب على الطريق،

الحمد لله رب العالمين له المجد المطلق والثناء كما يحب ويرضى وأصلي علي من برحمته أرسله رحمة للعالمين رسوله وخاتم أنبيائه محمد الأمين وعلى آل بيته وأصحابه الصديقين،
والسلام على عباد الله المؤمنين،

بداية أعبر عن سعادتي للعضوية بهذا المنتدي الذي أسأل الله أن ينفع به المسلمين وأن ينفعه بهم، كما أسأل الله أيضا أن ينفعني وإياكم بمشاركاتي المتواضعة ومنها اول مشاركاتي هذه التي أتعرض من خلالها لبعض المفاهيم التي استقيتها من مداخلاتي الحوارية مع بعض الملحدين واللادينيين،

ومعذرة لأي من الأعضاء هنا إن استخدمت بعض من العبارات التي طالعتها في بعض المواضيع والمشاركات إن يري خروج استخدامي لها عن المفهوم أو الغرض الذي أريد بها، فما المقصود من استخداماتي هذه إلا تأكيد جدية وحقيقة تواجد هذه الأفكار حيث أنني لا أحب مخالطة التخيل أو افتراض الأفكار في أمور الاعتقاد فأبدو كمطارد للأشباح، ومعذرة مرة أخرى للاطالة في المقدمة،

حري بي أولا أن أطرح ما أراه الفارق بين الإلحاد واللادينية، فالإلحاد إنكار لحقيقة وجود إله بينما اللادينية رفض لوصف المؤمنين للإله، فاللادينيين أعقل قليلا من الملحدين إذ أن كل دروب مسير الإلحاد لتبرير الخلق تنتهي تماما إلى أصل تباروا وفشلوا جميعا لإبعاده عن مفهوم الإله، فمقام الصدفة الذي يرضونه مقام إله ومقام ما وراء التطور المزعوم مقام إله، فأي ما كانت مواصفات هذه الدعوات تظل تماثل ما ينكرونه على الإيمانيين عند وصفهم للإله بأنه سبب الخلق والحياة، فالإله المتنكر للإلحاد والمقبول من اللادين فقط صنع الحياة وعجز عن إبداء الأسباب إذ تأتي الالتزامات دائما من وراء الأسباب، والإلحاد هو التطور الحتمي لتفريط بعض المحسوبين على الأيمان واختلاقهم الديانات وبلاهة الالتزامات، فتبرأ من كل الإلتزامات وتحول إلى تيار جارف يلتهمهم وتلك الديانات، ولكن ظل بلا عقل يطلب أسبابا لا تخرج عن طور الأسباب، واللادينية أراحت نفسها من عناء العقل وقبلت بوجود إله ورفضت كل وصف يلزمها بتقييد إطلاق الشهوات فرفضت الدين وقبلت بإله، فكانت كما وصفها الله عز وجل ("أرأيت من اتخذ إلهه هواه")، فما بين الإلحاد واللادينية حلقة ولكنها غير موجودة كتلك التي يدعيها التطوريون ويسمونها مفقودة، فهي حلقة فقط في أوهام ومخيلة الطالب ولا حقيقة للمطلوب فضعف الطالب والمطلوب، وأمام التيار الجارف للإلحاد تنجرف اللادينية تارة وتارة تتشبث بالصوت الخافت في الأعماق والصارخ بطلب النجاة من هول النهايات فتتذكر أياما أشد ما نالت منها بعض الآلام والآن مجونا وسفورا يعصف بتعريف الكلب من الإنسان،

ولا جرم أن الإلحاد واللادينية قد توافقا في أسباب الإنقلاب، فهما بين متطرف في شهواته وممسك عنها وجاذع من واقع وساخط يستأخر إجابة مطلبه والوسط مرفوض من الجميع، فتنقلب لديهم النقائض ويتخذ كل نقيض مكان نقيضه ولكن رغم الصراخ والثورات يبقى الله، فلا ضد ولا نقيض واحد صمد لا تبدله الحوادث وتعهد ألا يتبدل، فتعرف به حقيقة الأضداد والمتناقضات ولو تبدلت أو استدارت مقاماتها في مخيلة الأدعياء،

وإن اتفق كل من ألحد على أن الإلحاد هو ضد الإيمان بوجود إله، واللادينيين على ألا دين وإن وجد إله، ورفضوا كل أشكال وضروريات اللإيمان بوجود إله أو الأديان، فقد اختلفوا على تقييم وتقبل أو رفض السلوك والعادات الانسانية المتوارثة أو التفاعلية في المجتمعات، مما دعاهم لإطلاق المذهبية الفردية أو الجماعية في وضعية العلاقات ليتجاهلوا الشقاق على تقنين وإنضباط السلوك والعادات وكبح شذوذ الرغبات ولضمان الحفاظ على الإئتلافات وكسب جديد الانتماءات، فاندفعت انهار الرغبات لتحطم كل الأبواب فلا يجرؤ أو يقوى استقرار على صك ضمان وتموج خلفه الرغبات، ولم يجدي التجاهل نفعا مع تيار جارف تعلق ولا تستقر معه أي من الرغبات ويزيده اصطدام نقائض الرغبات ليهدد بتصارع او تصدع الإئتلافات ومن ورائه المجتمعات التي وعدت بتعايش سلمي وتحقيق كل الرغبات، فمال الكيل إلى أصحاب القناعات المتوجسة وغير المفرطة لبعض الشركاء ولدعم الحلفاء المترنحين ممن ينتسبون إلى الأيمان والمتعلقين بملاذهم الأخير مستخدمين جميعا التبرير والتلون والتلفيق، فلعل سقوطا لأعدائهم يأتي بميراث لطالما لم يملكوا معه إلا التمني والحسد، فإن يبدو صراع حول الغنائم فلا يزال نائم وعلم الحليف بشرك حليفه لا يمنع التحالف قبل إيقاظه، لتصطدم سفينة الشركاء بصخرة الوعود للمغالاة، وأكل التفريط أماني الحلفاء ليستيقظ كل منهم على غضب او تيهة عشيرته فلا صدق ولا معنى لوعود تتلون أكثر مما تتحقق ولو يبدو جميعا في الدرب كلاب، فإذا بكأس الأمس الساكب لقيود الأيمان يمتلأ فينسكب مجددا بما يملأه فيعاني ملحدي الأمس من الإلحاد إذ صار هناك إلحاد بالإلحاد فمن كسر الباب فلا يسأل من يدخله، وإن صنع بديلا يعارض مبدأه يكسر من داخله ومن خارجه، وانبسطت أيدي الحلفاء فإذا بكل من كان في الأيدي سراب ومن جد عليها حطاما حطمه بنفسه من جبل ظل زمانا يثقبه فمازال الجبل وما نال غير تراب، فلا يمتلك أؤلئك أو هؤلاء إلا الغوص في نفق الصمت والسكرات تحت نفس الراية فلا بديل إلا الإذعان لتحرر واقف عند حدود عواقب الحريات ومن ثم خسارة المعركة الأولى ونقض الوعد بتحقيق كل الرغبات بلا مناعات فصناعة صلاحيات وقانونا تزعن لهما كل الجماعات تسليم يعلن طواعية أن الغاية ليست كل القناعات او كل الرغبات،
رد مع اقتباس