[أبو جهاد الأنصاري]

وما العيب أن تكون الخلافة فى قريش؟! وما الخطأ فى أن يأمر النبى بهذا؟! وما العيب
أن يذكر البخارى هذا الحديث؟!
لقد شرّف الله جل وعلا قريشاً بأن بعث منهم خير رسول وخاتم نبى ، وقد شرّف
الله جل وعلا قريشاً بأن جعلهم أول وعاء للقرآن الكريم. وقد شرّف الله جل وعلا قريشاً
بأن جعلهم سدنة بيته الحرام. فما الغريب إذاً أن يخصهم الله سبحانه وتعالى بخلافة
نبيه أليسوا هم أهله وعشيرته؟! وأليسوا هم أحق الناس به؟!
وإذا كانت الخلافة تكليف لا تشريف ،فلماذا تنازعون فيها أهلها ، دعوها عنكم واتركوها
لأحق الناس بها. أو على الأقل اتركوها لمن ابتلاهم الله بها.
وقد يسألنى سائل : ولماذا لم يختص الأنصار بخلافة النبى وهم من آووه ونصروه
وأيدوه وفدوه بأموالهم وأنفسهم؟ بينما القرشيون هجروه وطردوه وكذبوه وتآمروا على
قتله.
ولهؤلاء أقول : إن الله سبحانه وتعالى يضع كل أمر فى موضعه ، وهو سبحانه الأعلم
بنفوس خلائقه ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وهو سبحانه يعلم أن
القرشيين سهم الأنسب للخلافة والحكم من الأنصار ، لا لعيب فى الأنصار ، ولكن لأن
الأنصار رضوان الله عليهم أجمعين قوم تسامح ورفق ولين ، وكل من عاملهم شهد لهم
بهذا ، بينما القرشيون قوم بأس وجلد وشدة ، وهذه من المواصفات التى يجب أن يتسم بها كل حاكم .