عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2007-10-02, 01:10 PM
أبو حسان الأثري أبو حسان الأثري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المشاركات: 54
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليعلم الجميع أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور العظيمة الجليلة في ديننا وسببا من أسباب عزنا وخيريتنا فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهما ولأجل تحصيل المنفعة المرجوة من هذه الشعيرة العظيمة لابد من الانضباط بضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهمها ألا يؤدي إنكار المنكر إلى منكر أكبر منه أو مساوى له إذ الحكمة من الإنكار هى زوال المنكر بالكلية أو التقليل منه بقدر الإمكان ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ما حاصلة إذا أدى إنكار المنكر إلى منكر أكبر منه أو مساوي له وجب عدم الإنكار
قلت لأن القاعدة العظيمة تقول درء المفاسد مقدم على جلب المصالح
ولذلك قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنْ الْحِجْرِ فَإِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا فِي الْبِنَاءِ (رواه مسلم)
ففي هذا الحديث الشريف نرى أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يترك إعاد بناء الكعبة على وضعها الصحيح الذي بناه عليه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام من أجل خوف المفسدة
ويجب علينا أن ننتبه إلى أن أعداء الإسلام يصبون جام غضبهم وانتقادهم على رجال الحسبة في المملكة حفظها الله من كل سوء وذلك لحبهم أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا ورجال الحسبة يقفون بالمرصاد لكل من توسل له نفسه مخالفة الشرع المطهر ولا ندعى لهم العصمة فقد يحدث من بعضهم بعض الأخطاء الفردية ولكن هذا لا يقلل من جهودهم المباركة حفهم الله من كيد الكائدين
أما بالنسبة للتغيير باليد فهل هو للحاكم ومن ينوب عنه فقط أم لكل مسلم فالراجح والله أعلى وأعلم أنه للجميع وفق المصلحة والمفسدة لأن النبي قال من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده .... ومن من صيغ العموم فتشمل جميع المكلفين وإذا نظرنا إلى الواقع نجد أن كثيرا من المكلفين في عصرنا هذا لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا إلا ما أشرب من هواه - إلا من رحم الله - فيصبح الأمر عمليا مقصورا على من له علم صحيح بأن هذا الأمر منكر وعنده فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو من ينوب عن ولي الأمر المؤهلين لهذه المهمة العظيمة.
وفي الختام أدعوا الله العلي القدير أن يحفظ المملكة وسائر بلاد المسلمين من كيد الكائدين وأن يوفق رجال الحسبة للعمل بالكتاب والسنة على نور من الله
كتبة أبو حسان الأثري المصري
رد مع اقتباس