عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2010-05-25, 05:36 AM
سبط ابن دقيق العيد سبط ابن دقيق العيد غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-03
المشاركات: 25
مصباح مضئ

المرأة التقية النقية ، هي منحة إلهية ، و رسول سلام ، و نبع سعادة و صفاء .
خلقها الله تعالى لإتمام نظام الكون ، و لتأدية رسالتها التي لا تتم و لاتثمر إلا بانضمامها إلى شطرها الثاني و هو الرجل ، و ذلك للمحافظة على بقاء النوع البشري ، و استدامة وجوده ، وفق تقدير الله سبحانه و تعالى .
و لذلك فالمرأة هي عروة الصلة بين الأسر ، و هي مجرى الدم في جسد هذه الأمة ، و الذي يبعث فيها روح النشاط و القوة في العلم و العمل ، و هي التي أودعها الله تعالى كل معاني السحر الحلال . فبجمالها و ظرفها و وداعتها الآسرة أصبحت السيدة المسيطرة المالكة للقلوب .
فهي شريكة الرجل في حياته و في سرائره و ضرائره ، فإذا ما سكن إليها الرجل بعد الفراغ من عمله و هو مثقل بأعباء الحياة و أكدراها أحاطته بسياج من العطف و المودة ، و افترّ ثغرها الفتان عن ابتسامة عذبة تنفذ إلى مستقر الوجدان من نفسه فتنسيه ما ألم به من الهموم و الآلام ،
و من يقدر على مواساة الرجل إذا فاضت به شجونه سوى المرأة ؟
و هل وجد الرجل معاقل تضمحل دونها الخطوب و تتكسر على أسوارها صخور النوائب و تصفو بين أيديها وجوه الليالي ، مثلما يجدون في الصالحات من النساء ، إذا سكنوا إليهن و أطرقوا إلى سحر حديثهن ، و قد قال سبحانه و تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21
ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق لأجلكم من جنسكم -أيها الرجال- أزواجًا; لتطمئن نفوسكم إليها وتسكن, وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة, إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون, ويتدبرون.

إن من ينظر إلى تركيب جسم المرأة و ما فيه من اجهزة يرى لأول وهلة أن العناية الإلهية قد زودتها بكل ما تحتاج إليه للقيام بوظيفتها في الحياة . من الأجهزة البدنية و الإستعدادات النفسية و الغرائز الفطرية التي هي لسان صدق ناطق بأن هذا المنظر البديع و هذا التركيب العجيب و الذي لا يوجد له مثيل عند الرجل ما خُلق كل هذا إلا ليعينها على تأدية مهمتها الأولى في هذه الحياة ألا و هي الأمومة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حُبّب إلي ّمن دنياكم الطيب والنساء ؛ وجُعلت قرّة عيني في الصلاة " - صحيح رواه الإمام أحمد والنسائي -

تقوليـن : إنـكِ فجـرٌ بـدا *** بأفـْق الحيـاة ِ.. وطيرٌ شَـدا
و إنـكِ أرضعـتِ أرواحَنـا *** لبـانَ العقيـدة فـي المُبتـدا
صدقتِ ، وأنتِ وريـدُ الحيـاة *** بكـلّ العيـون لنـا ، يُفتدى
حملتِ الكتابَ ، وصُنتِ الحجابَ *** و قلبـُك لله قـد وَحـّـدا
" جمالُ الحجاب بحَجب الجمالِ " *** ولولاهُ ضـاع الجمالُ سـُدى
حَبـاكِ الإلـهُ بأسمـى مقـام ٍ *** ووصىّ ثلاثـاً نبـيُّ الهـدى
مقامُـك بين جـلال الصـلاة *** وبين شذا الطيـبِ قـد أُفـرِدا
فإنْ كنتِ أمـّاً ؛ فبابُ الجِنـانِ *** إذا ما رضيـتِ فلـن يوصَـدا
وإنْ كنتِ أختاً ؛ فأنتِ الحَنـانُ *** وأنت الأمـانُ .. وأنت الهـدى
وإنْ كنتِ بنـتاً ؛ فعصفـورة ٌ *** نمـدُّ الفـؤادَ لهـا و اليـَدا
نجـوبُ إذا ما ضحكتِ المـَدى *** فتُحييـنَ فينـا مُنـىً هُجَّـدا
وإنْ كنتِ زوجـاً ؛ فأنت التـي *** نزفُّ إليـكِ الهـوى الأوحـدا
وأنتِ الطهـارةُ .. أنت السّنـا *** وأنـت الحضـارةُ ؛ والمنـتدى
وأوراقُ وردٍ لشـوك الطريـق ِ *** وألـوانُ طيفٍ محـا الأسـودا
وعبـدٌ .. وطاغيـةٌ تـارةً !! *** عجبـتُ لعبـدٍ غدا سيـّدا !!
وأنتِ الدلالُ ؛ وأنت الجمـالُ *** وأنت النشيـدُ ؛وأنت الصّـدى
بروضـكِ شِعري غـدا بلبـلاً *** فهـل تعجبيـنَ إذا غـّردا ؟!
ولمـّا رأيتـكِ وَردَ الوجـودِ *** كتبتُ " إليـكِ " بقطر النـدى

فالمرأة بمقتضى تكوينها البدني و إستعداداتها النفسية خُلقت لتكون زوجا و أماً ، و هي والله لحقيقة ثابتة لن تنال منها أيادي التبديل ، رغم انف المكابرين المعاندين ، و مهما تغيرت آراء المتفلسفة و المتفيهقة عن المراة . فستظل الحقيقة ثابتة لا تتبدل و لا تتغير ، ألا و هي أن كمال المراة و عزتها و عظمتها في أن تكون أماً و إنها لمن أعظم الوظائف ، و هي لا تقل خطورة عن مهمة القائد في الميدان ، و و الله لهي في المرتبة الأولى على كل الوظائف الإجتماعية .
فالقائد مسؤول عن رفع لواء النصر لوطنه و أمته و حمايته من إغارة الأعداء، و الأم بيدها مستقبل الأبناء الذين يتوقف على صلاح تربيتهم و رقي أخلاقهم مجد الأمة و رفعتها و إنتصارها.
و لكن إذا حادت المرأة عن حدود ما أعدت له كان ذلك تمردا منها على نواميس الحياة و قانون الفطرة و العناية الإلهية ، و بعدا منها عن الصواب و الكمال ، و عُدَّ ذلك مرضا إجتماعيا خطيرا وجب على كل القوى التضافر لمداواته بكل ما في الإمكان و بكل ما يتاح لهم من وسائل الإصلاح و العلاج .
هذا و إني من خلال هذه السطور أنصح المرأة بألا تستمع لكل ناعق باسم حرية المرأة ، و عليها أن لا تنقاد إنقيادا أعمى للتقاليد الغربية التي فشت فينا كالنار في الهشيم ، و التي لا تتفق و تعاليم ديننا ، فتهجر وظيفتها الأساسية لأجل موضة ، و وظيفتها الأساسية لها خلقت ، و أن لا تلقي بنفسها كما هو مشاهد الآن في ميادين الأعمال الشاقة التي خلقت للرجل لا لها ، و التي قد تفقدها أهم معالمها الحيوية من أنوثة و رقة طباع و عواطف ، ذلك و يجب على المرأة أن تعلم أن كمالها كله في كلمة واحدة و هي الأمومة.
__________________
[read]وما الفخر إلا لأهلِ العلم إنهمُ على الهدى لمن إستهدى أدلآء
وقـــدّر كلُ امــرءٍ ما كان يحسنه والجاهلون لأهـلِ العـلمِ أعـداءُ
فــفــز بعـــلـمٍ تـعـش بــه أبداً الناس موتى وأهل العلم أحيــــاءُ


[/read]
رد مع اقتباس