عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2010-05-25, 04:18 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي

معنى هذا أن الظن يأتى فى الدرجة الثانية من مراتب العلم والذى يعرف بأنه إدراك الشئ على ما هو عليه إدراكاً جازماً. ولفظة " جازماً " هذه هى التى تفصل بين العلم وبين الظن ، الذى هو درجة من درجات الإدراك المقبول. فالظن علم ولكن يحتمل أن يكون هناك ضد لهذا العلم ولكن نسبته أقل من نسبة الشئ المظنون.

ويمكن أن نفسر الجزم هذا بأنه اليقين الذى به يتحقق العلم الكامل. وفى عالم الأخبار والآثار هناك وسائل يمكن أن يتحقق بها اليقين من وقوع المخبر عنه. منها الإجماع مثلاً. وعند افتقاد هذه الشروط يصعب تحقيق اليقين أو بلوغ العلم الكامل إلا بمخالطة هذا العلم لواحدة من وسائل الإدراك كالسمع والبصر مثلاً.
والسمع بصفة خاصة هو صاحب نصيب الأسد فى بلوغ اليقين وتحقيق العلم الكامل ، ولهذا نجد أن القرآن الكريم قد قُرن فيه اسم الله ( العليم ) باسم الله ( السميع ) فى اثنين وثلاثين موضعاً منه على النحو الآتى:
· ستة عشر موضعاً بدون تعريف : ( سميع عليم ) .
· خمسة عشر موضعاً بالتعريف : ( السميع العليم ).
· موضعاً واحداً بالنصب : ( سميعاً عليماً ).

بينما لم يقترن اسم الله ( العليم ) باسم الله ( البصير ) فى أى موضع فى القرآن الكريم ، لا بالتعريف ولا بالتنكير ولا بالنصب.
وهذا أمر متوافق جداً مع العقل ، فكم من كفيف لم يمنعه فقد بصره من أن يكون عالماً ، بينما لم نر مبصراً أصماً قد بلغ أى درجة من درجات العلم الذى يشار له بالبنان.
كذلك فإن فقد حاسة السمع يؤدى إلى فقد حاسة النطق بالتبعية ، مما يعنى أن علمه سيكون محدوداً ، ذلك أن فقد السمع قد أثر على فقد استقبال العلم وفقد النطق قد أثر على إرسال العلم. أى أن افتقاد حاسة السمع قد أثر سلباً على استمرار عملية العلم استقبالاً وإرسالاً.


نخلص من هذا إلى أن الظن ليس جهلاً بل هو علم خالص ، ولكن افتقد لشرط اليقين بسبب عدم مخالطة المعلوم لحاسة من حواس المدرِك.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس