عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2010-05-25, 04:30 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي

السنة النبوية واليقين

وإذا عالجنا قضية السنة فى هذا الإطار وجدنا أن حجية السنة النبوية فى التشريع قد ارتكزت على عدة عناصر منها الإجماع. فقد أجمعت الأمة على حجية السنة النبوية فى التشريع ، فالذين نقلوا إلينا القرآن هم أنفسهم الذين نقلوا إلينا حجية السنة ، وهم أنفسهم الذين أخبروا بحجية السنة فى تشريع الإسلام.

يضاف إلى هذا ، دلالة القرآن على حجية السنة وهو الأمر المذكور فى آيات القرآن الكريم على نحو متواتر ونسوق ها بعض هذه الآيات للتذكرة:

· قال تعالى : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) ) [النساء].
· قال تعالى : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر : 7].
· قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)) [ النساء ].
· قال تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)) [ المائدة ].
· قال تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)) [ النور ].
· قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)) [ النور ].
· قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)) [ محمد ].
· قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [ النور : 63 ].
وغيرها من الآيات الكثيرات.

ودلالة هذه الآيات على حجية السنة فى التشريع دلالة واضحة وظاهرة وعميقة ومؤكدة ولا تقبل المناقشة ولا الرد. بل إن الكافرين أنفسهم ، عندما تعاملوا مع القرآن وقرأوه ، وتوقفوا عند دلالة هذه الآيات وجدوا أنها دالة على حجية السنة ، ولم يرفضوا هذا ، ولا أدل على هذا من توجيههم لسهام الطعن إلى السنة النبوية ، ولولا هذا لما اهتموا لأمرها ، ولو كانت السنة عند هؤلاء غير ذات حجية لما اكترثوا لها ، ولما تعرضوا لنقدها ، ولما صنفوا الكتب من أجل وضع الشبهات فى السنة النبوية!!

ينضم إلى دليل القرآن ودليل الإجماع فى حجية السنة دليل ثالث وهو دليل عقلى. على النحو الآتى:
القرآن الكريم هو كلام الله ، وهو فى أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة والبيان ، والإنسان ، مهما بلغ علمه محدود الفهم ، يعجز عن فهم مراد رب العالمين فهماً صحيحاً شاملاً ، فلابد من واسطة للربط بين المحدود - وهو عقل الإنسان - وبين المطلق - وهو كلام الله -.
وحتى يكون الربط صحيحاً ، فلابد أن تكون واسطة الربط ذات صبغتين ، واحدة إلهية والأخرى بشرية ، فأما الوجه الإلهى فى هذ الواسطة فهو المعنى ، وأما الوجه البشرى فهو اللفظ الحامل للمعنى. وهذه هى السنة.

إذاً حجية السنة النبوية فى تشريع الإسلام ، باعتبار أدلة القرآن والإجماع والعقل ، قد بلغت حد اليقين من حيث الأصل التشريعى ، والطاعن فيها طاعن فى القرآن أو العقل أو كليهما ، فهو إما كافر وإما مجنون وإما كافر مجنون!!!

ولذا فإن الذى يرد حجية السنة فى التشريع ليس من أهل القبلة ، بل هو كافر كفراً أكبر مخرج من الملة ، تجرى عليه جميع أحكام المرتد فيستتاب ، فإما أن يتوب ويرجع ويقر بحجية السنة ، وإما يقام عليه حد الردة وأحكام المرتد بأن تطلق زوجته ، ولا يرث ، ولا يورث ، ويذهب ماله لبيت مال المسلمين ، ولا يدفن فى مقابر المسلمين. حيث أنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس