بسم الله الرحمان الرحيم
من يقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف نشر الإسلام في ربوع العالم يجد ان ما يقوله هذا الذي يدافع عن الوهابية التي إصابتها الشيخوخة ولم تقدم للعالم الاسلامي الا التطرف والتعصب والتناقض وأقصد هنا بالتناقض مواقف الوهابيين اتجاه مجموعة من القضايا فمثلا أخونا أبو جهاد الأنصاري حفظه الله المختص في علوم السنة النبوية يتهم الإخوان المسلمين بالخروج عن طاعة ولي الأمر وهذا كذب وبهتان لا ينطوي الا على العوام من الناس . ونجده في موقف آخر يؤيد ما قام به المقدسي في غزة من خروج عن طاعة ولي الأمر وهي حماس التي وصلت الى الحكم عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة .قد تقول يا ابا جهاد ان العملية الديمقراطية التي جرت في غزة لا أصول لها شرعيا وهو ما تقولونه بالفعل وتبررون به خروج المقدسي عن طاعة ولي الامر .ولكن كما يقول المثل اذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف بيوت الناس بالحجارة،فأغلب الحكومات العربية وعلى رأسها النظام المصري الذي تدافع عنه وصلوا الى الحكم عن طريق اللعبة الديمقراطية وهذا حسب منطقكم يخالف الشرع ويجب عدم طاعتها التمرد عليها ولكن في هذه الحالة يحدث العكس تماما –عكس ما حدث في غزة.
اعرف أن هذا الكلا م لا تستطيع فهمه لأنك لست سياسيا وهذه هي المصيبة والآفة التي تصيب الوهابيين وهي فصل الدين عن الدولة. تتركون العلمانيين والشيوعيين يتحكمون في مناهج حياتنا تحت مبررات لا اساس لها في الشرع ،تستدلون بالاية الكريمة - وأطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم -الا ترى كلمة منكم يجب ان يكون هذا الولي من جماعة المسلمين الذين يحتكمون الى الاسلام في جميع امور حياتهم وبدون استثناء وليس فقط في امور العقيدة والعبادة والااخلاق . وتكفرون كل من يسعى الى المشاركة في تصريف شؤون العباد بالشريعة الاسلامية .
يطرح احدهم سؤالا على الاخوان المسلمين الاخوان سيدخل فى عامه السبعون
ما هو الاهم فى نظرهم: الخروج على الحاكم ام الدعوة الى كلمة التوحيد
من خلال هذا السؤال يتبين مدى جهل السائل بأمور الشرع وبعلاقة الشريعة الاسلامية بأوضاع الناس مصادرهم التشريعية منبع ثقافتهم ،اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ،وكأن التوحيد لا علاقة له بهذه الأمور.
الدعوة إلى تحكيم شرع الله ليس خروجا عن طاعة ولي الأمر وليس احتقارا له بل واجب شرعي نصح به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم العباد على العمل به وفق الشرع وهذا جزء من توحيد الله عز وجل