عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2007-10-23, 12:07 AM
مجاهد مجاهد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-23
المشاركات: 141
افتراضي

ثالثًا: الطعن في شخصية النبي r<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أ – زعمهم انشغاله r بالنساء :<o:p></o:p>
يقول غوستاف لوبون: "وضعف محمد ( r ) الوحيد هو حبه الطارئ للنساء، وهو الذي اقتصر على زوجته الأولى حتى بلغ الخمسين من عمره، ولم يُخْفِ محمد ( r ) حبه للنساء، فقد قال: "حبب إليّ من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة".<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ولم يبال محمد بسن المرأة التي كان يتزوجها، فتزوج عائشة وهي بنت عشر سنوات، وتزوج ميمونة وهي في السنة الحادية والخمسين من عمرها.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وأطلق محمد العنان لذلك الحب، حتى إنه رأى اتفاقًا زوجة ابنه بالتبني وهي عارية، فوقع في قلبه منها شيء، فسرَّحها بعلُها، ليتزوجها محمد ( r ) فاغتم المسلمون، فأوحي إلى محمد r بواسطة جبريل الذي كان يتصل به يوميًا آيات تسوغ ذلك، فانقلب الانتقاد إلى سكوت"<SUP>(<SUP>[1]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ويقول جولد تسيهر في كتابه العقيدة والشريعة: "روي عنه r أنه قال: "إنما حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء" وأضيف إلى ذلك فيما بعد: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" وهذه الرواية وأمثالها تجعله بحق موضع اتهام خصومه الذين أخذوا عليه أنه لا يشتغل بغير النساء مما لا يتفق وصفة النبوة"<SUP>(<SUP>[2]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
يقول الله تعالى : ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ) [الكهف: 5].<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
يراد بذلك إحداث خلل في عقيدة المسلم وتشكيكه في نبيه r ورسالته، وذلك حسب أهوائهم وتصورهم البشري القاصر، ثم يكون هدم الفروع سهلاً عليهم، ولكن الله تعالى هيأ لحفظ هذا الدين رجالاً وعلماء استطاعوا بفضله جل وعلا أن يتصدوا لهؤلاء، يقول الله تعالى : ( يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) [إبراهيم: 27].<o:p></o:p>
والعداء لهذا الدين قديم منذ أن أرسل الله الأنبياء والرسل الأولى : ( وكذلك جعلنا لكل نبى عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً ) [الفرقان: 31].<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وللإجابة عن هذه الشبهة نقول:<o:p></o:p>
1 - إن الله تعالى أباح لنبيه r الزواج لأكثر من واحدة، وهذا شرع الله الذي نحن به مؤمنون أبدًا، وهذه عقيدة المؤمنين الصادقين عبر التاريخ الإسلامي الطويل من عهد النبوة إلى قيام الساعة، مهما تقوّل المبطلون، أو افترى الحاقدون، ولهذا الزواج في دين الإسلام حِكَمٌ وأسباب، تبيّن لنا بعضها وغاب عنا بعضها الآخر، من هذه الحكم التي نلمسها:<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أ – أن الرسول r يقول: "النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوَّجوا فإني مكاثِرٌ بكم الأمم. ومن كان ذا طول فلينكح ومن لم يجد فعليه بالصيام فإنَّ الصوم له وِجاء"<SUP>(<SUP>[3]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ب – تربية النفس على الطهارة والعفة بدلاً من إطلاق عنانها في دروب الرذيلة ومهاوي الخنا والفواحش، فربما احتاج الإنسان ليتزوج أكثر من واحدة؛ لحاجته إلى ذلك، فهناك من الرجال تكون غريزة الجنس عندهم قوية، لا يصبرون على واحدة فقط ولاسيما في حالات النفاس والحيض وغيرها، أو قد تكون الزوجة مريضة أو عقيمة، أو غير ذلك من الأسباب التي تدفع بالإنسان أن يتزوج بأخريات.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ج – زيادة عدد النساء وقلة عدد الرجال الذين تصيبهم المنية بأسبابها الكثيرة ولاسيما الحروب الطاحنة التي تعم أرجاء الأرض، وما تخلفه هذه الحروب من المآسي والكوارث البشرية من القتلى والمعاقين مما يقلل نسبة عدد الرجال وقدرة بعضهم على الزواج، فكان لزامًا أن يتزوج الرجل الواحد أكثر من واحدة، حتى لا تنحرف النساء العازبات عن السقوط في شراك الرذيلة والفاحشة.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
2 – إن الزواج بأكثر من واحدة كان جائزًا في جميع الشرائع السابقة<SUP>(<SUP>[4]</SUP>)</SUP>، كاليهودية والنصرانية التي ينتمي إليها معظم المستشرقين، مما يتبين لنا مما تكنه نفوس هؤلاء من حقد لنبينا محمد r.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
3 – فلينظر هؤلاء المستشرقون ومن سار على دربهم إلى الحقيقة الناصعة التي يتهربون منها في كتاباتهم ومحاضراتهم، ألا وهي السن الذي تزوج فيها الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام خديجة رضي الله عنها، وهو سن الشباب وقمة الطاقة والقوة الجسدية والجنسية، لو كان عنده أهواء جنسية لاختار من أجمل بنات العرب مالاً ونسبًا، وهو الشاب الأمين ومن نسب عريق وأصيل، إلا أن الله تعالى أراد أن يتزوج من خديجة التي كانت تكبره بخمس عشرة سنة، ليكون ذلك نقاء في صفحة حياته النقية أصلاً، ويكون صفعة في وجوه من أراد أن يثير حوله شبهة الشهوانية أو الهوى.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
4 – ثم إن مرحلة الشباب التي مرّ بها هذا النبي عليه الصلاة والسلام لتشهد له بما كان عليه من الفضائل والأخلاق من السلوك وصدق الحديث والأمانة وغيرها، حتى سمي بين قومه بالصادق الأمين. <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
5 – إن بيوت النبي r كانت بفضل زوجاته بمنـزلة مدارس تخرج المؤمنات الداعيات لهذا الدين، وكانت كل زوجة داعية وفقيهة تعلم النساء أحكام دينهن لقربهن من رسول الله r، فكانت النسوة يترددن إليهن، ويسألن عما يشكل عليهن من أمور الدين كحقوق الزوج وأحكام الطهارة والتحلي بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
6 – لو كان التعدد من الأمور الشهوانية والبهيمية لدى المسلمين لاستباح دين المسلمين إطلاق العنان لأبنائه بأن يسرحوا ويمرحوا في عالم الشهوة والهوى ومع أكبر عدد من النساء كما كانت عليه العرب في الجاهلية وبيوت الخنا التي كانت ترفرف على أبوابها أعلام الفاحشة والفجور، وكما نلاحظه في العصر الحالي من الإباحية المطلقة والبهيمية الجامحة التي ليس لها ضوابط ولا روادع، بل إن معظم بيوت الفاحشة في أوربا وغيرها عبارة عن مؤسسات لها حصانة قانونية، ولها الحرية التامة في الدعاية والإعلان حتى صارت مهنة وتجارة عالمية مربحة، ناهيك عن الدعم التي تجده هذه المؤسسات من القوى السياسية في تلك البلاد تحت راية الحريات الشخصية، حتى وصل بهم الحال أن يتزوج الرجال بالرجال، وصارت لهم منظمات ومراكز تعقد فيها عقود رسمية في المحاكم والدوائر الرسمية. <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أما عن نشاطات هذه المؤسسات والنوادي فهي قوية جدًا، ولديها قوة إعلامية هائلة للدعاية والترويج والربح، والشاهد على ذلك الفضائيات التي تبث في الليل والنهار الأفلام الجنسية بشتى الصور والأشكال، وشبكات الإنترنت التي صارت من أكبر الميادين الدعائية لها. وحسبنا أن نعلم أن هناك ما يقارب اثنين وعشرين مليون موقع جنسي على شبكات الإنترنت، عدا المحادثات المباشرة على مدار الساعة وبالعملات الصعبة.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
هذه هي البهيمية الحقيقية والغريزة الحيوانية الجامحة من غير ضوابط وأحكام التي أفسدت المجتمعات الإنسانية وأخرجتها من إنسانيتها، واستولت على عقول الناس وَلوَّثت صفاء العقول وبراءة النفوس بالشهوات والخبائث.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
والشيء الذي يأسف له القلب ويندى له الجبين أن هذه الثقافة الجنسية قد دخلت كثيرًا من البلاد الإسلامية وإن لم تكن على نحو رسمي ولكنها موجودة ولها تجارها وعملاؤها.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
7 – لم يكن من بين زوجات الرسول r بكر إلا عائشة رضي الله عنها، أما الأخريات فأرامل وثيبات، والعاقل يدرك أن زواجه عليه الصلاة والسلام بهؤلاء النساء رضوان الله عليهن لم يكن بدافع شهوة أو هوى في النفس، وإنما كان زواجه بكل واحدة منهن لقصة وحكمة: فمثلاً تزوج النبي r أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية وهي في الخامسة والخمسين بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، فهي مسنة وثيب، تقول عائشة رضي الله عنها: لما توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنه للنبي r: أي رسولَ الله ألا تتزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا. قال: من البكر؟ قالت: بنت أحبِّ الخلق إليك عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة آمنت بك واتبعتك. فاختار النبي r سودة حيث بقيت تعاني الوحدة بعد وفاة زوجها في مكة فخشي النبي r أن ترجع إلى مكة ويفتنها أهلها في دينها فتزوجها r ليحفظها ويستر عليها ويحميها من قومها الذين أسلم عدد كبير منهم بعد هذا الزواج. <o:p></o:p>
فإن النظر والإمعان في هذا الزواج فيه ما يرد كيد المغرضين والطاعنين في شخص النبي r الذي عرض عليه البكر والمسنة الثيب فاختار المسنة رفقًا بحالها وأنسًا لوحدتها وحفاظًا على دينها وعقيدتها.<o:p></o:p>
وأما زواجه عليه الصلاة والسلام بأم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها التي كانت من سبايا بني المصطلق، وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في قصة زواجها من النبي r: "وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو ابن عم له فكاتبت على نفسها وكانت امرأة ملاحة تأخذها العين قالت عائشة رضي الله عنها فجاءت تسأل رسول الله r في كتابتها فلما قامت على الباب فرأيتها كرهت مكانها، وعرفت أن رسول الله r سيرى منها مثل الذي رأيت فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث وإنما كان من أمري ما لا يخفى عليك، وإني وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، وإني كاتبت على نفسي، فجئتك أسألك في كتابتي. فقال رسول الله r: فهل لك إلى ما هو خير منه. قالت: وما هو يا رسول الله قال أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. قالت: قد فعلت. قالت: فتسامع تعني الناس أن رسول الله r قد تزوج جويرية فأرسلوا ما في أيديهم من السبي فأعتقوهم وقالوا: أصهار رسول الله r، فما رأينا امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، أعتق في سببها مائة أهل بيت من بني المصطلق"<SUP>(<SUP>[5]</SUP>)</SUP>. <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وقد كان هذا الزواج سببًا في دخول بني المصطلق في الإسلام بعد معاداة طويلة على الإسلام ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام. وهذا وحده كاف لمعرفة الحكمة من زواج النبي r بذلك العدد من النساء.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وسائر الزوجات الأخريات رضوان الله عليهن أيضًا كان لكل واحدة منهن شأن ديني ومصلحة دعوية، أو عطف إنساني، أو أمرٌ رباني.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
8- أما بالنسبة للحديث الذي يذكره هؤلاء المستشرقين "حبب إليَّ من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة" فإن كلمة
( ثلاث ) زيادة لم ترد في رواية من الروايات التي أوردها الإمام أحمد والنسائي، وجملة ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) من أصل الحديث وليست مضافة إلى الرواية فيما بعد كما يدعون، وهذا يدل على عدم دقتهم في البحث والتحري، وفيما يلي سرد لجميع روايات هذا الحديث ليتبين الحق من الباطل، ويعلم العقلاء والمنصفون حقيقة دعاوى هؤلاء المستشرقين:<o:p></o:p>

عن أنس قال: قال رسول الله r:" حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة<SUP>([6])</SUP> ". وفي رواية أخرى:" حبب إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة "<SUP>([7])</SUP>.<o:p></o:p>
وجاء الحديث في ثلاث روايات للإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه: أن النبي r قال:" حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في
الصلاة "
<SUP>([8])</SUP>.<o:p></o:p>
وفي أخرى:" حبب إلي النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة "<SUP>([9])</SUP> بدون "من الدنيا".<o:p></o:p>
ثم بعد ذلك نقول: هلاّ أتوا بالمصدر الذي اقتبسوا منه هذا الحديث وأن جملة " وجعلت قرة عيني في الصلاة " أضيفت إليه فيما بعد أو أنه عبارة عن تشويش فحسب؟!<o:p></o:p>

<HR align=right width="33%" SIZE=1>([1]) حضارة الغرب، غوستاف لوبون، ص142.<o:p></o:p>

([2]) موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية، الأمين الصادق الأمين 1/524.<o:p></o:p>

([3]) سنن ابن ماجه، رقم 1846، ص264.<o:p></o:p>

([4]) تعدد الزوجات إعجاز تشريعي يوقف المد الاستشراقي، محمد بن شتى أبو سعد، ص121.<o:p></o:p>

([5]) سنن أبي داود، برقم3931، ص558.<o:p></o:p>

(([6] سنن النسائي ، رقم 3391، ص469.<o:p></o:p>

(([7] سنن النسائي ، رقم 3392، ص469.<o:p></o:p>

(([8] مسند أحمد ، باقي مسند المكثرين.<o:p></o:p>

(([9] مسند أحمد ، باقي مسند المكثرين.<o:p></o:p>
رد مع اقتباس