الأيام الأخيرة في حياة
عليّ بن أبي طالب
137- علي يدعو الله بالشهادة
عن جندب قال : ازدحموا على علي حتى وطئوا على رجله فقال : إني قد مللتهم وملوني , وأبغضتهم وأبغضوني , فأرحني منهم وأرحهم مني . وفي رواية أخرى عن أبي صالح قال : شهدت علياً وضع المصحف على رأسه حتى تقعقع الورق فقال : اللهم إني سألتهم ما فيه فمنعوني , اللهم إني قد مللتهم وملوني , وأبغضتهم وأبغضوني , وحملوني على غير أخلاقي , فأبدلهم بي شراً مني , وأبدلني بهم خيرا ً ومث قلوبهم ميثة الملح في الماء .
138- رؤيا علي للنبي
قال علي رضي الله عنه : إن رسول الله سنح لي الليلة في منامي , فقلت : يا رسول الله ماذا ألقيت من أمتك من الأود واللدد ؟ قال : ادع عليهم , قلت : اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم , وأبدلهم من هو أشر مني لهم , فخرج فضربه الرجل .
139- استشهاد علي
قال محمد ابن الحنيفة : كنت و الله إني لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها علي في المسجد الأعظم في رجال كثير من أهل المصر يصلون قريباً من السدة , ما هم إلا قيام وركوع وسجود وما يسأمون من أول الليل إلى آخره , إذ خرج علي لصلاة الغداة , فجعل ينادي : أيها الناس , الصلاة , الصلاة , فما أدرى أخرج من السدة فتكلم بهذه الكلمات أم لا فنظرت إلى بريق , وسمعت : الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك , فرأيت سيفاً ثم رأيت ثانياً , ثم سمعت علياً يقول : لا يفوتنكم الرجل , وشد الناس عليه من كل جانب . قال : فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم وأدخل على علي فدخلت فيمن دخل من الناس , فسمعت علياً يقول : النفس بالنفس , أنا إن مت فاقتلوه كما قتلني , وإن بقيت رأيت فيه رأيي .
140- ضربة قاضية
لما ضرب ابن ملجم علي دخل الناس على الحسن فزعين فبينما هم عنده وابن ملجم مكتوف بين يديه إذ نادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي : أي عدو الله , لا بأس على أبي , و الله مخزيك , قال : فعلى من تبكي ؟ و الله لقد اشتريته بألف , وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة على جميع أهل المصر ما بقى منهم أحد .
141- أعهد عهدك فإنك ميت
عن عبد الله بن مالك , قال : جُمع الأطباء لعلي رضي الله عنه يوم جُرح , وكان أبصرهم بالطب أثير بن عمر السكوني و كان صاحب كسرى يتطبب , فأخذ أثير رئة شاه حارة , فتتبع عرقا ً منها , فاستخرجه فأدخل في جراحة علي , ثم نفخ العرق فاستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ , وإذا الضربة قد وصلت إلى رأسه , فقال : يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت .
142- ماذا يفعل بقاتله ؟
قال علي بعد أن طعنه ابن ملجم : أطعموه واسقوه وأحسنوا إساره , فإن صححت فأنا ولي دمي أعفو إن شئت وإن شئت استقدت .
143- وصيته لبني عبد المطلب
قال علي بن أبي طالب : يا بني عبد المطلب , لا ألفينكم تخوضون في دماء المسلمين تقولون : قتل أمير المؤمنين , ألا لا يقتلن ( يعني ابن ملجم ) انظر يا حسن إن مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة , ولا تمثل بالرجل , فإني سمعت رسول الله يقول : (( إياكم و المثلة و لو أنها بالكلب العقور )) .
144- استقبال معاوية لخبر مقتل عليّ
لما جاء خبر مقتل علي إلى معاوية جعل يبكي , فقالت له امرأته : أتبكيه وقد قاتلته ؟ فقال : ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل و الفقه و العلم .
145- رؤيا عمر بن عبد العزيز
عن عمر بن عبد العزيز قال : رأيت رسول الله في المنام وأبو بكر و عمر جالسان عنده , فسلمت عليه وجلست , فبينما أنا جالس إذ أتى بعلي ومعاوية فأدخلا بيتاً وأجيف الباب ( أغلق ) وأنا أنظر , فما كان بأسرع من أن خرج علي وهو يقول : قضي لي ورب الكعبة , ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية و هو يقول : غفر لي ورب الكعبة .
146- الحسن البصري يصف عليا
سئل الحسن البصري عن علي بن أبي طالب , فقال : كان علي و الله سهماً صائبا ً من مرامي الله على عدوه , ورباني هذه الأمة وذا فضلها , و ذا سابقتها , و ذا قرابتها من رسول الله لم يكن بالنوامة عن أمر الله ولا بالملومة في دين الله ولا بالسروقة لمال الله , أعطى القرآن عزائمه , ففاز منه برياض مونقة ذلك علي بن أبي طالب .
147- علي يزين الخلافة
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كنت بين يدي أبي جالساً ذات يوم , فجاءت طائفة من الكرخيين فذكروا خلافة أبى بكر و خلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان فأكثروا وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا , فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء , قد أكثرتم القوم في علي و الخلافة وعلى أتحسبون أن الخلافة تزين علياً ؟ بل زينها علي .
148- فا دخلك بينهما
عن أبي زرعة الرازي أنه قال له رجل : إني أبغض معاوية فقال له : ولِم ؟ قال : لأنه قاتل علياً , فقال أبو زرعة : ويحك إن رب معاوية رحيم , وخصم معاوية خصم كريم , فأيش دخولك بينهما ؟
149- خطبة الحسن بعد مقتل أبيه
خطب الحسن بن علي رضي الله عنه فقال : لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون ولا أدركه الآخرون , وإن كان رسول الله ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف .
150- غسله وكفنه
تولى غسل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر رضوان الله عليهم وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص , وصلى عليه الحسن بن علي رضي الله عنهما , فكبر أربع تكبيرات .