عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2010-08-22, 03:19 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي

النسخ من حيث اللغة له معنيان :
الأول : بمعنى الإزالة.
الثانى : بمعنى استخراج نسخة أخرى.
وقد جاء المعنيان فى القرآن.
الإزالة كما فى قوله تعالى : مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) [ البقرة ]
الاستنساخ كما فى قوله تعالى : هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) [ الجاثية ]
وأهل الشرائع فى مسألة الاستنساخ على ضربين :
الأول : يقولون بالنسخ ، وهم القلة وهم أهل الحق فى هذا. ومن هؤلاء أهل السنة والجماعة فى الإسلام ، وبعض فرق اليهود ، وأظنهم - على ما أذكر - فرقة العيسوية.
الثانى : يقولون بعدمه. وحجة هؤلاء داحضة ، وشبهتهم فى هذا أن النسخ يعنى البداء ، أى أن الله قد بدا له أمر ما ثم غيره وهذا لا يجوز على الله. وهذه شبهة مردودة.
وهؤلاء كثيرون ، أغلبهم عامة اليهود والنصارى وبعض فرق المسلمين كالمعتزلة.
ورد الشبهة أن الله عندما ينسخ حكماً تكليفياً ، فليس معناه أنه يبدو له شئ جديد ، أو أنه علم شئ كان يجهله فى السابق ، حاشا لله ، ولكن معناه أن الله سبحانه وتعالى يشرع للعباد ما يناسبهم حسب حالهم هم ، وليس حسب علمه هو!!!
وهذه نقطة خطيرة جداً يجب أن نعيها. فالنسخ متعلق بحال المكلفين - أى العباد - وليس بعلم الله سبحانه وتعالى.
فعلم الله مطلق ، يعلم ما كان ( فى الماضى ) وما يكون ( فى الحاضر ) وما سيكون ( فى المستقبل ) وما لم يكن ، لو كان كيف يكون ( علم المستحيلات ).
وأدلة النسخ فى القرآن كثيرة جداً ، بعضها ظاهر منصوص ، وبعضها مفهوم محسوس ، وقد صنف العلماء فيه تصانيف كثيرة ،مثل أبى جعفر النحاس ، وابن حزم الظاهرى وغيرهما ، ومنهم من توسع فيه ومنهم من اقتصد ، فمن أصاب فنحتسب له أجرين عند الله ، ومن أخطأ نحتسب له أجر واحد إن شاء الله.
وقد أقر أصحاب النبى بالنسخ سواء فى القرآن أو السنة فى مواضع كثيرة وبأسنانيد صحيحة لا مجال للطعن فيها بسبب بعض الشبهات العقلية عند ضعاف العلم. ولا شك أن قول الصحابة حجة فى هذا الباب لأنهم عاينوا نزول الوحى.
والنسخ إجمالاً على ضربين :
1- نسخ فى النص.
2- نسخ فى الحكم.
ومن هذين الصنفين نخرج بثلاثة أصناف على النحو التالى :
1- ما نسخ نصه وحكمه على السواء.
2- ما نسخ نصه وبقى حكمه.
3- ما نسخ حكمه وبقى نصه.
والأمر الرابع طبعاً وهو ما بقى نصه وحكمه فهو خارج عن موضوع الحوار.
وهناك التقاء وافتراق بين مواضع النسخ اللفظى والحكمى. فنسخ الحكم لا يكون إلا فى الأحاكم ( الأوامر والنواهِ ) أما نسخ النص فيكون فى كل شئ : الأوامر والنواهى والقصص وخلافه.
والوحيان ( القرآن والسنة ) ينسخ كلاهما الآخر. كما ورد عن أصحاب النبى ولا يلتفت لمن دونهم ، فشبههم مجرد ترهات عقلية أو قل لا عقلية بالمرة.
وإلى هنا أرى فى نفسى حسن التوقف ، حتى يتجه الحوار للوجه المطلوبة بناءً على توجيهكم الكريم له.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس