عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2010-09-02, 11:59 PM
سكون الأثير سكون الأثير غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-16
المشاركات: 1,031
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنظر لهذا الرد

قال المازري‏:‏
والعجب ممن يظن هذا الذي وقع من المرض بسبب السحر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قادحا في رسالته مع ما هو صريح في القرآن في قصة موسى مع سحرة فرعون ، حيث صار يخيل إليه من سحرهم أن عصيهم تسعى فثبته الله كما دل عليه
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( إن الذي أصابه هو مرض من الأمراض ، من جنس الأسقام والأمراض الأخرى المعتادة ، التي أصابته صلى الله عليه وسلم وشفاه الله منها ، ولا تقدح في نبوته ، لأنه بشر يجوز عليه ما يجوز على البشر من الأمراض ، مثل إغمائه صلى الله عليه وسلم في مرضه ، وإصابته ، في غزوة أحد... الخ ، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من صدقه ، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ) ( زاد المسلم – 4 / 22 )


وقال أيضا : ( ولا عيب ولا نقص بوجه ما في ذلك ، فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعة في درجاته ، ونيل كرامته ، وأشد الناس بلاء الأنبياء فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل ، والضرب ، والشتم ، والحبس ، فليس ببدع أن يبتلى صلى الله عليه وسلم من بعض أعدائه بالسحر ، كما ابتلى بالذي رماه فشجه ، وبالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد وغير ذلك ) ( بدائع الفوائد – ص 224 ) 0

وقال : ( وهذا المرض " السحر " لا ينافي حماية الله لأنبيائه ، فإنه سبحانه وتعالى كما يحميهم ويصونهم ويتولاهم ، فيبتليهم بما شاء من أذى الكفار ليستوجبوا كمال كرامته ، وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم ، وخلفائهم إذا أوذوا من الناس ، فرأوا ما جرى على الرسل والأنبياء فصبروا ، ورضوا وتأسوا بهم ، ولتمتلئ صاع الكفار ، فيستوجبون ما أعد لهم من النكال العاجل ، والعقوبة الآجلة ، فيسحقهم بسبب بغيهم ، وعداوتهم ، فيعجل تطهير الأرض منهم ، فهذا من بعض حكمته تعالى في ابتلاء أنبيائه ورسله بإيذاء أقوامهم ) ( بدائع الفوائد – ص 226 ) 0


* قال الحافظ بن حجر : ( وهذه - يعني ما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سحر وتأثير - من أمور الدنيا التي لم يبعث من أجلها ، فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض ) ( فتح الباري – 10 / 227 ) 0

* قال القاضي عياض : ( وهكذا سائر أنبيائه تعالى بين مبتل ، ومعافى ، وذلك من تمام حكمته ليظهر شرفهم في هذه المقامات أي في أحوالهم المتغيرة ، والمتفاوتة فيها الحالات وليبين أمرهم ، ويتم كلمته فيهم ، وليحقق بامتحانهم بشريتهم وهذه الطوارئ إنما تختص بأجسامهم البشرية ، وأما بواطنهم فمنزهة غالبا عن ذلك ، معصومة منه ، متعلقة بالملأ الأعلى والملائكة ، لأخذها عنهم ، وتلقيها الوحي منهم ) ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى - 2 / 863 ، 864 ) 0

وقال : ( فإن قلت : فقد جاءت الأخبار الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم سحر ، كما في صحيح البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله ) 0
وإذا كان هذا من التباس الأمر على المسحور ، فكيف حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ؟ وكيف جاز عليه وهو معصوم ؟ فاعلم - وفقنا الله وإياك - أن هذا الحديث صحيح متفق عليه ، وقد نزه الله الشرع والنبي صلى الله عليه وسلم عما يدخل في أمره لبسا ، وإنما السحر مرض من الأمراض ، وعارض من العلل ، ويجوز عليه كأنواع المرض مما لا ينكر ، ولا يقدح في نبوته ، وأما ما ورد أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولا يفعله ، فليس في هذا ما يدخل عليه داخله في شيء من تبليغه أو شريعته ، أو يقدح في صدقه ، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ، وإنما هذا فيما يجوز طروءه عليه في أمر دنياه التي لم يبعث بسببها ، ولا فضل لأجلها ، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له ثم ينجلي عنه كما كان 0
وقد قيل : أن المراد بالحديث أنه كان يتخيل الشيء أنه فعله وما فعله ، لكنه تخيل لا يعتقد صحته ، فتكون اعتقاداته كلها على السداد ، وأقواله على الصحة 0
وكذلك أقول : إنه في هذه الأحوال كلها من وصب ومرض وسحر وغضب ، لم يجز على باطنه ما يخل به ، ولا فاض على لسانه وجوارحه ما لا يليق به ، كما يعتري غيره من البشر ) ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى – 2 / 865 ) 0

وقال أيضا : ( فغير بعيد أن يخيل إليه من أمور الدنيا ما لا حقيقة له ، ثم ينجلي عنه كما كان ، ولم يأت في خبر أنه نقل عنه في ذلك قول بخلاف ما كان أخبر إنه فعله ، ولم يفعله ، وإنما كانت خواطر وتخيلات ) ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى – 2 / 867 ) 0


الحديث

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن سحر الرسول ومن الذي سحره ؟

فأجاب -–حفظه الله - : ( ثبت في الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال : " يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ، فقال : مطبوب 0 قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم 0 قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف طلعة نخلة ذكر 0 قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان " فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال : " يا عائشة : كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين " قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته 0 قال : قد عافاني الله فكرهت أن أثير على الناس فيه شراً " فأمر بها فدفنت 0 وفي رواية في الصحيح عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، قال سفيان : وهو ابن عيينة الراوي : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا ، فذكر الحديث ، وفيه : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه 0 وفيه فقلت : أفلا تنشرت ؟ فقال : أما الله فقد شفاني 00 الخ 0 ورواه البخاري في الأدب ، وفيه قالت : مكث النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي النساء ولا يأتي 00 الخ ، ومنه يعلم أن السحر أثر فيه نوع مرض فيما يتعلق بالنساء ، وأن الذي سحره رجل من بني زريق ، يقال له : لبيد بن الأعصم ، وهو من الخزرج ، ولكنه حليف لليهود ، وقد روي أنه أسلم نفاقاً ، وذكر أنه عمل السحر بأمر من اليهود ، وكان ذلك لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية ، وبعد أن دخلت سنة سبع ، وأن اليهود جعلوا له ثلاثة دنانير ، وفي رواية فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف فعفا عنه ، وفي رواية فقال له : ما حملك على هذا ، قال : حب الدنانير ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة )

ويقول الدكتور عمر الأشقر – حفظه الله - في الرد على أصحاب هذا الاتجاه :

-ادعاؤهم أن هذا الحديث يقدح في مقام النبوة ، وينافي العصمة فهو غير صحيح ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم بالإجماع من كل ما يؤثر خللا في التبليغ والتشريع ، وأما بالنسبة إلى الأعراض البشرية كأنواع الأمراض والآلام ونحو ذلك ، فالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يعتريهم من ذلك ما يعتري البشر .
- دعواهم أن السحر من عمل الشيطان ، والشيطان لا سلطان له على عباد الله ، نقول : إن المراد بقوله : ( إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلطَانٌ ) ( سورة الحجر – الآية 42 ) أي في الإغواء والإضلال ، أما إصابة الشيطان العبد الصالح في بدنه فالآيات لا تنفيها وقد جاء في القرآن ما يدل على إمكان وقوعها ، كما حصل لأيوب وموسى - عليهما السلام -
- أما دعواهم أن هذا الحديث مناقض للقرآن مصدق لمزاعم المشركين الذين زعموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم رجل مسحور فأكذبهم القرآن في ذلك .
فالجواب عن هذا الزعم أن هذا الحديث موافق للقرآن لو تدبروا ، موسى - عليه السلام - من أولي العزم من الرسل ، وقد خيل إليه عندما ألقى السحرة عصيهم : ( أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ) ( سورة طه – الآية 66 ، 67 ) 0
فهذا القرآن الكريم يدل صراحة على أن السحر قد يؤثر في الأنبياء ) ( عالم السحر والشعوذة – بتصرف واختصار - 181 ، 187 )

قول العلامة ابن باز رحمه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فقد ثبت في الحديث الصحيح أن هذا السحر وقع في المدينة ، عندما استقر الوحي واستقرت الرسالة ، وبعد أن قامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم ، تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له سحراً في مشط ومشاطة وجب طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ، لكن لم يَزَل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيما يحدث به الناس ، واستمر يكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ، لكنه أحس بشيء أثَّر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة رضي الله عنها :" إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه " وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء وقال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي ، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها .
أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام ، بل أصابه شيء من ذلك ، فقد جُرح يوم أحد ، وكُسرت البيضة على رأسه ، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر ، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل ، ومما كتبه الله عليه ، ورفع الله به درجاته ، وأعلى به مقامه ، وضاعف به حسناته ، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة ، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم . والحمد لله رب العالمين .


انظر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( 8/ 149 ).


طبعاً الرد منقول

و قد ورد في كتب الشيعة أيضاً مايفيد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد تعرض له يهودي بالسحر وذكر في بحار الأنوار إجماع أهل العلم على ذلك
__________________
ياميسر كل أمر عسير يسر لي آمري فـ إن تيسير العسير عليك يسير
رد مع اقتباس