عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-09-12, 01:24 PM
ناصر الأسلام ناصر الأسلام غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-02
المكان: السعوديه
المشاركات: 407
افتراضي ماذا بعد الصحوه؟؟؟





الوصية الأولى : ( شكر الله على نعمة الهداية )

الهداية للحق نعمة.. يمن الله بها على بعض الخلق دون بعض قال تعالى:(فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ) [الأعراف : 30]



فعلى المؤمن :

1- أن يكثر من شكر الله على هذه النعمة قال تعالى:( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) الأعراف 43

2- أن يسأل الله الثباتِ على هذه النعمة قال تعالى : ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )

3- أن يتأمل في حال المحرومين من هذه النعمة، فلن يعرف المؤمن قدر هذه النعمة حتى يتأمل في حال المحرومين من هذه النعمة , تأمل أحوال هؤلاء المساكين من حولك ، ترى أحوالهم تثير الشفقة:

- فهذا مهمل للقرآن ، شديد الحرص على حفظ قصائد النعي والعويل .

- وهذا مهمل لصلاة الجماعة ، شديد الحرص على المشاركة في كل المأتم والموالد .

- وهذا مهمل للزكاة ، شديد الحرص على دفع خمس ماله لفلان وعلان وإن كان القرآن أوجبه في أموال الكفار فقط .

- وهذا مهمل للتمتع بزوجته ، شديد الحرص على التمتع بالأخريات ، تاركاً زوجته تعاني الحرمان بدعوى جواز المتعة !
تأمل حال هؤلاء تجدهم في شقاء وضيق ، في حيرة واضطراب ، يصارع أحدهم نفسه لما يعانيه من ضلال فكري ، وانحراف عقدي ، وشقاء بدعي ، فلن تعرف قدر نعمة الله عليك حتى تتأمل حال هؤلاء .



الوصية الثانية : ( الإخلاص )
على المسلم أن يجتهد في إخلاص نيته لله ، وأن يتخلص من كل المقاصد الدنيوية

فالإخلاص أصل قبول الأعمال لأن :

1- القليل مع الإخلاص كثيـــــــــر :
قال r : لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم ، الله
أكبر قطع شجرة مع إخلاص كان سبباً لدخوله الجنة .

2- والكثير بلا إخــلاص هبـــــــاء :
قال تعالى (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً )
هؤلاء أكثروا من الطاعات بلا إخلاص فجعلها الله (هباءً
منثوراً). قال r : يؤتى يوم القيامة برجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ، فيقال له فما عملت؟ قال تعلمت العلم وعلمته،
وقرأت فيك القرآن قال: كذبت

ولكن تعلمت ليقال عالم ، وقرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار " رواه مسلم.


الوصية الثالثة : ( التأني والحكمة )

النبي r لما بعث تدرج في دعوته ، فدعا للتوحيد أولاً ، ثم من قبل التوحيد دعاه للصلاة ، ثم للصيام حتى يسهل على الآخرين قبول الحق الذي معه ، فعليك أخي الحبيب أن تتدرج في التعامل مع الآخرين ، وأن تراعي أحوالهم ليسهل عليهم قبول ما معك من الحق ، أو على أقل تقدير لا يتشددون في معارضتك والتضييق عليك واعلم أن السائرين في طريق الهداية صنفان :

الصنف الأول / صنف متعجل مثير تصادمي .
فهذا يؤذي نفسه ويؤذي الآخرين ، فيبغضونه ويبغضون الحق الذي معه ، وإن تمادى كادوا له وتأمروا عليه ،
فهذا وللأسف الشديد ينفر من الحق !

الصنف الثاني / حكيم متأني .
يتعلم العقيدة الصحيحة بأدلتها . ويتعلم الطهارة والصلاة وسائر العبادات .

يصلح نفسه بتصحيح العلاقة مع ربه .

يبحث له عن صحبة صالحه تعينه على الحق .

يبحث عمن يثق في دينه وعلمه ليسأله عما يشكل عليه ، ويستشيره فيما يشق عليه .

يسعى لإصلاح الآخرين بعلم وحكمة وتأني ويحرص على التعامل بالحسنى لأنه أول خطوات الدعوة .

يصبر على ما يجد من مشاق ومتاعب .

الوصية الرابعة : ( التمسك بخطوات النجاة )

قال تعالى ( وَالْعَصْرِ () إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ () إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) سورة العصر
أقسم سبحانه بخسران الجميع ، ثم استثنى صنف واحد وصفه بصفا أربع هي : (الَّذِينَ آمَنُوا ) و ( عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) و ( تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) و ( تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )

فعلى كل مسلم أن يتمسك بهذه الخطوات الأربع إن أراد النجاة من الخسران.


1- ( الإيمان ) :
فأصول الاعتقاد الثابتة بالقرآن المحكم و السنة الصحيحة المحكمة ستة ، وعن هذه الأصول تتفرع كل قضايا العقيدة قال تعالى ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ..... الآية ) (البقرة:177)

قال r لجبريل عندما سأله عن الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره " رواه مسلم
فعلا كل مسلم أن يتعلم أركان الإيمان ، وشروط الإيمان ، ونو اقض الإيمان حتى يكتسب إيمانه قوة ورسوخاً .

فـأركان الإيمان ستة هي :
ـ الإيمان بالله .
ـ الإيمان باليوم الآخر .
ـ الإيمان بالملائكة .
ـ الإيمان بالرسل .
ـ الإيمان بالكتب .
ـ الإيمان بالقدر .

و شروط ( لا إله إلا الله ) سبعة هي : ( العلم ـ اليقين ـ القبول ـ الانقياد ـ الصدق ـ المحبة ـ الإخلاص )

و نواقض الإيمان خطيرة

قال تعالى ( لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) هؤلاء خرجوا من الإيمان بكلمة قــالوها ، فــرب كلمة أو فعـــل تخرج صاحبها من الإسلام والعياذ بالله ، فكما أن الطهــارة تزول بوجود أحد النــــواقض ، فكذلك التوحيد يزول بوجود أحد النواقض والعياذ بالله ، فعلى كل مسلم أن يحذر من نواقض الإيمان وأشهرها عشرة هي :

1- الشرك في عبادة الله .
2- من جعل بينه ويبن الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم .
3- من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم .
4- من اعتقد أن هدي غير النبي r أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه .
5- من ابغض شيئا مما جاء به الرسول r ولو عمل به .
6- من استهزأ بشي ء من دين الرسول r أو ثوابه أو عقابه .
7- السحر .
8- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين .
9- من اعتقد إن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد r .
10- الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به .


2- ( وعملوا الصالحات ) :
لا يكتمل إيمان المسلم إلا بأداء الطاعات ولذا قرن الله عز وجل الإيمان وبالعمل الصالح في آيات كثيرة

وقال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (المائدة:9)

وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ...... الآية ) (يونس:9)


وقال تعالى ( رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) (الطلاق:11)
فقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) (لقمان:8)

من حافظ على الطاعات غفر له ، من حافظ على الطاعات أخرج من الظلمات إلى النور ، من حافظ على الطاعات هداه الله ، من حافظ على الطاعات أدخل الجنة . فاحرص رعاك الله على فعل الطاعات كما شرعها الله عزوجل .


3- ( وتواصوا بالحق ) :
( التواصي ) أي دعوة الآخرين للحق الذي تعلمته .
وقفات مع الدعوة .

1- أخر الرب عز وجل الدعوة فجعلها الخطوة الثالثة فلا تستعجل في الدعوة .
2- أصلح نفسك قبل التفكير في إصلاح الآخرين فابدأ ببناء نفسك فتعلم واعمل .
3- تعلم أساليب الدعوة وأصولها .
4- ابذل للدعوة واصبر على ما يصيبك .


4- ( وتواصوا بالصبر ) :
واعلم رحمك الله :
- أن تعلم الدين الحق يحتاج إلى صبر .
- أن عمل الطاعات وهجر المنكرات يحتاج إلى صبر .
- أن دعوة الآخرين تحتاج إلى صبر .
لهذا ختم الرب عز وجل وصاياه بهذه الوصية المهمة لأن تطبيق المسلم للخطوات الثلاث السابقة يحتاج إلى صبر ، كما أن المسلم في طريق الحق لا بد وأن يجد من يعارضه ، أو يؤذيه أو يستهزئ به .


تنبيه :
أقسم الرب عز وجل بخسران الناس جميعاً فقال ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ولم يستثني الرب عز وجل من الخسارة إلا من التزم بهذه الأصول الأربعة :
· التعلم
· العمل
· الدعوة
· الصبر

__________________

رد مع اقتباس