[ابو هديل]

.
.
.
.
.
.
.



عبد الله بن عباس

.
.
.
.
.
.


عن أبي جعفر (ع) قال قال أبو جعفر (ع) لعبد الله بن عباس يا بن عباس أنشدك الله هل في حكم الله تعالى اختلاف؟ قال: فقال:لا، قال فما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت فذهبت و أتى رجل آخر فأطار كف يده و أتي به إليكو أنت قاض كيف أنت صانع؟ قال: أقول لهذا القاطع: أعطه دية كف و أقول لهذا المقطوع:صالحه على ما شئت أو ابعث لهما ذوي عدل فقال له: جاء الاختلاف في حكم الله نقضت القول الأول أبى الله أن يحدث في خلقه شي‌ء من الحدود و ليس تفسيره في الأرض اقطعيد قاطع الكف أصلا، ثمَّ أعطه دية الأصابع هكذا حكم الله عز و جل.
و الحديث طويل ذكره الكليني في باب (إنا أنزلناه) وحـكـم بصحته [1]، و عمل بهذا المضمون أصحابنا و ليس لهم خبر إلا هذا. [2]، و لهذا ترى شيخ الطائفة -الطوسي- أنه لم يرد أمثالها من الأخبار لأنه كان عالما بذلك فتنبه لذلك [3]، ولا نحتاج لمعرفة بن عباس فالتوقف فيه أولى ؛ والظاهر أن ما رواه أصحابنا عنه في أمير المؤمنين (ع) كان بمجرد الرد على العامة حيث يعتقدون جلالته وثقته. [4]
.
.
.
.
.
.
.


قال المازندراني: (واعلم أن عبد الله بن عباس كان في بداية الحال من أهل الأمانة والديانة عند أمير المؤمنين (ع) ثم تغيرت حاله وذهبت أمانته وفسدت ديانته وذمه (ع) في مواضع عديدة). وقال: قوله (فاستضحكت) سبب الضحك أن اندراج ابن عباس في آية (إنما المؤمنون إخوة) يتوقف على كونه مؤمنا وأنه بعقيدته الفاسدة خرج عن حد الإيمان فيرد عليه المثل المشهور: ثبت العرش ثم انقش). وقال: (منشأ الضحك هو أن ابن عباس لكمال سخافته). وقال: (الغرض منه حمل ابن عباس على الإقرار بأنه كاذب). [5]
.
.
.
.
.
.
.


قال الكاشاني: قوله (ع) : صدقت؛ صدقه على سبيل التهكم بإبن عباس. [6]
.
.
.
.
.
.
.

قال التبريزي في الهدايا لشيعة أئمة الهدى: قوله (ع) صدقت؛ تصديق لابن عباس بإقراره بأن هذه الآية تشمل غير الأئمة (ع) أيضاً وهو شيعتهم ، وابن عبـــــــــاس ليس منهم ؛ فشمول الآية لهم (ع) حقيقة، ولشيعتهم حكماً). و قال: (صدقه تهكماً). [7]
.
.
.
.
.
.
.

قال البحراني في هدي العقول: (وابن عباس كان في أول أمره من أهل الولاية ثم تغيّر حاله وأنقلب ؛ كما ذكر ذلك المازندراني وغيــره, وما ورد هنا في ذمه من إنكار بقاء ليلة القدر وغيره لا خفاء فيه, وكذا ما فيه من المفاسد؛ فهو يوجب إنكار ولاية عليّ وما لعله يدعيها لنفسه). وقال: (لو كان الإمام صدقه لقال : صدقت وأنت يا بن عباس داخل في الآية لا أن يستضحك ويقول فيه ما سيأتي). وقال: (وقول بن عباس (وما أعلمك بذلك؟) لعله ينكر علم الإمام بما في الضمائر والغيب وما يحدث من الملائكة في عالم الكون كما أنكر غيره). وقال: (ثم ألزمه الامام بكذب قوله بقوله (فهل حكم الله؟) فقال بن عباس: لا؛ فيكون ما حكم به بن عباس ليس حكم الله فتعين كذبه). [8]
.
.
.
.
.
.
.

وقال السبزواري: ينبغي أن يستشم من هذه الفقرة قـدح فـي ابن عباس لأنّ الحذر لا يستعمل غالباً إلاّ مع وجود المقتضى فتأمّل. [9]
.
.
.
.
.
.
.

عن أبي جعفر (ع) قال قال أمير المؤمنين (ع) : (اللهم العن ابني فلان ، وأعم أبصارهما ، كما عميت قلوبهما الاجلين في رقبتي واجعل عمى أبصارهما دليلا على عمى قلوبهما).
ابني فــــــــــلان : كناية عن عبد الله بن عباس و عبيد الله بن عباس. [10]
.
.
.
.
.
.
.


الشيخ العلامة المحقق ياسر الحبيب: عبد الله بن عباس هو الذي حرض ابن ملجم. [11]

.
.
.
.
.
.
.


_____________
.
.
.
.
.
.
.


[1] الكافي - الكليني 1/ 247 - وقال المجلسي في مرآة العقول ج3 ص62 : (فلو لم يكن هذا الكتاب معتبرا عنده لما تصدى لروايته والشواهد على صحته عندي كثيرة).
وممن قال بوثاقة الراوي : (الحائري في منتهى المقال ج2 ص401 و 402 والبهبهاني في التعليقة على منهج المقال ص124).

[2] روضة المتقين - محمد تقى مجلسي 10/ 391

[3] المصدر السابق 14/ 352

[4] المصدر السابق 14/ 384

[5] شرح أصول الكافي - المازندراني 6/ 4 - 7

[6] الوافي - الكاشاني 2/ 44

[7] الهدايا لشيعة أئمة الهدى - التبريزي 3/ 282 - 283

[8] هدي العقول - البحراني 8/ 83 - 86

[9] التعليق على كتاب بحار الأنوار - السبزواري 2/ 201

[10] رجال الكشي - الكشي ص35 برقم 102 و ص113 برقم 180 ؛ التعليقة على إختيار معرفة الرجال - الأسترآبادي 1/ 269 - 270

[11] الليالي الرمضانية 1439 هـ (20) - الشيخ العلامة المحقق ياسر الحبيب www. youtube. com