عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 2013-04-10, 04:41 PM
youssefnour youssefnour غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-30
المكان: مصر/الأسكندريه
المشاركات: 586
افتراضي

الأخ الكريم أحمد الجزائري
من فضلك كن صبوراً قليلا ، فالرد سيكون طويلا بعض الشيئ لأننى أقدم لك فكرا لم يسبق لك أن بحثته من قبل سواء من المذاهب المختلفة أو حتى من القرآنيين، ومن أجل ذلك أحتاج إلى إنتباهك الشديد حتى نتدبر كلام الله جيدا ، فنعلم كيف تعلمنا الصلاة من خلال القرآن ، ومن خلال ذلك نكون قد فًعلنا كلام الله تعالى عندما يقول :
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)محمد
الآن نبدأ في البحث ، وهذا البحث يحتاج أولا معرفة ما يسمى ( بمنظومة التواصل المعرفي) وكما قلت لك دعنى أسرد الموضوع بطريقتى ، فلا تسألنى الآن ما هي علاقة هذه المنظومة بموضوع الصلاة من القرآن الكريم، سيتضح كل شيئ ، فقط كن صبورا مع تركيز شديد لكل ما أكتبه .
إن الله سبحانه وتعالى عندما أنزل وحفظ كتابه الحكيم حفظ معه منظومة تعرف بإسم (منظومة التواصل المعرفي) هذه المنظومة هي التي تحتوي على المرجع الرسمى لفهم كتاب الله والتفاعل معه. ثم إقامة العبادات كما شرعها الله تعالى.
فلو لم يكن حفظ الله تعالى عبر هذه المنظومة - الأسماء مثلا - التي علمها لآدم ما كنا عرفنا معني سماء أو أرض أو بحر...، الخ . وما كنا فهمنا معاني هذه الأسماء في القرآن الكريم حتى نتدبر القرآن.
وسأعرض بعض الأمثلة القليلة جدا لما حملته هذه المنظومة حتى تفهم قصدى منها .
1/ يقول الله تعالى :
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)البقرة
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ ...، (158)البقرة
جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ ...، (97)
هل عندما أمر الله تعالى المسلمين بأداء فريضة الحج، هل بين لهم في القرآن الموقع الجغرافي لمناسك الحج، وخارطة الطريق الموصل إليها؟! إذن فكيف سنفهم من القرآن وحده أين هي أماكن أداء مناسك الحج؟! كيف سنتعرف من القرآن وحده على البيت، ومقام إبراهيم ، والصفا والمروة والمشعل الحرام، وعرفات...، التي وقف عليها المسلمون الأوائل لأداء هذه الفريضة؟! وهل هذه الأماكن هي نفسها التي كانت معروفة للناس، والمتوارثة اسما ومسمى عبر " منظمة التواصل المعرفي "؟!
إنه لو مكث المسلم عمره كله يدرس هذه الآيات ويتدبر معانيها في القرآن دون سابق معرفة بها ، أو لصورها المتعلقة بذهنه، فلن يستطيع أن يؤدى ما أمره الله فيها من مناسك؟! فهل سيعرف معنى " بِبَطْنِ مَكَّةَ " في قوله تعالى :
وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24)الفتح
ولقد بين القرآن أن هناك ترتيبا لمناسك الحج يجب أن يتبع ، فقال تعالى :
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)البقرة
فلماذا لم يقل الله تعالى عن الصلاة : ثم" صلوا كما صلى الناس " ، وعن الصوم : " وصوموا كما صام الناس "...، كما قال هنا فى فريضة الحج : " ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ "؟!
إن قوله تعالى : " ثُمَّ أَفِيضُوا " جاء لبيان ترتيب الإفاضة الثانية، والتي هي بعد الإفاضة الأولى من عرفات، من "المشعر الحرام"، الأمر الذي يستحيل فهمه بمجرد تلاوة هذه الآيات دون تواجد على الأرض التي تؤدي عليها هذه المناسك وتعلمها بخلاف فريضة الصلاة والصيام، التي تؤدي في أي مكان !!
2/ كما ذكر القرآن أن الله علم عيسى عليه السلام، التوراة والإنجيل فقال تعالى :
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)آل عمران ،،،، والمائدة (10)
ولا شك إن التوراة نزلت قبل الإنجيل، لقوله تعالى :
وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46)المائدة
والآن يأتى السؤال : هل ذكر القرآن أن الكتاب الذي أنزله الله تعالى على موسى عليه السلام، هو التوراة ؟!
لا يوجد دليل مباشر في القرآن يصرح بأن التوراة هي كتاب موسى، عليه السلام!! إن الذي ذكره القرآن أن التوراة حَكَمَ بها النبيون زمنا طويلا، ثم حُرفت، ولم يحفظ الله تعالى منها إلا ما يقيم به حجته ببعثه خاتم النبيين، محمد عليه السلام، وإظهار كتابه على الدين كله ؟!!
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)المائدة
إن المتدبر لكتاب الله يعلم أن الآيات التى أنزلها الله تعالى على موسى، عليه السلام، هى سبع عشرة آية، وجميعها لم تتحدث عن التوراة إلا ككتاب حكم به النبيون من بنى إسرائيل، وعلمه الله تعالى لعيسى، عليه السلام، ولم يأت مقترنا باسم موسى عليه السلام، كما هو متبع مع كتب الرسل جميعا، وإنما جاء اسم موسى، عليه السلام، مقترنا باسم : الكتاب ، الفرقان ، والصحف :
وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)البقرة
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)الأعلى
إذا من أين جئنا بأن التوراة هى كتاب موسى، عليه السلام ؟! وهل هى معرفة صحيحة أم خاطئة؟! وما هو البرهان على ذلك؟! وهل التوراة هى الكتاب المقدس المعروف باسم "العهد القديم" ؟! وإذا كان هذا الكتاب مؤلف من كثير من " الأسفار " فإن من اليهود من يؤمن بأن خمسة فقط من هذه الأسفار هى التى احتوتها التوراة ، وهى ما احتواه كتاب موسى، عليه السلام، أما باقي الأسفار في " العهد القديم" فليست من التوراة .
فأين الحقيقة إذن؟! ومن آي المصادر المعرفية نستمدها ؟!
إنه بدون اتخاذ " منظومة التواصل المعرفي " مصدرا معرفيا لفهم القرآن، لن يقف الإنسان على كثير من عطاءات القرآن ، ولا على تفاعل آياته مع السنن الكونية، ولا على كيفية أداء ما أجمله من أحكام، ولا على فاعلية القصص القرآني .
4/ لقد استخدم القرآن كلمتي [الرؤية] و[النظر] في سياق الحديث عن أحداث تبعد عن عصر الرسالة آلاف السنين، وكأنها حقائق مشاهدة (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7))،،،،، لقد كانت مساكن عاد وثمود معروفة للعرب، ويتناقلون أخبارها، ويمرون عليها في أسفارهم إلى اليمن وإلى الشام .فمن آي مصدر تشريعى عرف العرب إن هذه المساكن هي مساكن (عاد)
5/ ولقد بين القرآن قصة موسى ، عليه السلام مع السامري، فقال تعالى :
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)طه
فكيف نفهم قوله تعالى " حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ " من نصوص القرآن وحده، بعيدا عن سياقها التاريخي الذي حملته لنا هذه المنظومة المعرفية ؟!! إذن فما هى هذه الأوزار، وأين قذفها موسى؟! وماذا ألقى السامري ؟! ثم من هو السامري أصلا ؟!!!!
6/ ولقد أمر الله تعالى المسلمين بالمحافظة على أداء صلاة من يوم الجمعة :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)الجمعة
ولا شك أن المسلمين فى عصر الرسالة أدوا هذه الصلاة، مع رسول الله ،عليه السلام، بصورة، وعلى حالة يستحيل أن يتخلوا عنها بعد وفاته .
فعلى آي أساس منطقي، قبل أن يكون شرعي، لا نؤمن بأن وقت هذه الصلاة وكيفيتها هو وقت صلاة الظهر الذي حملته لنا هذه " المنظومة المعرفية "؟!
7/ وعندما نقرأ قوله تعالى :
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)العنكبوت
فهل [النادي] في قوله تعالى : " وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ " الذي كان موجودا فى عصر لوط، عليه السلام، هو نفسه المكان المعروف للناس إلى يومنا هذا ؟!
فمن الذي حفظ دلالة هذه الكلمة فى اللسان العربي؟! إذن فالقضية ليست فى تواتر الأخبار، والمرويات، التي حملتها " منظومة التواصل المعرفي " وإجماع الناس على صحتها ، وإنما القضية في حجية هذه المعارف القائمة على حجية النص الإلهي الذي أنزله الله تعالى على رسله .
8/ فإذا قال الله تعالى :
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)البقرة
فلا شك أن العرب عرفوا معنى قوله تعالى : " فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ " ولكن هل عرفوا ذلك من القرآن أم من تواصل معنى الإتيان وكيفيته بين الناس عبر هذه المنظومة المعرفية ؟!
إنه بدون اتخاذ " منظومة التواصل المعرفي " مصدرا معرفيا لفهم القرآن، لن يقف الإنسان على كثير من عطاءات القرآن ، ولا على تفاعل آياته مع السنن الكونية، ولا على كيفية أداء ما أجمله من أحكام، ولا على فاعلية القصص القرآني .
أرجوك أن تقرأ هذه النقاط بهدوء ، ثم قل لى "تابع الحوار" لأبدأ في سرد الصلاة عبر كتاب الله ، وأرجوك لا تربط ولا تستنتج ما سيحتويه الحوار كل ما أريده أن تفهم النقاط الماضية وإنه بدون حفظ منظومة التواصل المعرفي . لا يستطيع أحد تدبر القرآن الكريم، ولا أن يقيم العبادات ، خصوصا إن كل ما ذكرته لا يوجد له حجة أو ذكر في الأحاديث .
وأرجوا من السادة المتحاورين الإنتظار قليلا وعدم الدخول الآن في الموضوع حتى ينتهي ردى على الأستاذ أحمد الجزائرى، وسأكتب في نهاية ردى (إنتهى)
مصدرى العلمي كتاب (المدخل الفطري إلي التوحيد) .للعالم الإسلامي الكبير الدكتور محمد مشتهري.


رد مع اقتباس