عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-04-02, 07:33 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,055
افتراضي غزَّة/ سعيد يعقوب

غزَّة

شعر: سعيد يعقوب


أوْقِدْ جرَاحَكَ فِيْ الظَّلام ِ سِراجَا * وَارْفَعْ جَبينَكَ كَوْكبَاً وَهَّاجَا
وَاضْفرْ مِنَ الأشْواك ِ تاجَاً وانْتَصِبْ * زَهْواً عَلى هَام ِالكَواكِبِ تاجَا
وَاحْفرْ طريقَكَ في الصُّخور ِتَحَدِّياً * وامْلأ عُيونَ الشَّمْس ِمِنْكَ عَجاجَا
وَاعْضضْ عَلى الجُرْح ِالعَميق ِبعِزَّةٍ * إنْ شِئْتَ للجُرْح ِالعَميق ِعِلاجَا
يَا بنَ القِطاع ِ قِطاع ِ غَزَّةَ أحْرَجَتْ * فُصْحى فِعالِكَ صَمْتَنا إحْراجَا
يَابنَ القِطاع ِ وَلسْتَ تَملُكُ حَاجَةً * لكَ أنْتَ أمْسى كُلُّنا مُحْتاجَا
يَا وَاقِفاً لِلمَوْج ِ وَحْدَكَ قُلْ مَتَى * خَشِيَتْ صُخُورُ الشَّاطِيءِ الأمْوَاجا
رَوِّجْ عَليْنا مَا جَمَعْتَ مِنَ العُلا * فلعَلَّهُ فينا يُصيبُ رَوَاجَا
وافْتَحْ لنَا بَابَ الشُّمُوخ ِ فَإنَّهُمْ * قدْ أوْصَدُوا دُونَ الشُّمُوخ ِ رَتَاجَا
واشْرَحْ لنَا أُسُسَ الكَرَامَة ِ رُبَّمَا * مِنْ بَعْدِ شَرْحِكَ نَفْهَمُ المِنْهاجَا
وانْثُرْ عَليْنَا مِنْ يَمِينِكَ عِزَّةً * ضَرَبُوا جِداراً حَوْلَهَا وَسِياجَا
واعْزِفْ نَشيدَكَ إنَّ عَزْفَكَ مُذْهِلٌ * كَمْ رَاقَ مَنْ يُصْغِيْ لَهُ وَأهَاجَا
يا بنَ القِطاع ِ اصْعَدْ عَلى الأَلَم ِ المُمِضِّ * وَمِنْهُ شُقَّ إلى السَّنَى مِعْراجَا
وَأذِقْ بَنِيْ صَهيونَ كَأسَاً مُرَّةً * كانَ الهَوَانُ لِمَا حَوَتْهُ مِزاجَا
ظنُّوكَ عَذباً سَائِغاً فَإذا بِهِمْ * يَتَجَرَّعُونَ عَلى يَدَيْكَ أُجَاجَا
لا لَنْ تَذِلَّ وَلَنْ تَهُونَ وَإنْ هُمُ * حَطَمُوا العِظامَ وَقَطَّعُوا الأوْدَاجَا
ليْسَ ابْنُ آوَى بالقَوِيِّ وَإنَّمَا * يَقْوَى إذا كَانَ الخُصُومُ دَجاجَا
والذِّئْبُ لمْ يَظفَرْ بِنَيْل ِ مُرَادِهِ * لوْ لمْ يُصَادِفْ فِي اللقاءِ نِعَاجَا
والخَصْمُ لا يُثْنيهِ عَنك تلطُّفٌ * إنْ لمْ تَرُدَّ عَليْهِ زَادَ لَجَاجَا
ليْسَتْ دُوَيْلَتُهُمْ سِوَى أكْذوبَة ٍ * نُسِجَتْ وَكَانَ خَيالُنَا النسَّاجَا
هِيَ كالزُّجَاج ِ فلَوْ نَظَرْتَ مُحَدِّقاً * لَكَسَرْتَ مِنْهَا بِالعُيُون ِ زُجَاجَا
لوْ رُحْتَ تَكْشِفُ عَنْ حَقيقَةِ أمْرِهَا * لَوَجَدْتَ مِسْخَاً شَائِهَاً وَخَدَاجَا
أضْغَاثُ أحْلام ٍ وَوَهْمٌ زَائِفٌ * لنْ يُنْتِجَا غَيْرَ السَّرَابِ نَتَاجَا
لَفَظَتْهُمُ الدُّنْيا فجَاءُوا فِي الدُّجَى * مِثْلَ اللصُوص ِ لأرْضِنَا أفْوَاجَا
لاعَهْدَ عِنْدَهُمُ وَمَا مِنْ مَوْثِق ٍ * مِنْ كُلِّ أرْض ٍ أُخْرِجُوا إِخْرِاجَا
وَسَيَرْحَلُونَ كَمَا أتَوْا فَبِلادُنَا * تَأبَى الغُزاةَ وَتَطْرُدُ الأعْلاجَا
هذا هُوَ التَّاريخُ فاقْرَأْ سِفْرَهُ * وَعَليْهِ قِسْ وَاسْتَنْتِج ِ اسْتِنْتَاجَا
لا ظالمٌ يَنْجُو فمَا مِنْ ظالِم ٍ * إلا وَأوْسَعَهُ الزَّمَانُ مُجَاجَا
تَأبَى نَجَاسَتَكُمْ طَهَارَةُ أرْضِنَا * لا عَابرينَ بِهَا وَلا حُجَّاجَا
أمْثالُ ( مُنْتَظَر ٍ) كَثيرٌ عِنْدَنَا * حَمَلُوا النِّعَالَ لِمِثْلِكُمْ أزْوَاجَا
قُلْ لِلَّذيْ يَبْنِيْ عَلى رَمْل ٍ مَتَى * حَمَلَتْ رِمَالٌ قَبْلَكَ الأبْرَاجَا
يَا أيُّهَا الشُّهَداءُ طُوبَى لِلَّذيْ * رَفَعَ اسْمَهُ فَوْقَ الخُلُودِ سِرَاجَا
هذا الدَّمُ الجَاريْ شُعَاعٌ سَاطِعٌ * نَسْريْ عَليْهِ وَنُبْصِرُ المِنْهَاجَا

رد مع اقتباس