عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 2008-12-27, 07:37 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,398
مصباح مضئ رد: اريد منهجا اتوصل بها الى اليقين

أهلاً مجدداً بالأستاذ الفاضل الياس
واعذرنى على التأخير لأسباب تقنية.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الياس مشاهدة المشاركة
اذا كان هو اخي الكريم فيلزمني ان اكون قوي الايمان متيقن من وجوده ولكن كما قلت انت فانا لا استطيع الجزم بوجوده فهل توجد طريق تبين لي انه موجود فعلا ؟

نعم - عزيزى - الشيطان موجود بالفعل ،ونحن كمسلمين نؤمن به لأنه مذكور عندنا فى القرآن الكريم وأخبر به النبى ، وهو من الغيبيات التى لا تُرى ولا تُسمع ولا تُلمس ولا تُحس بالحواس المعهودة ، والله سبحانه جعل الإيمان بالغيب اصل من أصول هذا الدين ولا يصح الإسلام إلا به .
ولكن بالنسبة لغير المسلم فمعك حق هو بحاجة إلى دليل ليؤمن بوجود هذا الشيطان الخفى المجهول.
إذا تأملت - عزيزى - المخلوقات التى حولك لوجدت بينها تفاوتاً وتبايناً عظيماً فهناك الإنسان بهيئته المعروفة وهناك الحيوان الذى يختلف عن الإنسان وهناك النبات الأبعد عنهما ، هناك الجماد البعيد جداً عن هيئة وصفات خلق كل من سبق ، ولكن ليس هذا فحسب ، فكل هذه المخلوقات محسوسة ، ولكن هناك كائنات أخرى غير محسوسة ولكن تُدرك بآثارها والعلم لا ينفى وجودها بل هو المكتشف لها مثل ذلك البكتيريا والفيروسات ، وهى كائنات دقيقة جداً لا ندركها بحواسنا ولكن نؤمن ونجزم بوجودها لما نراه من آثارها الإيجابية أو السلبية.
إذا أسسنا هذا ، سهل علينا أن نسلم أن هناك كائنات أخرى موجودة فى هذا الكون لا ندركها بحواسنا ، نستتنج من ذلك إمكانية وجود غيبيات لا ندركها نحن كالشياطين والملائكة.
من ناحية أخرى فإن الله الذى خلق هذا الكون قد خلق الأعيان والأعراض ، الأعيان كالمحسوسات ، والأعراض مثل الحب والكره والخير والشر وغير ذلك فالله سبحاه هو خالق كل شئ ، قال تعالى: الله خالق كل شئ وكما أن الله خلق الخير فإنه كذلك خلق الشر ( لماذا؟) لأنه على كل شئ قدير ، ةلأنه جعل الخير والشر وترك للإنسان حرية الاختيار بينهما ، وجعل الأنبياء هم قوة الخير فى الكون وعلى النقيض من ذلك جعل الشياطين هم قوة الشر فى الكون ، فهذا نقيض ذاك ، وليس التناقض فقط فى الوظيفة بل فى الهيئة كذلك ، فالأنبياء محسوسون ، بينما الشياطين غير محسوسين ، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ، حيث جعل قوة الخير محسوسة لنا ، قربة منا يسهل التعامل معها ، والاقتداء بها ، واتباعها ، بينما جعل قوة الشر خفية غير محسوسة ، وجعل تأثيرها فىالنفس المؤمنة تأثيراً ضعيفاً ، بل ليس له أى تأثير على المخلَصين من عباد الله.
وليس عسيراً على الإنسان العادى سواء المؤمن أو غير المؤمن أن يدرك وجود الشيطان ، خاصة بهذا الفهم السابق شرحه ، أنت نفسك قد لا تنكر ذلك إذا ذكرتك بما يحدث لك من أنك محب للخير ولكن فى بعض الأحوال تجد شئ ما يوسوس لك ويدفعك إلى فعل السوء ـ وتظل تتردد فى نفسك أتفعله أم لا تفعله ، إذا تذكرت هذا استنتجت بأدلة عقلية وعملية أن الشيطان موجود ويمارس دوره ، ولاشك أن ما بلغته من مرحلة الشك وعدم اليقين والبعد عن الدين ، للشيطان نصيب كبير جداً منه.
ولكن تظل قضية الإيمان بالغيبيات - ومنها الشيطان - تفريع على مسألة الإيمان ، فعندما تؤمن فإنك تسلّم بما تفرع من قضايا عن الإيمان ، وما لم تؤمن لاشك أنك سترد كل ما تفرع عن الإيمان.
إذن قضية الإيمان بالشيطان ستظل تفريع على ما نتكلم ولهذا إن لم تتأصل عندك الآن فأرجئها الآن حتى نسلم بالأصل نفسه ألا وهو الإيمان والإسلام فعندها تصبح قضية الإيمان بالغيبيات تفريع عليها ومسلم بها.
هذا بخصوص الشيطان ، وأرجو أن تنتظرنى حتى المساء لأستكمل ردى على باقى أسئلتك.
ولك منى تحية عطرة.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس