عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 2008-12-29, 03:35 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,398
حوار رد: اريد منهجا اتوصل بها الى اليقين

بخصوص إثبات النبوة فأنت - فعلاً - وبعقلك الراجح قد وضعت يديك على محور الموضوع ، أو ما نسميه مربط الفرس ، حقاً إذا ثبت لنا نبوة محمد فإن كل ما يليها تفريع عليها. فما علينا الآن إلا أن نثبت أن محمداً نبىٌ من عند الله. صدقت عزيزى.
سؤال : كيف تثبت النبوة؟
الإجابة : تثبت النبوة بالمعجزة.
سؤال : وما هى المعجزة؟
الإجابة : المعجزة : هى شئ خارق للعادة يجريه الله على يد نبيه تصديقاً لدعواه وتأييداً له ، بها قام التحدى ، وخال من المعارضة الصحيحة.
سؤال : إذن المعجزة شئ مادى. وبذلك إذا عاينها البعض ثبتت لهم وقامت عليهم بها الحجةُ ، ولكن ما الحال فيمن لم يعاين هذه المعجزات فى عصور ما بعد ذلك النبى؟
الإجابة : لا ليست المعجزة مادية فقط ، فهناك ثلاثة أنواع من المعجزات :
1- معجزة مادية : تدرك بالحواس المعروفة مثل معجزة انشقاق القمر فى عهد النبى .
وإحقاقاً للحق فإن المعجزة المادية ليست ملزمة لمن لم يعاينها ، هى فقط حجة على من شاهدها.
وقد جاءت تقارير علمية فضائية وبالصور تقول أن فى القمر آثار التئام صخرى لا تزال موجودة حتى الآن ومكتشفة حديثاً. ويمكن الاستفاضة فى توضيح هذا الموضوع إذا ما احتجنا لذلك وبالإمكان الإتيان ببعض الصور التى تدل على هذا ، مع العلم أن أعداء الإسلام يحاولون أن يكتموا أدلة صدق النبوة ، وفى هذه الحال أندب للحديث استاذنا ووالدنا سيف الكلمة حيث أنه سبق له أن استفاض فى مناقشة الأمر فى حواره مع النصارى.
2- معجزة عقلية : وهى ليس لها وجود فى الخارج ولكن تُدرك بالعقل ، وهذه مثل الإعجاز الغيبى ، أى الإخبار بأمور غيبية بحيث يخبر النبى بأمور تقع وبينه وبينها أمداً بعيداً من المكان أو الزمان. كإخبار النبى بأمور سوف تحدث فى عصور تالية له رغم افتقاد مقدماتها فى عصره. وسوف أعود للحديث عن هذه المسألة تفصيلياً لاحقاً.
3- معجزة مادية عقلية : وهى شئ محسوس ولكن لا تدرك إلا بإعمال العقل والتفكر فيها ، ومثالها القرآن الكريم، معجزة النبى العظمى فهو يُرى بالأعين ، ويقرأ باللسان ويكتب فى الصحف ويُلمس بالأيدى ، ولكنه لا يُدرك إعجازه إلا بالتدبر وإعمال العقل أفلا يتدبرون القرآن ؟!
ولأن النبى محمد قد جاء للناس كافة ، فكل زمان وفى كل مكان ، فيجب أن تكون معجزته عامه ، ومن هنا كان القرآن هو معجزة النبى الخالدة ، والذى لا تنقضى عجائبه ، والقرآن الكريم ، بيان وخطاب وكلام إذن كيف يكون هذا الكلام معجزاً ، إذا ثبت أن هذا الكلام معز فهو يثبت نبوة محمد ويثبت أن الله الذى يعبده المسلمون هو خالق هذا الكون.
إذن يجب علينا أن نثبت أن هذا القرآن معجزة. ولأن القرآن - كما قلنا - كلام ، كيف غذن يكون الكلام معجزاً؟ يكون هذا إذا لم يستطع أحدٌ أياً من كان - أفراداً أو جماعات - أن يأتى بمثله
مدار الإعجاز فى القرآن أنه لا يمكن أن تُزال منه لفظة أو حرفاً ويأتى بديل له يساويه ولو دارت عليه لغة العرب. هذه القاعدة مهمة جداً ويجب أن تنتبه إليها.
هذا هو المحور الأول لإثبات نبوة النبى ولكن ليس هذا فقط - الإعجاز البلاغى - بل هناك محاور أخرى. منها الإعجاز العلمى الذى ورد فى القرآن الكريم وفى السنة النبوية الشريفة.
والإعجاز العلمى مداره أن القرآن والسنة يخبران بأمور كونية دقيقة جداً لم يكتشفها الإنسان إلا فى العصور الحديثة وباستخدام أجهزة تكنولوجية معقدة ، وهذا يتناول شتى فروع المعرفة البشرية ، فى الفلك وعلوم البحار وجسد الإنسان والطب وغير ذلك.
ومدار الإعجاز هنا هو كيف يتسنى لنبى أمى عاش فى بيئة صحراوية نائية ، لا تكتب ولا تقرأ وليس لها أى ميراث علمى ولا حضارى وليس عندها كتاب مكتوب واحد ، كيف يتسنى لهذا النبى الأمى أن يخبر بمثل هذه الإشارات الإعجازية الدقيقة وفى شتى المجالات وفى ذلك الوقت المبكر من تاريخ البشرية ، الأمر الذى لم تتوصل إليه البشرية إلا بعد أربعة عشر قرناً من بعثة هذا النبى وباستخدام وسائل علمية معقدة جداً!!!!
ولعلك - عزيزى - قد طالعت العديد من مواضيع الإعجاز العلمى فى هذا الشأن فيغنى هذا عن التفصيل ، وإن أردت أن أرشح بعض الموضوعات فى هذا الشأن فلك هذا.
جدير بالذكر فى هذا المقام أن أشير غلى كتاب : التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ، للعالم الطبيب الفرنسى موريس بوكاى ، الذى اتبع فيه منهجية جيدة لإثبات أن هذا القرآن كلام الله وهو معجزة ، وقد كان رجلاً فرنسياً غير مسلم ، ومن دولة متقدمة ، وليس له حاجة أن ينتسب إلى هذا الدين لولا أنه علم أنه الحق.
وكان منهجه فى ذلك يتمثل فى التالى :
1- أى الكتب الدينية المعروفة ( التوراة - الإنجيل - القرآن ) يحتوى على إشارات علمية أكثر من الآخر.
2- أيها أكثر موافقة مع ما توصل إليه العلم الحديث.
إضافة إلى ضابط مهم وهو ضرورة ألا يكون اى من تلك الإشارات العلمية الواردة لها علاقة بما كان سائداً فى تلك العصور من معارف.
وقد توصل إلى الآتى :
1- الإشارت العلمية فى التوراة نادرة جداً وما هو موجود به أخطاء ومخالف لما اكتشفه الإنسان حديثاً.
2- وفى الإنجيل إشارات علمية أكثر ولكن بها أخطاء كثيرة أيضاً.
3- أما القرآن فهو مفعم وملئ بهذه الإشارات وهى متنوعة جداً ولا تخالف فى أى منها أحدث علوم البشرية.
وكانت النتيجة أن سلم ذلك العالم بأن الإسلام هو دين الله الحق وأن القرآن هو كلام الله وأنه معجزة لا قبل لأحد أن يأتى بمثلها.

يتبع >>>>>
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس