عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-04-04, 12:34 AM
youssefnour youssefnour غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-30
المكان: مصر/الأسكندريه
المشاركات: 586
افتراضي الحكمة في السياق القرآني

من كتاب (القرآن وأزمة التدبر) للعالم الإسلامي الدكتور محمد السعيد مشتهري، أنقل هذا الجذء المتعلق بالحكمة ،،، وفيها يقول :
إن الحكمة المنزلة، نعمة من الله تعالى، يؤتيها من يشاء من عباده.
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة
ولقد آتى الله آل إبراهيم الحكمة :
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)النساء
وآتى داود الحكمة :
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)البقرة
وآتى عيسى الحكمة :
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)آل عمران
وآتى الله رسوله الخاتم محمدا الحكمة :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
إذا فالحكمة المنزلة علي رسول الله محمد، عليه السلام ، ليست نصوص تراث بشري، تخضع للتصحيح والتضعيف، حسب شروط واجتهادات علماء الفرق المختلفة وإنما هي وحي إلهي ، آي إيتاء من الله تعالى، يحمل الناس أصول الشريعة الحكيمة وأحكامها المستقيمة، من تمسك بالعمل بها، أتاه الله خيرا كثيرا.
ودليل ذلك ما سبق هذه الآية من آيات ، جاءت تجمع أصول الشريعة الحكيمة واجبة الاتباع، والتى تبدأ بالتوحيد الخالص :
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)الإسراء
وتنتهي هذه الأحكام بقوله تعالى :
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)
ثم يعقب الله تعالى على هذه الأحكام بقوله تعالى :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
فهل يمكن أن تتساوي حجية هذه الأحكام، وقطعية ثبوتها عن الله تعالى، ووجوب العمل بها..، مع مرويات المذاهب المختلفة؟! لذلك كانت هذه "الحكمة" من محتوي الوحي القرآني، وصفة من صفاته، نزلت مع الكتاب، على رسول الله، عليه السلام. ولقد جاء السياق القرآني ببيان ذلك، في دعاء إبراهيم، عليه السلام.
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)البقرة
ولقد استجاب الله تعالى لدعوة إبراهيم، عليه السلام، فقال تعالي :
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)آل عمران
وجعل سبحانه وتعالى إنزال الكتاب والحكمة، من نعم الله وفضله على الناس :
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)النساء
والسؤال : هل "الحكمة" في ذاتها، مصدر تشريعي مستقل بأحكامه عن كتاب الله ؟!
وإذا كانت مصدرا تشريعيا، ككتاب الله، إلا أنها استقلت عنه بالتشريع..، إذن فلماذا اختلفت نصوصها وخصائصها، عن كتاب الله تعالى، فلم يحفظها الله تعالى كما حفظ نصوص كتابه؟!
وإذا كانت"الحكمة" هي "السنة النبوية" فلماذا لم يتوارث الأجيال هذا المصطلح القرآني "الحكمة" وتوارثوا "السنة"
تعالي إذن نفهم معا " الحكمة في سياقها القرآني. قال تعالى :
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)البقرة
لقد بين سياق الآية، أن منهج التعلم "المتلو" على الناس، هو الآيات القرآنية، تلك التي من درسها وعمل بها، زكت نفسه، وصار حكيما .
وإن القائم بهذه العملية التعليمية الحكيمة، لا يمكنه أن يخرج عن المنهج الذي أمر الله رسوله بتلاوته، وهو "الآيات"، التي احتواها هذا "الكتاب"، وذلك لقوله تعالى عن الخطوة التالية، وهي العملية التعليمية : " وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" .
ومن هذه الحكمة المتعلمة، تعلم كيف توضع الأحكام "المتلوة" موضع التطبيق السليم، والاستنباط الحكيم..، الذي يظهر التفاعل الحي، بين الآيات القرآنية، وقواعد السلوك العامة، بما يحقق التوازن النفسي والاجتماعي للناس .
وبما أن لكل عصر ظروفه ومتطلباته وتحدياته..، التي يجب أن تتماشى معها هذه العملية التعليمية..، كان من "الحكمة" أن نتعامل مع "الكتاب" كآية قرآنية متجددة العطاء علي مر العصور .
فتعال نتدبر هذه الآيات التي حملت"الحكمة" للناس، والتي أوحاها الله تعالى إلي رسوله الكريم محمد، عليه السلام، وهي الآيات من [22] إلى [38] من سورة الإسراء، والتي تبدأ بحكمة التوحيد الخالص ، فيقول الله تعالى :
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)
وإن من الحكمة أن يقيم المسلم حياته وعلاقاته الاجتماعية على قوانين الحكمة بداية بإصلاح العقيدة، وطرق التفكير والمنطق السليم، وملازمة بر الوالدين .
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)
ومن الحكمة إقامة الروابط الإنسانية، وأعلاها حقوق ذوي القربى، والمساكين وابن السبيل..، على المسلم أن يؤديها دون إفراط أو تفريط، وليس تفضلا من أحد على أحد، فالآمر هو الله تعالى، الذي بيده مفاتيح كل شيء .
وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)
ومن الحكمة ألا يقتل الإنسان أولاده خشية الفقر، وإنما عليه أن يأخذ بأسباب الحياة، ويستعين بالله تعالى، ويعمل حسب ظروف بيئته، الاجتماعية والمالية، وعلى إخوانه أن يساعدوه على الخروج من أزمته بسلام .
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)
إن الذي يقتل طفله خشية الفقر، كالذي يقتل طفله خشية انكشاف جريمة الزنا، أو كالذي يضع ماءه في رحم امرأة لا تحل له..ن فكلها أسباب تحلل المجتمعات وتفكك روابطها وانعدام الثقة بين أفرادها. لذلك حذر الله تعالي في الآية السابقة، من مجرد قربان زنا .
ومع حكمة النهي عن قتل الولد خشية الفقر، وقتل الناس الآدمية بفاحشة الزنا تأتي حكمة الحرمة المطلقة للاعتداء على النفس بوجه عام، وأنه ليس لأحد أن يسلبها حريتها في الحياة، إلا بالحق الذي أنزله الله تعالى في كتابه .
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)
ومن الحكمة رعاية اليتيم وتعهده، وتنمية ماله. كما أن من الحكمة الوفاء بالعهد وتوفية الكيل والميزان، لإقامة الثقة بين الناس في تعاملاتهم.
وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)
ومن الحكمة أن يقيم المسلم شريعته على العلم والحجة والبرهان، فلا مكان في دين الله تعالى للظن أو الوهم أو الخرافة، إنها مسئولية الإنسان في استخدام وسائل الإدراك على الوجه الذي أمر به ربه .
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
ومن الحكمة ألا ينخدع الإنسان بمظهره، أو بمركزه المالي، أو الاجتماعي،وينسي أن قيمته الحقيقية عند ربه في التزامه بالشريعة .
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)
ذلك قبس مما أوحاه الله تعالى إلي رسوله من "الحكمة"، والذي ينطلق من قاعدة التوحيد الخالص لله تعالى، فتدبر :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء
لقد بدأت هذه المجموعة من الآيات بقوله تعالى : " لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا"، وجاءت الخاتمة بقوله تعالى : " وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا" فهل وقفت على "الحكمة"؟!
حاول أن تجد علاقة الربط، والمناسبة، بين الآية الأخيرة، وما حملته الآيات التي سبقتها من "حكمة"، كمثال للعملية التعليمية التربوية، التي جاءت بها نصوص "الآية القرآنية"، متجددة العطاء إلي يوم الدين .
ويمكننا أن نقول بإيجاز :
أولا : إن الحكمة هي الفهم الواعي لحقيقة التوحيد الخالص، ولقوانين الحق والعدل التي جاء القرآن الحكيم، وجميع الرسالات السابقة، لتذكير الناس بها ..، فالقلب الحكيم يرفض أن يكون لهذا الوجود أكثر من إله .
ثانيا : إن القلب الحكيم يرفض عقوق الوالدين، فمن الحكمة بر الوالدين :" وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" .
ثالثا : إن القلب الحكيم يعلم أن من الحكمة إيتاء الزكاة، ودفع الصدقات، فإن لم يدفع الأغنياء حق الفقراء والمحتاجين اختلت موازين القيم الإنسانية في نفوس البشر وظهر الفساد، بما كسبت أيدى الناس .
رابعا : إن القلب الحكيم يعلم أن الإحصان، وحماية أعراض الناس، وحرمة قتل النفس إلا بالحق، وصيانة مال اليتيم، والعدل في حقوق الناس، والتواضع..، كلها أحكام وضوابط يجب أن تحكم سلوك المسلم وطريقة تفكيره .
خامسا : إن الحكمة عطاء إلهي، وصفة لنصوص "الآية القرآنية" الحكيمة..، التي يستحيل أن تخضع حجيتها لاجتهادات البشر، ومدارسهم في الجرح والتعديل .
إن اجماع الحكمة، وموازينها، موجود في ثنايا آيات الذكر الحكيم . إنها دستور الأخلاق الذي حملته "الآية القرآنية" هداية للناس إلى صراط ربهم المستقيم. تدبر ماذا قال لقمان، عليه السلام، لابنه، وهو يعظه :
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)لقمان
هل وقفت على الحكمة المستنبطة من سورة المطففين، والتي تضع الميزان الذي يضمن حلول مشكلات العالم المالية والاقتصادية ؟!
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)المطففين
وهل وقفت على الحكمة المستنبطة من سورة الحجرات، والتي تضع الميزان الذي يضمن السلام النفسي والاجتماعي لشعوب العالم؟!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات
وهكذا ..، هي "الحكمة" في السياق القرآني، ولا أدري ما علاقة هذا النور، الذي يهدي الناس إلى صراط ربهم المستقيم..، بمرويات الفرق والمذاهب المختلفة، التي يدعي علماء كل فرقه منها، أن مروياتهم، هي التي حملت "الحكمة" الصحيحة؟!
إن الله تعالى، كما وصف كتابه بـ" الحكمة" لما يحمله من شريعة حكيمة، قد وصفه بـ"الفرقان"، وذكر أيضا أنه منزل..، فتدبر :
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)الفرقان
فهذا الفرقان المنزل، كالحكمة المنزلة، ليس شيئا ملموسا، وإنما هو عمل القلب وما يحمله الكتاب من حجج وبراهين، يفرق الله بها بين الحق والباطل.
ولقد شملت عملية الإنزال أيضا ما تعلمه الإنسان من كيفيات أداء العبادات والمهارات المختلفة، كالزراعة والصناعة، التي نقلتها "منظومة التواصل المعرفي" فتعلم كيف يصنع لباسه، وقد ذكر أنه من المنزل :
يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)الأعراف
وعلم الله تعالى داود، الذي أتاه "الحكمة"، كيف يصنع لباس الحرب.
وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)الأنبياء
ولقد بين الله تعالى أن هذه الصناعات من "الجعل" الإلهي، أي التي يصل إليها الإنسان عن طريق الأخذ بالأسباب :
) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)النحل
ولا شك أن عملية الإنزال هذه تعني إنزال الخامات التي تحتاج إليها هذه الصناعات، كما تعني إلهام الله تعالى الإنسان كيف يصنع هذه الأشياء، وسميت هذه العملية التعليمية إنزالاً
ولقد أنزل الله تعالى أيضا الحديد :
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)الحديد
وهذا الميزان المنزل مع الكتاب، هو موازين الحق والعدل، الواجب إقامتها بين الناس..، وليس مصدرا تشريعيا مستقلا عن الكتاب. وكذلك الحديد المنزل، ليس مصدرا تشريعيا مستقلا..، وإنما يعني مادته الأولية المخزونة في الأرض، والتي هي مقوم أساس من مقومات الحضارة وتقدمها .
إن من عظيم نعم الله على الناس، أن أوجدهم على هذه الأرض، وقد هيأ لهم كافة أسباب الحياة، وأنزل لهم كل المتطلبات التي تعينهم على مهمة استخلافهم في الأرض وألهمهم كيفية الانتفاع بها فتدبر :
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)الزمر
كما أنزل الله تعالى النور المبين :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)النساء
فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)التغابن
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)الشورى
فهل يمكن أن يكون هذا النور، الذي أنزله الله تعالى على رسوله، وأمر الناس بالتمسك والاعتصام به، هو مرويات الفرق والمذاهب المختلفة، التي يعتبرها علماؤها مصدرا تشريعيا مستقلا عن كتاب الله؟!
إننا إذا تدبرنا الآيات التي سبقت قوله تعالى :
) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)البقرة
وهي الآيات [261-268] استطعنا أن نقف على مزيد من عطاء "الحكمة" المستنبطة من نصوص "الآية القرآنية" التي جعلها الله حجة على الناس إلي يوم الدين .
وإن "الحكمة" تستنبط مما يتلي من الكتاب. وذلك في حلقات العلم، التي يجب أن تقام في بيوت المسلمين، أسوة ببيوت النبي، تدبر قول الله تعالى في سورة الأحزاب :
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)الأحزاب
فقوله تعالى : "وَاذْكُرْن"، أمر بالتذكر والمذاكرة، ثم قوله بعدعها : " مَا يُتْلَى" بيان لموضوع التذكر، وأنه متعلق بالآيات المتلوة، وما يستنبط منها من "الحكمة" وخاصة إذا كانت تتلي في مجتمع من النساء، وتتعلق يأحكامهن .
وخلاصة القول: إن "الحكمة" هي أن تضع الشيء في موضعه، حسب السنن الربانية. إن المسلم الرباني يصل إلى درجة من الحكمة تزداد بازدياد ثقافته العلمية والمعرفية، وتفاعله مع واقعه، بما يحقق له ولأمته التوازن النفسي والاجتماعي .
لذلك لا أكون مبالغا إذا قلت بأن مواضيع الحكمة في كتاب الله بعدد آياته .
واليوم، وقد مرت على عصر الرسالة الخاتمة قرون طويلة، من الفرقة والمذهبية والتخاصم بين المسلمين، يستطيع كل إنسان، وفي أي عصر، أن يقيم إسلامه على أساس "الآية القرآنية" المعاصرة له، والتي من خلالها يشهد شهادة علمية أنه "لا إله إلا الله"، وذلك على أساس التفاعل الفطري، بين آليات عمل القلب، وآيات الآفاق والأنفس المبثوثة حوله في هذا الكون..، وأن "محمداً" رسول الله، على أساس ما يشهد القرآن له به، شهادة علمية، وليست وراثية..، وهذا ما علمناه عن رسول الله، من كتاب ربنا :
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)آل عمران
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)الأحزاب
وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)محمد
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)الفتح
رد مع اقتباس