عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 2009-04-17, 05:58 AM
وسام الدين اسحق وسام الدين اسحق غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-10
المشاركات: 39
افتراضي الأخت حفيدة الفاروق عمر




الأخت حفيدة الفاروق عمر, أدامك الله,
رجائي لك أن تقرأي ردي الأخير بتمعن أكثر وستري أننا هنا بسبب عصياننا جميعنا وليس فقط بسبب عصيان آدم, فالله لن يطردنا جميعاً بسبب خطيئة شخص واحد فقط لأن هذا ضد العدل وضد القسط.
أما الفرق بين العدل والقسط والذي مازلنا نتحاور فيه ونحاول أن نبين الفرق بينهما فهو بالنسبة لك بالعكس تماماً لما أراه أنا, فأنت ترين القسط عدلا والعدل قسطاً, والأهم من كل هذا أن الله وصف نفسه في كتابه لنا (القرآن)هنا في عالمنا هذا (عالم التوبة) "القائم بالقسط" ولم يصف ذاته بـ "العادل" وكتابه بين أيدينا, والسؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو التالي :
لو كان الله عادل هنا في عالم الدنيا لقال ذلك في كتابة فلماذا لم يصف نفسه بالعدل, إن لم يكن هناك تضاربا في المعنى بينة وبي القيام بالقسط.

والشيء الثاني الذي يبرهن على ان العدل هو المساواة و أن القسط هو التوزيع على الناس كل بحسب أعماله وليس بالتساوي بين الجميع هو وجود الفقير والغني ووجود السليم والضعيف والمسكين واليتيم وووو الخ من خلق الله تعالى الذي وصف نفسه بالقائم بالقسط ولو وصف الله نفسه بالعادل بعد خلق كل هذه المفارقات في الخلق لربما فهمنا أن العدل هو أن يكون هناك فوارق بين الناس كما تقولين أنت.

يقول الله تعالى في تعريف القسط التالي:
(وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين) 49/9

أولاً لوكان معنى العدل والقسط واحد لما فهمنا معنى هذه الآية وما الذي يرغب الله بنقله لنا, فأنا أقرأها كالتالي :
طائفتان من المؤمنين اقتتلوا
بغت إحداهما على الأخرى أي واعتدت عليها وسلبتها شيئاً, يأمرنا الله أن نقاتل الفئة التي بغت على الأخرى, وبدأت بالعدوان, إلى أن تفيء إلى أمر الله وتعود لرشدها, (فإن فائت) أي علمت أنها على خطأ وقررت الرجوع عن عدوانها وسلبها ذلك الشيء نأتي الآن نحن الطرف الثالث في المعادلة, ونقوم بالمصالحة بإستخدام العدل أي المساواة بين الطرفين لأنهما كلاهما من المؤمنين أساساً, وبعدها يجب أن نقسط بينهم لأن هناك طرف سلب الطرف الآخر شيئاً فلا نستطيع أن نقسم الشيء المسلوب إلى نصفين ونعطي كل طرف نصف, بل بالقسط أي إن كان المسلوب والمتعارك عليه أساساً هو خاص لطرف دون آخر, أعدنا المسلوب لصاحبة, وهذا هو القسط, إن كان ما تريه أنت هو العكس تماماً , بأن العدل قسط والقسط عدل, فهذا تضارب في فهم المصطلحات بينك وبيني, ليس إلا.

وشكراً لك, ولكني مازلت عند طلبي لك بأن تقرأي جوابي السابق مرة أخرى وستجدي أني قد وضحت فكرة العصيان أيضاً.

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

أخوك وسام الدين اسحق
رد مع اقتباس