إن الحمد لله ،نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ،ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادى له ، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد ،،،
فعلى عادتهم ، فإن منكري السنة يحلو لهم أن يتبعوا - مع السنة - مبدأ خالف تُعرف ، وجعلوا من مخالفة السنة مبدءاً أصيلاً من مبادئ منهجهم الفاسد ، تماماً كما جعل الشيعة من مخالفة أهل السنة أصلاً من أصول الاستدلال عندهم ، وهنا لا أملك إلا أن أقول ما قاله الله سبحانه : ( أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ) [ الذاريات : 53 ]
فعلى ما يبدوا أننا لم ننفض أيدينا من روافض العصر القديم ، حتى بزغت لنا بازغة أسوأ وأضل سبيلاً ، ألا وهم الروافض الجدد ، وأقصد بهم منكري السنة.
وأتأمل كيف يستدل منكروا السنة الأحكام من القرآن الكريم ، فأصاب بكثير من الدهشة ، ومزيد من الأسى على الحال المتردى الذى بلغه هؤلاء فى فهم هذا الدين ، ويكسو قلبى الأسى على ما يفعله هؤلاء لهدم هذا الدين ،تماشياً مع ما يمليه عليهم أسيادهم التنصيريون.
واضح لى تماماً أن أسلوب اللاقرآنيين فى الاستدلال ينحصر فى التالى :
1- تعطيل وإنكار ما جاءت به السنة النبوية من أحكام.
2- الذهاب إلى كتاب : المعجم المفهرس للألفاظ القرآن الكريم الذى صنفه وأعده فضيلة الشيخ العالم المسلم السنى / محمد فؤاد عبد الباقى ، وجمع مجموعة ألفاظ جاءت فى سياق واحد.
3- النظر بفهم قاصر إلى آيات كتاب الله ، وحصرها على فهم معين غير مستقيم.
4- لي أعناق هذ الآيات لتدل على شئ مخالف للسنة النبوية ، على اعتبار أنها لم تأت بتفاصيل الأحكام كما جاءت به السنة مبينة له.
وقد يستعيض المنكر للسنة عن كتاب المعجم المفهرس ويستخدم الحاسب الآلى فى هذا الأمر ، وسيان فالهدف عنده واحد ألا وهو جحد السنة وتعطيلها.
هذا الكلام بحرفيته ينطبق على ما فعله صاحب الموضوع الحالى : هل صلاة الجمعة واجبة على المرأة؟
وطبعاً تنظيم الموضوع يستلزم المرور على كتب أهل السنة ، ويتم جمع أقوال العلماء فى الأمر ، والتركيز على اختلاف الاجتهادات والفتوى ، ثم الغمز واللمز للأحاديث النبوية الواردة والمستند إليها فى الفتاوى ، كأن يكون الحديث حديث آحاد ، أو حديث حسن ، أو له طرق ضعيف تتقوى ، وهكذا.
ويا حبذا لو أن الحديث الوارد كان فى الصحيحين أو أحدهما ، حيث لابد أن يختتم الموضوع - عندهم - بتشنيع على البخارى ومسلم ولابد.
ولقد آليت على نفسى أن أتخذ منهجاً جديداً فى الرد على منكري السنة - والله وحده المستعان - ألا وهو الرد عليهم من القرآن نفسه. وإثبات أن السنة قد توافقت معه كل التوافق. وإثبات أن الخلط قد جاء من قصور فهم المنكرين للسنة ، وجهلهم وعجزهم عن إدراك مراد رب العالمين إدراكاً سليماً. وأن لا أسلوب قويم فى تفسير القرآن إلا باتباع السنة.
وإليكم ردى على هذه المزاعم.
__________________
قـلــت : [LIST][*] من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*] ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*] ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*] ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|